عالم نطق و نحن لا زلنا بكما ......

[صالح القسنطيني]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عالمنا و ما أغربه كتب حجته بمداد الواقع على صفحات القلوب. كتبها من أوجاع قلوب و أفراحها، و حركاتها و سكناتها، و نياتها و مقاصدها. كتبها على أجنحة النازعات من النفوس و الغارقات من الصدور، بعد أن بناها على ظهر عالم ناطق بحاله قبل ذاته. نطقت فيه القلوب لقوّة خيلوها لنا أنها سراب مفترض، و زعموا أن ذلك السراب لا يطلبه إلا سفيه عقل عليل فكر.
و خُيلت لنا أنها حقيقة نعيشها منها تأكل قلوبنا و منها تشرب. فنحزن و نفرح و نسعد و نأكل من الهم بعد أن يكسونا الغم بردائه، و نفيد و نستفيد و نفاد.

عالم ...............

إذا مددت فيه يد عون قالوا هذا خلاف المعهود المقرر عندنا.
و إذا مددت جسر تواصل زعموا أن ذلك لا يفعله إلا محروم أصحاب في واقعه.
و إذا أظهرت حبك لحبيب استغربوا كيف تحب من لا تعرف إلا اسمه و بعض ما رقمه من حرفه و نسج من قريحته.
و إذا ظلمت فيه أحدا لم ينم لك جفن و هم مشرقون و مغربون في كلامهم بلا ضابط و لا حد.

عالم أغلقوه بحمد الإحسان و أوصدوه عن حمد المحاسن فصار يخيل لنا فيه أننا نغرد وحدنا بعيدين عن السرب و لو كان من سراب.

فما رايكم في عالم سمي بالعنكبوتي و الافتراضي؟؟؟

و أثره على القلوب