السلام عليكم
جاء في القصص و الأخبار أن الخوارج و الحرورية عابوا حكم علي رضي الله عنه و قارنوه بحكم أبي بكر و عمر رضي الله عنهما. فرد عليهم علي رضي الله عنه برد لو فقهه الناس لسلموا من الكثير من الشبهات فقد قال لهم: لمّا كان ابو بكر و عمر علينا كنت أنا و أمثالي رعيتهم، و لما صرتم أنتم الرعية كنت أنا عليكم، فإن عبتم ما أنا عليه، فذلك لأنّه أنتم الرعية.
و من معنى كلام علي رضي الله عنه جاء قول السلف ((كيفما تكونوا يولّى عليكم))
فالحكام منّا و من جنسنا فإن كنّا أهل صلاح و تقى ولى الله علينا خيارنا و إن كان أهل فساد و جهل و ضلال و شهوات ولّى الله علينا من هم كذلك فكيفما نكن يولّى علينا
و الجزائر بلاد مسلمة تقام فيها الجمعة و الجماعات و يؤذّن فيها للصلوات و يجهر فيها بشعائر الدين و تقام الأعياد فهي من حيث الحكم بلاد مسلمة لا يجب فيها الجهاد و لا تجب منها الهجرة في الجملة
, و إن ابتلينا بحكام لا يحكمون شرع الله و لا يتحاكمون إليه و اعرضوا عنه و استبدلوه بقوانين وضعية استوردوها من جهالات الغرب و سقطات العقول
فالواجب علينا أن نرد مثل هذه الأمور للعلماء الكبار أهل الحل و العقد لأن مثل هذه الأمور المتعلقة بالتكفير و التفسيق إنما هي للعلماء و هم فيها درجات
و الواجب كذلك علينا ان نتعلم أمر ديننا و نتفقه فيه و نتبصر في عقيدتنا و نحقق التوحيد الخالص لله فنوحد الله حق توحيده في ربوبييه و ألوهيته و أسمائه و صفاته و تخلع و نكفر بجميع الأنداد و ما يعبد من دون الله و ما أكثر الشرك في دنيا الناس اليوم و قد شرق بالناس و غرب و كثر صورهفبنيت القباب و عكف الناس عليها و شيدت المشاهد و أقاموا الزردات و الوعدات و هي الموبقات و المهلكات فنحروا لغير الله و نذروا لغير الله و استغثوا باصحاب القبور و خضعوا للجن
فهذا نبينا عليه الصلاة و الصلام قد بعثه ربه إلى قريش و كانت قريش على كفر و جهل و ضلال فأول ما بدا به عليه و الصلاة و السلام دعوة الناس لتوحيد الله و إخلاص الدين له و الكفر بالطاغوت و فقد دعى إلى هذا و حكم قريش حينها حكما جاهليا كفريا
و لهذا كان الواجب على كل مسلم أراد الصلاح و الإصلاح أن يبدا بما بدأ به محمد عليه و الصلاة و السلام و هو تصفية الأفراد من كل شائبة للشرك و تربيتهم على الدين و التوحيد و الحنيفية ثم بعد هذا تقام الدولة الإسلامية إن لم تكن قائمة بعد ان يكون للمسلمين و افسلام شوكة
و إما إذا كانت الدولة الإسلامية قائمة في الجملة كما هو الحال في سائر البلاد للمسلمين فالواجب علينا أن نتعلم التوحيد و نعمل به ثم نذعن و ننقاذ لشريعة الله و ننصح ولاة الأمور
و للكلام تكملة إن شاء الله