معنقد أهل السنة فيما وقع بين الصحابة الكرام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معنقد أهل السنة فيما وقع بين الصحابة الكرام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-04-10, 18:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو معاوية الفهري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B10 معنقد أهل السنة فيما وقع بين الصحابة الكرام







الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه الى يوم الدين


فبعد
وفاة الرسول بدأت بعض الفتن في الظهور كفتنة الردة وادعاء بعض السفهاء للنبوة...لكن الفتنة العظمى التي نالت منها الألسن هي الفتنة التي وقعت بين الصحابةبعد استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان والذي كان نتيجة لاستشهاد باب الفتنة عمر ...فمصداق لقول النبي ((أن عمر باب الفتنة فإذا كسر لم يغلق أبدا)) ,وقعت بعد وفاته الكثير من الفتن التي أدلى فيها كل عالم وسفيه فيها بدلوه...

كان من نتائج تلك الفتنة فرقة كبيرة حصلت في صفوف الأمة...وظهور عدد من الفرق الغالية كالشيعة...وظهور الخوارج مصداقا لما وصفهم به النبي ...
حصلت حروب بين المسلمين في خلافة علي بن أبي طالب وانقسموا لفريقين كل منهما على راية قائد,كلهم يريد الحق...
موضوعنا هذا ليس للحديث عن الفتنة وقصتها الطويلة...وإنما عن {حكم الإسلام في الخوض في هذه الفتنة,وقول الإسلام في الداخلين في الفتنة}...والله أسأل أن ينفع به كل قارئ...


عرف العلماء الصحابي اعتمادا على آيات وأحاديث ومعانٍ لغوية تصف ماهية هذا اللقب...فعرفوا الصحابي بأنه: من لقي النبيمؤمنا به ومات على ذلك.

فـ(لقي النبي):مأخوذة عن تعريف الصحبة والمصاحبةيخرج منها من لم يصاحب النبي وإن عاش في عصره -كالنجاشي-,ويستنتج ذلك أيضا من قوله: ((اشتقت إلى إخواني))..الحديث.
و(مؤمنا به):إذ إن صحبة النبي تقتضي الترضي والدعاء للصحابي وعدد من الواجبات والمحرمات وأحكام عقائدية أخرى,فيخرج من ذلك أبو جهل ومن شابهه ممن لم يؤمنوا به ...والإيمان:عمل في القلب يستدل عليه بالأعمال الظاهرةمن حسن عمله نقول بأنه مؤمن,و نوكل قلبه إلى الله.
و(مات على ذلك):حيث أن المرتد والمكذب للنبي وإن عاش في عصره ولقيه وآمن به دون أن يموت على ذلك لا يعتبر صحابي,مثل أبي طالب عم النبي .

إذا,فالحديث عن الصحابة دوما يقتضي تحقيق الشخص للشروط الثلاثة أعلاه ليعتبر صحابيا,فمعاوية وعلي صحابيان,لأنهما لقيا النبي وآمنا به وماتا على ذلك,فرضوان الله عليهما أجمعين.

الصحابة جميعا عدول وهم خير قرون الأمة لصحبتهم النبي وجهادهم معه ونقلهم الشريعة إلينا,وقد أثنى الله عز وجل عليهم في كتابه فقال: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))[التوبة:100] وما بعد ثناء الله عز وجل ثناء ولا ذم.
كما أثنى الرسولعليهم في عدة أحاديث,منها ما خص المهاجرين ومنها ما خص الأنصار ومنها ما يجمع كل الصحابة.
من ذلك قوله: ((الأنصار شعار والناس دثار))[متفق عليه]...
والشعار:هي الملابس الملاصقة للجسدالدثار:الملابس الظاهرة الخارجية...وذكر النبي ذلك كناية عن قربهم منه ومحبته لهم...

والأحاديث في هذا كثيرة يصعب حصرها في موضوع كهذا,ولذا أكتفي بما تحفطونه,ومن أراد الاستزادة فليراجع الصحاح كتب مناقب الصحابة...

عندما نقول أن الله أثنى على الصحابة فهذا يعني أن الله أثنى على من تحققت فيه الشروط الثلاثة لتعريف الصحبة,فلا يقولن أحدهم أن فلان ليس بصحابي إلا إن وجد دليلا يثبت منافاة فعله لشروط الصحبة.

إذا,هذا الفضل عام لكل الصحابة,ولكن بعض الصحابة اختصهم الله بفضائل عن غيرهم,كمن منَّ الله عليهم بالهجرة والسبق في الإسلام وهكذا...

أما وجوب حبهم فيستدل عليه من:
1. قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ))[الحشر:10].
وقوله: ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً))[الفتح:29].
2. قوله : ((خير القرون قرني الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))[رواه ابن تيمية في مجموع الفتاوى بإسناد صحيح].
3.يقول أبو جعفر الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول اللهولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير...وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"[شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز]...



إذا,نخلص إلى أن حب الصحابة واجب من الكتاب والسنة والإجماع...


خرج بعد وفاة نبيناكثير من الناس الذين طالت ألسنتهم على أصحاب رسول اللهبل وخرجت طوائف ومذاهب تقوم بعض أصولها على سب نيف من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد أسلفنا أن الصحابي هو من لقي النبي وآمن به ومات على ذلك...والغريب أن من يسب أبا بكر وعمر وبنتيهما أمهات المؤمنينيغفلون عن هذا التعريف.
فقد ورد في الأحاديث الصحيحة قوله: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[متفق عليه واللفظ للبخاري].
وإن لم يكن البعض يعترف بالصحبة لهم فقد ورد في الحديث الصحيح: ((لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))[صحيح البخاري].
أضف إلى أن لفظة (أصحابي) في الحديث جائت بمعناها اللغوي...أي من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم,فما بالك بمن آمن به ومات على ذلك؟!

السب ليس مقصورا على الألفاظ النابية والكلمات الجارحة بل إن مجرد ذكرهم بسوء أو ما شابه يدخل تحت هذا الحكم.

سبق أن ذكرنا قوله: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[متفق عليه]...
والنهي هنا يقتضي التحريم...
هذا حكم الفعل...لكن الآن ما الحكم فيمن يصر على سب الصحابة رضوان الله عليهم؟!...

لن تجد ردا على هذا السؤال أبلغ من قوله : ((من سب أصحابي,فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))[قال الألباني:حسن بمجموع الطرق].
وأيضا ورد عنه: ((لعن الله من سب أصحابي))[رواه الشوكاني ورجاله رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة].

يقول العلامة بن حمدان في (نهاية المبتدئين):"من سب أحدا من الصحابة مُسْتَحِلاًّ كفر,وإن لم يستحل فسق...وعن الإمام أحمد:يكفر مطلقا (أي سواء كان يستحل ذلك أو لا),ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر".[شرح عقيدة السفاريني]
وقال تعالى في شأن الصحابة: ((مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ))[الفتح:29],وقد استدل الإمام مالك بهذه الآية على تكفير الذين يبغضون الصحابة,قال:لأنهم يغيظونهم,ومن غاضه الصحابة فهو كافر لهذه الآية,ووافقه غيره من العلماء على ذلك. [الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة لابن حجر].

قال البيهقي رحمه الله: "وإذا ظهر أن حب الصحابة من الإيمان فحبهم أن يعتقد فضائلهم,ويعترف لهم بها,ويعرف لكل ذي حق منهم حقه,ولكل ذي غناء في الإسلام منهم غناؤه,ولكل ذي منزلة عند الرسول منزلته,وينشر محاسنهم,ويدعو بالخير لهم,ويقتدي بما جاء في أبواب الدين عنهم,ولا يتبع زلاتهم وهفواتهم,ولا يتعمد تهجين أحد منهم ببث ما لا يحسن عنه ويسكت عما لا يقع ضرورة إلى الخوض فيه فيما كان بينهم"[شعب الإيمان4].

منهج الإسلام فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتنة يقوم على العدل والإنصاف لكل منهم وسد باب الفتنة على المسلمين...وسيأتي تفصيل القول في ذلك في فقرة {مذهب أهل السنة والجماعة في الفتنة}...ولكن قبل ذلك علينا التطرق لنقاط عديدة,أهمها:


دخل اليهودي عبدالله بن سبأ الإسلام ليخربه على أهلهلم يسلم من قلبه,كما اشتهر بين الصحابة ومن تبعهم وكما تدل عليه أعماله.

بدأ هذا اليهودي نشاطه أول إعلانه لإسلامه -المزعوم- فقام بإثارة عدد من المشاكل على عهد النبي لكن أوج نشاطه ما بدأ إلا في عهد عثمانحيث اختلق ضده التهم والأباطيلسارع عثمانلبيان كذب هذا المنافق ورد على كلامه,إلا إن في عهد عثمانلم يكن يُعلم مصدر تلك الإشاعات والأكاذيب ليتمكنوا من كبتها.

كان مما دعا إليه ابن سبأ تأليه عليوهو أول من قال عن علي بن أبي طالب: "هُوَ هُوَ" يعني أن عليًّا هو الله -تعالى عما يقولون-,وأكثر من تقديس علي وشرع يحيك حوله الكرامات والأباطيل -كان هذا على التدرج-,وفي نفس الوقت يبث سمومه وافتراءاته عن عثمانفاتبعه الكثيرون ممن صدقوه ولم يصدقوا كلام عثمان.
وبهذا طمع الكثيرون في الخلاص من الخليفة الظالم الفاجر(عثمان -برأيهم-) وتعجيل ولاية المخلص لهم يعنون بذلك علي.


الحط من قدر العلماء والسلف بسبِّهم والتعدي عليهم وانتقاصهم واتهام أعيانهم بالجهل وسوء الحكم والتقدير بسبب وقوع الخطأ الاجتهادي من أحدهم هو من طريقة المبتدعة ومرضى القلوب,ومن مخططات أعداء الأمة للتشكيك في الإسلام,ولهذا اتخذ ابن سبأ هذا النهج,فبدأ بالانتقاص من عثمانواتهامه بالخطأ الجسيم,لتفرغ له الساحة ليقول ما يشاء في علي...((فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ))[الحشر:2].

قال شيخ الإسلام بن تيمية: "فلما قتل عثمانتفرقت القلوب وعظمت الكروب,وظهرت الأشرار وذلت الأخيار,وسعى في الفتنة من كان عاجزا عنها,وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته,فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبوهو أحق الناس بالخلافة حينئذ وأفضل من بقي,لكن كانت القلوب متفرقة,ونار الفتنة متقدة,فلم تتفق الكلمة,ولم تنتظم الجماعة,ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير,ودخل في الفرقة والفتنة أقوام,وكان ما كان" [مجموع الفتاوى25].

لا يخفى على أحد أن سبب الفتنة كلها هو الخلاف حول قتل قاتلي عثمان من عدمه,لذلك أورد هنا نقطة سريعة في الحديث عن حكم الخروج على الوالي والحاكم,ناهيك عن قتله...
فقد دلت النصوص الشرعية على تحريم الخروج على ولي الأمرتحريم منازعته حتى ولو كان عنده جور وظلم ومعاصٍ وذلك لما يسببه الخروج من فتن وفساد وطمع الأعداء وإراقة الدماء...
والأدلة على ذلك كثيرة,منها قوله : ((من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية))[رواه البخاري ومسلم].
ويقول : ((ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة))[رواه مسلم].
قال ابن تيمية:"وهذا نهي عن الخروج عن السلطان وإن عصى"[منهاج السنة النبوية].




الخروج على ولي الأمر له أشكال شتى:
  • الانقلاب العسكري أو أي انقلاب سياسي.
  • التهجم العام:في الصحف والإنترنت والهجوم الحقيقي.
  • اعلان الطرف والنكت التي تقدح فيهم.


والآن,مذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل والفتنة التي وقعت يتلخص فيما يلي:

أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابةويكفون عن البحث فيه,لأن طريق السلامة هو السكوت عن مثل هذا,ويقولون: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ))[الحشر:10].

أنهم يجيبون عن الآثار المروية في مساويهم بوجوه:
الوجه الأول:أن هذه الآثار منها ما هو كذب قد افتراه اعداؤهم ليشوهوا سمعتهم.
الوجه الثاني:أن هذه الآثار منها ما قد نقص فيه وزيد وغُيِّر عن وجهه الصحيح ودخله الكذب,فهو محرف لا يلتفت إليه.
الوجه الثالث:أن ما صح من هذه الآثار -وهو القليل-,هم فيه معذورون,لأنهم إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطؤون,فهو من مواضع الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد,والخطأ مغفور,لما في الحديث:أن رسول اللهقال: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران,وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر))[رواه البخاري ومسلم].

أنهم يرون أن الصحابة بشر يجوز على أفرادهم الخطأ,فهم ليسوا معصومين من الذنوب كأفراد,لكن ما يقع من بعضهم فله مكفرات عديدة منها:
أن يكون قد تاب منها,والتوبة تمحو السيئة مهما كانت,كما جاءت به الأدلة.
أن لهم من السابقة والفضل ما يغفر الله به ما صدر من بعضهم كما قالفي شأن حاطب: ((إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))[متفق عليه],ويقول تعالى: ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ))[هود:114]لهم من الصحبة والجهاد مع رسول الله ما يغمر الخطأ الجزئي.
أنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد في الفضل,وقد ثبت بقول الرسولأنهم خير القرون,وقال: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[رواه البخاري ومسلم].


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لايعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا السابقين ولا غيرهم,بل يجوز عندهم وقوع الذنب منهم,والله تعالى يغفر لهم بالتوبة ويرفع بها درجاتهم ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب"[مجموع الفتاوى65].

بعد كل ما ذكر,يتضح لنا أن الإسلام قد ضمن لكل طرف من الأطراف حقه...
ولذا,فعلى كل منا أي يكف لسانه وقلمه عن كل ما حصليعلم أن كثير من مما ورد أو ما قرأ في هذه الفتنة قد يقع بشكل كبير تحت الأحاديث الضعيفة والمكذوبة...لذلك فليراجع كل منا نفسه...

إذاً,هل ترى أنصف من أن الإسلام ضمن للمصيب حقه والمخطئ حقه؟!...

أرجو من كل من بنى اعتقادات في قلبه ويقين وجزم بخطأ فلان ووجوب سب فلان أو قتل فلان ولعن فلان,أن يعلم أن الله قد ضمن لهم حقهم وكتبت عليهم أخطأءهم,ولسنا مسؤولون عن البحث في ذلك ولا الحديث فيه ولا إجبار الناس على اتباع آرائنا...

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "وضع عمر على سريره -لما مات- فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم,فلم يرعني إلا رجل أخذ منكبي,فإذا علي بن أبي طالب,فترحم على عمر وقال:ما خلَّفتُ أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك,وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك -يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر-,وحسبت أني كنت كثيرا أسمع النبي يقول:ذهبت أنا وأبو بكر وعمر,ودخلت أنا وأبو بكر وعمر,وخرجت أنا وأبو بكر وعمر" [رواه البخاري ومسلم].

الموضوع اشترك فيه جمع من إخواني وعلى رأسهم أخي حسام المصري

وفي الختام الحمد لله أولا وآخرا .








 


قديم 2010-04-10, 20:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباشـــــــــــق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الباشـــــــــــق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جـــــزاكم الله خيـــــــــر على هـــــــذا المجهــــــــــود الجبـــــــــار










قديم 2010-04-11, 05:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا.........................









قديم 2010-04-11, 08:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
sousou24
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية sousou24
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2010-04-11, 09:33   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبد الرحمان1980
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الرحمان1980
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله لك على هذا المجهود










قديم 2010-04-11, 10:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أسير الماضي الحزين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أسير الماضي الحزين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على المجهود المبذول










قديم 2010-04-11, 12:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لحلوا
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلالك

رزقكالله خيري الدنيا و الاخرة

دمت للتميز عنوان









قديم 2010-04-11, 12:29   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو صهيب الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو صهيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بارك الله فيك على كل ما قدمته
السلام عليكم










قديم 2010-04-11, 14:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
الباشـــــــــــق
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية الباشـــــــــــق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ورد في الأحاديث الصحيحة قوله: ((لا تسبوا أصحابي,فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))[متفق عليه واللفظ

هل بعد هذا الحديث يتجراء مسلم و يسب احد ا من صحابة الرسول صل الله عليه وسلم










قديم 2010-04-11, 19:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو معاوية الفهري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنام مشاهدة المشاركة
جـــــزاكم الله خيـــــــــر على هـــــــذا المجهــــــــــود الجبـــــــــار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة newfel.. مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا.........................
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sousou24 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
و إياكم جزاكم الله خيرا إخوتي في الله

وسرني تواجدكم و أسأل أن تكونوا استفدتم









قديم 2010-04-12, 11:43   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابراهيم زياني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عقيدة أهل السنة والأثر في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم


بقلم: الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

من رحمة الله بعباده وإحسانه إليهم وفضله عليهم أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم ليبلغهم رسالة ربهم ويرشدهم إلى كل ما ينفعهم ويحذرهم كل ما يضرهم وقد قام صلى الله عليه وسلم بما أرسل به على التمام والكمال فدل أمته على كل خير وحذرها من كل شر ونصح غاية النصح وقد اختار الله لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوما هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم فشرَّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصَّهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه وسماع حديثه من فمه الشريف وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وقد بلَّغوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها فكان لهم الأجر العظيم لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام ولهم مثل أجور من بعدهم لأنهم الواسطة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه وقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة وحسبهم ذلك فضلا وشرفا
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} . وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.
وفي قوله –سبحانه-في حق الصحابة الكرام –رضي الله عنهم {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} أخطر حكم ، وأغلظ تهديد ، وأشد وعيد في حق من غيظ بأصحاب رسول -الله صلى الله عليه وسلم- أو كان في قلبه غل لهم .
وقال الله تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وقال تعالى في بيان مصارف الفيء: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ والَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ والَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ..هذه ثلاث آيات من سورة الحشر الأولى منها في المهاجرين والثانية في الأنصار والثالثة في الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار مستغفرين لهم سائلين الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا لهم وليس وراء هذه الأصناف الثلاثة إلا الخذلان والوقوع في حبائل الشيطان ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير بشأن بعض هؤلاء المخذولين: "أمروا أن يستغفروا لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فسبُّوهم" أخرجه مسلم في أواخر صحيحه وقال النووي في شرحه بعد ذكر آية الحشر: "وبهذا احتج مالك في أنه لا حق في الفيء لمن سب الصحابة رضي الله عنهم لأن الله إنما جعله لمن جاء من بعدهم يستغفر لهم"، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "وما أحسن ما استنبط الإمام مالك من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وقال صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والله أعلم ذكر الثالث أم لا. وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: " القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث" وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم"، وروى ابن بطة بإسناد صحيح - كما في منهاج السنة لابن تيمية - عن ابن عباس أنه قال: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة " وفي رواية وكيع: "خير من عمل أحدكم عمره". ولما ذكر سعيد بن زيد رضي الله عنه العشرة المبشرين بالجنة قال: "والله لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمِّر عُمْر نوح" أخرجه أبو داود والترمذي، وعن جابر رضي الله عنه قال: "قيل لعائشة أن أناسا يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت: وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر" أخرجه رزين كما في جامع الأصول لابن الأثير ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". وروى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" وأخرج من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ولفظه: "كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" ، فإذا كان سيف الله خالد بن الوليد وغيره ممن أسلم بعد الحديبية لا يساوي العمل الكثير منهم القليل من عبد الرحمن بن عوف وغيره ممن تقدم إسلامه مع أن الكل تشرف بصحبته صلى الله عليه وسلم فكيف بمن لم يحصل له شرف الصحبة بالنسبة إلى أولئك الأخيار، إن البون لشاسع وإن الشقة لبعيدة فما أبعد الثرى عن الثريا بل وما أبعد الأرض السابعة عن السماء السابعة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
هذه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على فضل أولئك الأخيار الذين ما كانوا ولا يكونون رضي الله عنهم.

الصحابة كلهم عدول
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم. قال النووي في التقريب الذي شرحه السيوطي في تدريب الراوي: "الصحابة كلهم عدول من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتد به" انتهى. وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: "اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة" انتهى. ولهذا لا تضر جهالة الصحابي فإذا قال التابعي: "عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم" لم يؤثر ذلك في المروي لأن الجهالة في الصحابة لا تضر لأنهم كلهم عدول
قال الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية: "كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره في نص القرآن". ثم ساق بعض الآيات والأحاديث في فضلهم ثم قال: "على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون بعدهم أبد الآبدين" وروى بإسناده عن أبي زرعة قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدوا أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة".

ملخص عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة رضي الله عنهم:
ومذهب أهل السنة والجماعة فيهم وسط بين طرفيها الإفراط والتفريط وسط بين المفرطين الغالين الذين يرفعون من يعظمون منهم إلى ما لا يليق إلا بالله أو برسله وبين المفرِّطين الجافين الذين ينقصونهم ويسبونهم فهم وسط بين الغلاة والجفاة يحبونهم جميعا وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون ولا يقصرون بهم عما يليق بهم فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم وقلوبهم عامرة بحبهم وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون إما مصيبون فلهم أجر الاجتهاد والإصابة وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان، وكتب أهل السنة مملوء ببيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق هؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين

من أقوال أئمة السلف في الصحابة
1- قول الإمام الطحاوي: ومن ذلك قول الطحاوي في عقيدة أهل السنة: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان"
2-قول إبن أبي زيد القيرواني: وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة: "وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب"
3- قول الإمام أحمد: وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: "ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحدا منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة" .وقال: "لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلَّده في الحبس حتى يتوب ويرجع"

4- قول الامام أبي عثمان الصابوني:
وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث: "ويرون الكفّ عمّا شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا أو نقصا فيهم ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافَّتهم".
5- قول شيخ الاسلام ابن تيمية:
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية: "ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم ألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".

ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضِّلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الأنصار ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" وبأنه لا يدخل النار رجل بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ويشهدون بالجنَّة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم يثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما - بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر - أيهما أفضل فقدَّم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدَّم قوم عليّاً وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلَّلُ المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله". ثم ذكر محبتهم لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم لهم وحفظهم فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وتولِّيهم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وإيمانهم بأنهنَّ أزواجه في الآخرة ثم قال: "ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما جرى بين الصحابة ويقولون أن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كاذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيّر عن وجهه الصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق ومن الفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى أنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون وإن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفَّر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله".
هذه خمسة نماذج من أقوال السلف الصالح فيما يجب اعتقاده في حق خيار الخلق بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه ورضي الله عن الصحابة أجمعين.

القدح في الصحابة قدح في الكتاب والسنة:
ومما ينبغي التفطن له أن القدح في هؤلاء الصفوة المختارة رضي الله عنهم قدح في الدين لأنه لم يصل إلى من بعدهم إلا بواسطتهم وتقدم في كلام أبي زرعة قوله: "وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة" يعني الذين ينتقَّصون أحدا من الصحابة.

القدح في الصحابة لا يضرهم:
وأن القدح فيهم لا يضرهم شيئا بل يفيدهم كما في حديث المفلس ولا يضر القادح إلا نفسه فمن وجد في قلبه محبة لهم وسلامة من الغل لهم وصان لسانه عن التعرض لهم إلا بخير فليحمد الله على هذه النعمة وليسأل الله الثبات على هذا الهدى ومن كان في قلبه غلٌّ لهم وأطلق لسانه بذكرهم بما لا يليق بهم فليتق الله في نفسه وليقلع عن هذه الجرائم وليتب إلى الله ما دام باب التوبة مفتوحا أمامه قبل أن يندم حيث لا ينفعه الندم. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.


المصدر
المكتبة الإلكترونية للشيخ حفظه الله










قديم 2010-04-12, 12:04   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
أبو معاوية الفهري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الغنام على إثراء الموضوع وعلى فوائدة النافعة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمان1980 مشاهدة المشاركة
بارك الله لك على هذا المجهود

وفيكم بارك الله أخي وصاحبي الشيخ عبد الرحمن وسعدة بمرورك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yayaabdoun مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على المجهود المبذول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحلوا مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلالك


رزقكالله خيري الدنيا و الاخرة


دمت للتميز عنوان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدة14 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
بارك الله فيك على كل ما قدمته
السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اخي عدة وجزاك الله خيرا على المرور

وكذالك أخي لحلوا و عبدون على دعائك العظيم الذي نسأل الله ان يكرمنا به واخواننا

سرني تعليقكم ومروركم









قديم 2010-04-12, 22:49   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
بقداد
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

جـــــزاكم الله خيـــــــــرا










قديم 2010-04-21, 09:17   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير


وادام الله علينا وعليك نعمة السنة

امين امين امين









قديم 2010-04-25, 00:05   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو معاوية الفهري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقداد مشاهدة المشاركة
جـــــزاكم الله خيـــــــــرا

و إياكم جزاكم الله خيرا أخي بغداد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن العربي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير


وادام الله علينا وعليك نعمة السنة

امين امين امين
واياكم جزاكم الله خيرا أخي محمد العربي وبارك الله فيك

و اما الدعاء فقد سعت به كثيرا و قولي اللهم آميـــــــــــــــــن واياكم اخي العزيز محمد









 

الكلمات الدلالية (Tags)
معنقد, الصحابة, السنة, الكرام, فيما


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc