دروس من استشهاد المجاهدين
[ 11/06/2009 - 08:31 ص ]
المهندس إبراهيم غوشة
تصاعدت الأحداث في الأيام الأخيرة، فمن لقاء عباس مع أوباما في واشنطن، وإلقاء الأخير خطابه في القاهرة، الى الانتخابات اللبنانية، وبعدها الايرانية، والهجمة الشرسة على كتائب القسّام في الضفة الغربية وغيرها·
وقد رافق ذلك نشاط اليمين الصهيوني بقيادة نتنياهو وليبرمان تجاه الداخل الفلسطيني، من حيث التمسك بالاستيطان والعمل على استصدار قوانين من الكنيست تجاه فلسطينيي الـ 1948، من حيث تمرير يهودية الدولة الإجراميّة، واعتقال من يحتفل بنكبة الـ 1948، وفرض قسم الولاء للدولة اليهودية، وايضاً تجاه الاردن بتمرير 35 نائباً في الكنيست على رأسهم باراك وبن اليعازر من الوزراء باعتبار الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين·
وكذلك تصريحات عباس في الولايات المتحدة بأنه يرفض عودة 5 ملايين فلسطيني الى اراضيهم وممتلكاتهم في اراضي الـ 1948 باعتباره تدميراً لمعشوقته دولة "اسرائيل" !
وقد رافق ذلك تصريحات أحمد قريع المعروف بتوريده الاسمنت المصري لحساب اليهود لبناء الجدار العنصري الذي دمّر بلدته أبو ديس، ولحساب المستوطنات وخاصة في مستوطنة جبل ابو غنيم القريبة من قصره في ابو ديس، والذي قال انه لا مانع لديه من ضمّ مستوطنات معاليه اوديم وجبعات زئي وارئيل للدولة الفلسطينية العتيدة !
كلّ ذلك بالإضافة للحملة الشرسة ضد كتائب القسّام، والتي جاءت مباشرة بعد لقاء عباس باوباما حين قامت سلطة عباس- دايتون بإرشاد جيش الاحتلال على مكان قائد القسّام في الخليل البطل الشهيد عبد المجيد دودين المطارد منذ 15 عاماً والذي قاتل عدّة ساعات أمام عشرات الآليات والجرّافات حتى استشهد قرب بلدة دورا في محافظة الخليل·
وبعدها بيومين فقط قام الشاباك الصهيوني بتزويد قوات عباس- دايتون بالمعلومات الدقيقة عن مكان قائد كتائب القسام في شمال الضفة الغربية المطارد منذ 6 سنوات البطل الشهيد محمد السمان والذي تحصن في احد بيوت قلقيلية مع مساعده البطل الشهيد محمد ياسين والذي استشهد فيه ايضاً المواطن الفلسطيني الاعزل عبدالناصر الباشا وجرحت زوجته بعد هجوم استمر لمدة 7 ساعات من مئات قوات المتعاونين مع اليهود·
وقد صرح بعد ذلك عباس وفياض ان الحملة على الخارجين على القانون (مقاومي الاحتلال) ستتواصل وهدد عباس الناعم اللطيف بضربهم بيدٍ من حديد !
هذه الهجمة الدموية على كتائب القسام رافقها اعتقال ما يزيد عن (150) مجاهداً في الضفة الغربية منهم 40 من قلقيلية لوحدها·
هذه التطورات الخطيرة يمكن استخلاص الدروس والعبر منها كما يلي:
- خروج الآلاف من مناصري المقاومة في الخليل رافعين "راية لا إله الا الله" ومنذ مدة طويلة يعني ان صفحة "جديدة" من المقاومة قد انبعثت وسيسير معها مجاهدو الجهاد وكل الشرفاء الآخرين في الضفة الغربية·
- تصدي البطلين محمد السمان ومحمد ياسين لعملاء دايتون في قلقيلية بالرصاص، يعني ان شباب المقاومة في الضفة الغربية لم يعودوا يتحلمون صلف وتعذيب الشباب بالمئات في سجون سلطة دايتون، بعد ان كشف هذا الاخير بأنه قد أعد الآلاف من صنف الفلسطيني الجديد للتصدي للمقاومة الفلسطينية ولحماية دولة الاحتلال الصهيوني !
- هجمة عباس الاخيرة وقد سبقها تشكيل حكومة فيّاض الامريكي وادخل فيها قيادات من فتح، يعني انه لا معنى لأي حوار يجري في القاهرة·
- وهذا يعني ايضاً أنّ على حماس أن تلتفت للحركة في الضفة الغربية لتَجبُرَ كسرها وتدعمها سياسياً وإعلامياً ومادياً، حيث لا معنى لحوار عباس في القاهرة الذي يستهلك الوقت عبثاً، فبعد 5 شهور من العدوان على قطاع غزة، لم يُفتح معبر رفح ولم يُرفع الحصار ولم يدخل كيس اسمنت واحد أو سيخ حديد أو لوح زجاج· والاعتماد على وعود القاهرة كالمستجير من الرمضاء بالنار !