لا زلت أذكر .... ذلك اليوم

[صُبح الأندلس]

السلام عليكم
لا زلت أذكر ذلك اليوم ، ليلة سقوط بغداد ، في مثل هذه الأيام من سنة 2003 سقط صرح بغداد على يد المغول و حق أن نسميهم كذلك ، ألم يعيثوا في الأرض فسادا ؟ ألم يقتلوا العلماء ؟ ألم يدمروا المتاحف ؟ ألم يقتلوا و يغتصبوا و يشردوا ....؟ التقارير الأخيرة تتحدث عن مقتل مليون و نصف مليون خلال هذه السنوات السبع ...سبحان الله تشابه كبير ...فخلال سبع سنوات و نصف أيضا استشهد مليون و نصف المليون شهيد في الجزائر ، هذا إذا أضفنا تشابه الخريطتين ، و لعل هذا هو سبب تعلقنا ببلاد الرافدين ..
المهم نعود إلى موضوعنا سقطت بغداد على حين غرة ، لم يكن أحد يتوقع ذلك السقوط السريع و المفاجىء ، فقبل يوم فقط أطل علينا الصّحاف معلنا أن الجيش العراقي يسيطر على الوضع و أن العلوج لن يخترقوا بغداد و في الغد ..... خبر عاجل في كل القنوات .... الجزيرة : سقوط بغداد و توغل المغول داخلها .... رأينا كيف حُطم تمثال صدام رحمه الله ..هالني كثيرا حين رأيت بعض العراقيين يشارك في هدمه ثم يطأ عليه و كأنه حقق النصر المنشود ... و هالني أكثر رؤية بعضهم يصافح المغول !!!!!!!!!! ...ظننت للحظة أن العراق كانت محتلة من قبل الصليبيين و التتار و جاء أحد القادة المسلمين و حررها !!!!!!.... لكن سرعان ما أيقظتني أعلام المغول و دباباتهم و خوذاتهم و هم يدنسون أرض الرشيد ...بغض النظر عما قيل و يقال عن صدام رحمه الله و لكن طوال مدة حكمه الطويلة كم مات من عراقي ؟؟؟ أكيد ليس مليون و نصف المليون ....هل كنا نسمع بالشيعة و الروافض و مقتدى الصدر و الظهر و الأكراد ....؟
قديما قيل حاكم ظلوم خير من فتنة تدوم ... كان يحكم بقبضة من حديد ...شأنه شان باقي الحكام .... و لكن ... تلك القبضة لم تمنع من تفوق العراقيين في مجال الطاقة و التكنولوجيا و البحث و الأدب ....
لازلت أذكر ذلك اليوم ... و كلما تذكرته شعرت بغصة في حلقي ...
فهل تشعرون بها كما أشعر ؟
تحياتي