كيف نفهم الربيع العربي

[جلال هادي]

بعد الثورة الفرنسية ونجاحها تحركت الشعوب الأوربية في بلدانها مطالبة بالحرية والعدالة والمساواة
سمي تحرك هذه الشعوب الأوروبية ربيع الشعوب .......

........................
وكنت وزوجتي نقضي شهر العسل في فرنسا وقبل نهاية شهر العسل اقترحت عليها ان نذهب إلى مصر قبل ان نعود إلى الوطن
وكانت المفاجأة عند وصونا إلى القاهرة.........

لقد كان الشعب المصري الشقيق يعاني من شدة الفقر والفساد الذي ضرب كل مفاصل البلاد
الفرق بين فرنسا مصر لايقاس بالسنوات العادية
انه فرق حضاري وتقني ..............فرق يقاس بالسنوات الضوئية

في تونس الخضراء ذلك البلد الجميل كانت أجهزة الأمن تحسب أنفاس الشعب
قبل سنوات زرت تونس رؤيتها جميلة رغم كل مضايقات أجهزتها الأمنية

المواطن التونسي الذي تجده يعيش في أوروبا في فرنسا أو بلجيكا أو هولندا يعرف تماماً معنى الحرية والكرامة والديمقراطية
لذلك لم يكن مستغربا منه ان يكون اول من يثور ضد الظلم والفساد

أنا كنت معجب بعمر القذافي ولكن ليس إعجابي به ينعكس على سياسته الداخلية التي جعلت من المواطن الليبي فقير وتحت أقدامه النفط والغاز الذي لو استغل بطريقة مناسبة لكانت ليبيا دوله مثل الإمارات
لو كان الشعب الليبي غني فلن يفكر في الثورة وسيحكم القذافي ومن بعده ابنه سيف الإسلام بكل اريحيه وهدوء

في اليمن كان الرئيس صالح يحكم هو وعائلته ........صالح جعل من اليمن بلدا فقيرا متخلفا لكي يستمر هو وعائلته في الحكم

في سوريا الذي لايزال جرحها نازفا ورث الابن بشار من الأب حافظ البشر والحجر في سورية في مهزلة حولت الجمهورية إلى ملكية استبدادية

كان معاوية بن أبي سفيان في دمشق قد حول الخلافة الإسلامية إلى ملكية وراثية
لعل الجو في الشام يجعل عقل الإنسان ملكيا

ولكن ...........
بعد الربيع العربي سيطرة جماعه الإخوان المسلمين على الحكم في مصر وتونس وليبيا
أما اليمن فلن تحكم حركة الإخوان بسبب اتفاق المبادرة الخليجية الذي لا يسمح سوى بان تكون الحركة جزء من الحكومة وليس كل الحكومة
طبعا إذا ظل الوضع ديمقراطيا في بلدان الربيع العربي فلن تحكم الإخوان المسلمين سوى سنوات معدودة وسينتهي بها المطاف بالديمقراطية التي أو صلتها للحكم إلا إذا غيرت من سياستها وجعلت من الشعب يقتنع بسياستها ويختارها مرة أخرى

أظن انه حان الوقت للعرب بان يتمتعوا بالحرية وان يكون لهم مكان تحت الشمس.......مكان بين الشعوب المتقدمة