لماذا يكره "الشيعة " ابن تيمية !
حاولت كثيراً فهم الأسباب الموضوعية التي قد تدفع " سادة " الشيعة لكره ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله هذا الكره الشديد ! قرأت الكثير من مصنفات ابن تيمية وابن عبدالوهاب ونظرت في تراثيهما العقدي والفقهي وخلصت إلى الآتي :
* الشيخان يشددان - ولهما كل الحق في نظري - على مسائل التوحيد وإخلاص العبادة لله . لهذا فهما يقفان بكل شجاعة وصمود ضد عبادة القبور والأولياء والخرافة والشعوذة والدجل باسم الدين . وهذا حتماً يضايق سدنة المزارات وخُدَّام الأضرحة وآكلي أموال الناس بالباطل كما عند الشيعة والصوفية وغيرهما .
* الشيخان من أهل الحديث , فالمرجع عندهما هو للكتاب والسنة وليس للرأي والإلهام والوجد أو للتلفيق والاختراع والإدعاء دون نص واضح وصريح. من أتى برأي عرضنا رأيه على الكتاب والسنة - وليس على أهوائنا - فإن وافقهما أخذنا به , وإن عارضهما ضربنا به عرض الحائط .
* لكن ابن تيمية علِم أن الكتاب والسنة لن يكونا مدار اتفاق بين السنة والشيعة , فطفق يحاور الشيعة بالـ"عقل" ! وهذا بالذات ما أزعج السادة والأولياء والملالي . ومن يقرأ كتابه " منهاج السنة النبوية " يُدهَش من الرصانة الفكرية , والمنطق القوي السديد في محاججة أصحاب المذهب الشيعي وفق مسلمات العقل السوي ومنطقه . ولهذا كُتبت الكثير من الكتب شرقاً وغرباً عن منطق شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه الفكري.
* لم يستطع شيعي أو متصوف واحد أن يجد في تراث ابن تيمية أو ابن عبدالوهاب ما يخالف العقيدة الإسلامية . كل ما أزعجهم هو أن شيخ ابن تيمية ومن بعده تلاميذه ومن بعدهم ابن عبدالوهاب لم يحترموا الأضرحة والمزارات التي يطاف بها كما يُطاف على الكعبة !! ولم يحترموا العتبات التي يُتمسح بها كما تمسح كفار قريش بأصنامهم !! ولم يعرفوا للأولياء الذين يخاف منهم كما يُخاف من الله ويستغاث بهم كما يستغاث برب العباد !! هذا كل ما في الأمر ! لكن هل كان مستند ابن تيمية ومن بعده تلاميذه حتى ابن عبدالوهاب , أقول هل كان مستندهم الهوى والرأي أم قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم , هذا ما لا يذكره مخالفوهم أبداً ...ولهذا أنا أسأل كل شيعي أو متصوف هل قرأت كتب ابن تيمية أو ابن القيم أو ابن عبدالوهاب ؟ أم أنك اكتفيت بما يقوله " السيد " والولي والإمام المرشد ؟!
* لم يستطع شيعي أو متصوف واحد أن يثبت أن ابن تيمية أو تلاميذه من بعده حتى ابن عبدالوهاب قد خالفوا القرآن الكريم أو السنة النبوية , بل كانوا امتداداً لأئمة السنة والحديث من السلف الصالح . وكتبهم متوافرة وموجودة يستطيع كل أحد أن يقرأها بإنصاف وتجرد بعيداً عن هيمنة " السادة " و" الأولياء ".