اقتصاد السوق : نظام اقتصادي يقوم على قانون السوق ( العرض والطلب ) وعلى المبادرة الحرة والتنافس بين المؤسسات
عولمة : حركة إدماج مختلف أجزاء العالم بتأثير تسارع المبادلات وازدهار التقنيات الحديثة للاتصال والنقل وهي توجّه عالمي نحو إزالة الحواجز الجمركية والحواجز الإدارية أمام انتقال السلع، والخدمات، و الرساميل، و المعلومات ما بين مختلف الدول؛ بما يؤدي إلى ارتباط الاقتصاديات القطرية أكثر فأكثر بالاقتصاد العالمي، سواء من ناحية التسويق، أو من ناحية التزوّد. وما قاد إلى هذا المسار هو تراجع بريق الأطروحات الاشتراكية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و انهيار المنظومة التي كان يتزعمّها، مقابل تدعم مكانة الأطروحات الليبرالية في البلدان الرأسمالية، وفي البلدان النامية، وحتى في البلدان القليلة التي مازالت تمارس الاشتراكية مثل الصين ، أو الفيتنام ، أو كوبا. هذه الأطروحات التي تقوم على مبدأ حرية التبادل و حرية المنافسة. و تدعم أكثر فأكثر لمكانة الشركات العابرة للقارات، وتزايد نهمها في البحث عن أكبر فرص الاستثمار إرباحية في أي مكان من العالم مع بروز ثورة حقيقية في ميدان الاتصالات الأرضيّة، أو الاتصالات بواسطة شبكات الأقمار الصناعية و توسع استعمال شبكة الأنترنات، بما يمكـّن من إجراء عمليات بيع و شراء تهمّ مليارات الدولارات في أزمنة قياسية ثم تطور شبكات النقل الأرضي، و البحري ، و الجوي بما يسمح بنقل السلع بسرعة؛ مما يخفف من تكلفة نقلها، و مما يضمن وصولها على حالة حسنة. اضافة الى عمل بعض المؤسسات الصناعية و حتى مؤسّسات الخدمات على إعادة توزيع تموقعها المجالي، فتوجهت أكثر فأكثر نحو الاستثمار خارج بلدانها الأصلية في البلدان التي تكون فيها اليد العاملة بخسة التكلفة، و منضبطة، و كفأة، و أين توفر لها حكومات هذه البلدان أعلى التشجيعات الديوانية و الجبائية. ووجود مصلحة حقيقية للبلدان المسيطرة اقتصاديا في تدعيم مسار العولمة، خاصة الولايات المتحدة، التي استنادا إلى قوتها الاقتصادية و العسكرية و قوة تأثيرها السياسي تمكنت من فرضه على البلدان الأقل تقدما وثراء. وما إنشاء منظمة التجارة العالمية سنة 1995 إلا لتكون الغطاء القانوني الدولي لمسار العولمة هذا. و لأنّ هذا المسار أصبح مسارا كونيا فإن الصين رغم نموها الاقتصادي السريع لم تستطع البقاء خارجه حتى تحمي سوقها المحلية؛ إذ انضمت بدورها إلى هذه المنظمة و إلى هذا المسار ككل حتى لا تنعزل عن مسار التاريخ