العاقر و اليتيم

** مريم ** · 2010-02-01, 14:32

العاقر و اليتيم

قالت انا المحتاجة إلى كبد .. فمن ذا يأتيني بجنيــــنِِ
فأنا المنبوذة المكسورة المقطوعة .. والكلّ نـــاسيني
يقال عني عـــاقر ، لأني لا ألـــــدُ.. ولا آت بالبنات و البنين
مذبوحة أنا ، لا بما قـــدّر الله .... لكن بما يقال عنيّ..
فذلك يُبكيني
لمَ يُشار اليّ بالتعاسة ، يتطير الأهل بي ، و منهم من يهجيني ؟
............
كلامكم ثِقْل ثقيل !! و أنا المحرومة من الولــــد !!
أليس ذلك يـــكفيــــــني ؟!!!
يكفيني ابتلاء ربي يثقل كاهلي ، فما عدت أقوى ..
بل الصبــــر يعييني
فلولا وقفتم الى جانبي ، فإن عاق رَحِمِي ..
فمن طيب كلامكم ما يحييني ...
أنا العـــاقر وما بي إلا أمـــر ربّــــي ..
أعجز عن الحمــــل ، فمن ذا يُـــــهديني ...
صبيّا رضيّا يسعدني إذا بـ : أمّـــي .. مـــامـــا .. يناديني
أنا العاقر و العقم عــــار .. عند زوجي و أهله و أهلي و جيــراني
...........
ونادى الصبي نداء ا ، اهتزت له القلوب ..
و انتشر صداه في الأكـــــوان ...
أن: ربّ قدّرتَ أن أكون وحيدا وقد حُرمتُ نعمة الأبوين
أنا اليتيم سقيط العــــشّ ، حُرمتُ لذة العيش..
إذ حرمتُ كل الحنان
فبدت حياتي و كأنما ، التائه في الصحراء الظّمــــآن
فالألم يُقطّعني ، و السؤال ما فارقني ...
أن : لِمَ الله عن غيري اجتباني ؟!!
يتيم أنا ، تتملّكني عقدة الأيتام ..
عشتُ ما عشتُ و حيثما الدهر رماني
أما العيد ! فلغيري بالأفراح يعود
و أنا ... فيذكّرني بفراق الحبيبين
أنا اليتيم .. يومكم عيد .. ويومي ذكرى رحيل الخِلاّن
فإن اشتكت العاقر من وحيد واحد ..
فأنا ابتليت بفراق الإثنين
ولست أذكر أن ناديت أبي .. أمي ..مــامــا
ولا أحدهما بـ : بــــُنـــيِّ نـــاداني
...........
فكفّوا عن تتبّع العلل ، و من أضحى سقيم الكيـــــــان
والهمس فيمن قدّر فيه ما قدّر ربّ الخلق و الأكوان
دعونـــــا !! ربّنا أعلم بنا وقد وعدنا بأعزّ المكان
قربه تعالى و أقرب الينا كل الأحيان
و انظروا الى ما خفي من عيوبكم ..
ومن لا احد يأتيكم عنه بالبيان
و الحمد لله لما أخذ و لم يأتني ؛ و الحمد لله حمدا على ما أعطاني
و على ما آتاني وفضلني به على كثير من الأنــــام

الى كل عاقر و كل يتيم ... مريم