بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاه أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... إخواني الكرام إستوقفني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طالما تحدث به العلماء والمفسرون وذكره القرآء والكاتبون وسمعه المتعلمون وحتى الجاهلون وهو حديث خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وإفترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) وفي رواية أخرى ( ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا يا رسول الله وما الملة التي تغلب ؟ قال ما أنا عليه وأصحابي ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحقيقة بحثت في الصحيحين البخاري ومسلم فلم أجد الحديث ولكنه ورد بسنن إبن ماجه والحديث صحيح ولست هنا في معرض البحث عن صحة الحديث أو حسنه ولكن ما استوقفني حال ما نحن عليه من الفرقة والتي تصدق ما قاله الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم
وأعجبني قول آخر وهو ( ان العقيدة الصحيحة هي طوق النجاة للبشرية المتخبطة في الوهم و الشرك و الضياع بجميع اشكاله ذلك ان السعادة و الفوز في توحيد الله سبحانه عز و جل وصرف جميع انواع العبادة له سبحانه دون سواه والكف عن عبادة الانداد..و يعجبني في هدا الموضع تعريف احد المعرفين بالله للعبادة فقال (العبادة طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية اسساسها معرفة يقينية تفضي الى سعادة ابدية)
ولذلك قررت أن أذكر أساسيات ديننا الإسلامي الحنيف وعدم الخوض في سجالات في هذا الموضوع غير أن نذكر تعاليم إسلامنا حتى يذكر بعضنا بعضا وننتفع بما نقول وهو خير لنا في الدنيا والآخرة وأتمنى من الإخوة الأكارم مشتركين ومشرفين أن يشاركوننا في هذا الموضوع وأن يزيدنا كل مما علمه الله ومما إستطاع
وشروط هذا الحوار مايلي :
1. إخلاص النية لله في كل قول تنقله وأن يكون مرادك هنا أن توضح الحق بلا مراء أو جدال ( فالحق أحق أن يحق )
2. الإلتزام بأدب الحوار الذ شرطه علينا إدارة الملتقى الكريم وعدم الخوض في مهاترات فارغة
3. أن يكون الإستدلال حرفيا من غير زيادة أو نقصان ويكون بالأصح فالصحيح ( القرآن فالسنة الصحيحة فال..)
4. أن تناقش نقطة البحث فقط حتى ننتهي منها وننتقل للنقطة الأخرى وذلك سيتم بعد الإنتهاء من النقطة السابقة
5. أن تكون كل مشاركة محدودة المضمون ( أي لا يكتب المشارك ما يزيد عن عشرين سطرا في كل مشاركة )
6. عدم إستخدام أي ألفاظ مسيئة لأي فرقة من المسلمين ولكن يجوز إنتقادهم بما لايسيئ إليهم
نبدأ بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ) رواه البخاري ومسلم
الركن الأول من أركان الإسلام :هو : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
والشهادة هي أول الأركان وأهمها، فهي المفتاح الذي يدخل به الإنسان إلى دائرة الإسلام. فأما الطرف الأول منها " لا إله إلا الله " فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه و يقر في نفس الوقت بقلبه بأنه لايوجد إله إلا الله وعليه يتوكل المسلم ، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك ولا إله ثانٍ ولا ثالث يعبد معه.
أما شهادة أن محمداً رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأن النبي مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، وتؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان. ذكر القرآن " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران 85)
وتقتضي أيضاً أن يأخذ الإنسان من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما أمر به أن يؤخذ ويمتنع عمّا نهى عنه.
ومن الملاحظ أنه في كون الشهادتين ركناً واحداً إشارة واضحة إلى أن العبادة لا تتم إلا في أمرين هما: إخلاص العبادة لله وحده واتباع منهج الرسول في هذه العبادة وعدم الخروج عما سنه الرسول للأمة
ومعناها المختصر ( هو أنه لا معبود بحق إلا الله ) والعبادة اسم جامع لما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة
مكانة لا إله إلا الله :
1- قال الله تعالى : {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
2- وقال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} .
3- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) .
وهذه الكلمة هي التي يدخل بها الكافر الإسلام ، فمن قالها عصم ماله ودمه ، ومن لم يقلها لم يعصم دمه وماله .
4- وهذه الكلمة الطيبة أو ما يدعو إليها المسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له : ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا اله ) الحديث .
5- قال ابن القيم في زاد المعاد عن مكانة لا إله إلا الله : ( إنها كلمة يعلنا المسلمون في أذانهم وإقامتهم وخطبتهم وخلقت لأجلها جميع المخلوقات ، وبها أرسل الله الرسل ، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافين ، ولأجلها جردت سيوف الجهاد ، وهي حق الله على العباد ، فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام ، وعنها يسأل الأولون والآخرون ، فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين :
( ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟)
وجواب الأولى : بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقراراً وعملاً . وجواب الثانية : بتحقيق أن محمداً رسول الله معرفة وانقياداً وطاعة .
6- وقال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم إذا سُئل في القبر : شهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فلذلك قوله تعالى : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} .