السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
"خير جليس في الأنام كتاب"
لا شك أن الكثير منكم يعرف هذه المقولة،لكن القليل فقط من تتجسد لديه.
أردت العودة قليلا إلى الماضي،وبحثت في ثنايا التاريخ،قبل ظهور الكتاب و الطباعة،فوجدت الآتي:
-انتقال الانسان من الشفاهية إلى الكتابة لم يكن بالامر الهين أو المقبول
بدأ الاله "أوزيريس"أول نقوش الكتابة على الجدران،فصاحت زوجته "إيزيس":هذه النقوش سوف تجعل البشر يفقدون ذاكرتهم
كلامها تحقق بعض الشيئ،فقد أصاب البشر النسيان،لكن الذاكرة بقيت و حفظتها نقوش الجدران
-اخترعت الطابعة الحديثة،فقام بعض من رواد عصر النهضة"إنه أمر مخجل أن يمتلك الانسان كتابا مطبوعا"،كانوا يرون القيمة و الجمال فقط في الكتاب المكتوب باليد.
-حرمت الدولة العثمانية دخول المطابع الى أراضيها لمدة فاقت المئة سنة،لكن رغم هذا ساد الكتاب المطبوع، ومنذ ذلك الوقت وهو يمنحنا،العمق المعرفي و الذاكرة المتجددة.
-حتى بيل غيتس،رائد الثورة الالكترونية،لم يجد الا الكتاب المطبوع ليدون عليه أفكاره وتكهناته المستقبلية التي تتنبأ في مجملها بزوال مكانة الكتاب.
فهل فعلا سيموت الكتاب؟
و إلى أي مدى مازال يحتل حيزا من حياتنا؟
و إلى أي حد أثرت فيه ثورة العلم والمعلوماتية و الثورة الالكترونية؟
و هل فعلا مازالت عبارة"خير جليس في الأنام كتاب" سارية المفعول؟
لعل ما دفعني إلى كتابة هذا الموضوع و البحث فيه، هو قيامي لمقارنة بين حياتي قبل الانترنت، و حياتي الآن.
ابتعدت عن الكتب كثيرا مقارنة مع ما مضى،حتى و إن خطر ببالي كتاب، لن أكلف نفسي عناء شرائه، بل أحمله من المواقع،وبكبسة زر بسيطة !
أما الجرائد فقد عزفت عن شرائها،و أصبحت أطالعها على الكمبيوتر،لكن لا أخفيكم سرا،لا أجد متعة في قراءتها على النت،كتلك التي أجدها في تصفحها و هي من ورق، والتي يصبغ حبرها يدي بالسواد !
أرجو تفاعلكم.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.