![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
افتتح الله -جل وعلا- هذه السورة بالقسم، بالبلد، والبلد المراد بها: البلد الحرام، مكة، قد أقسم الله -جل وعلا- بها في موضع آخر ![]() ![]() ![]() ![]() فمكة حرام بحرمة الله -جل وعلا- حرمها الله -جل وعلا- كونًا وشرعًا، حرمها كونًا يوم خلق السماوات والأرض، وحرمها شرعًا على لسان إبراهيم عليه السلام، ثم أظهر ذلك -جل وعلا- على لسان نبينا -صلى الله عليه وسلم- فيكون المراد: هذا إقسام بالبيت الحرام حالة كون هذا البيت حلالًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- قد انتزعت فيه الحرمة، وهذا الوقت هو يوم فتح مكة، فقد أحل للنبي -صلى الله عليه وسلم- ساعة من نهار كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين أنه قال: ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وقد قال ابن عباس -رضي الله عنه-: إنها سميت بأم القرى؛ لأن الله -جل وعلا- دحا الأرض من قِبَلها. وبعض التابعين يقول: إن الله سماها بأم القرى؛ لأنها أول ما وضع من الأرض. والله أعلم. وأما أصل السكان، فهو إقسام بآدم -عليه السلام- وهو أصل البشر الذين يسكنون الأرض، فهذا قسم من الله -جل وعلا- بهذين الأصلين، وقسم بأشياء شريفة في هذه الآية، والمقسم عليه قوله -جل وعلا- ![]() ![]() ![]() ![]() ويؤيد هذا أن الله -جل وعلا- بعد هذه الآية ذكر ترفع الإنسان، وإعجابه بنفسه، فكأن الله -جل وعلا- يقول: خلقناه، فأحسنا خلقه، وأحكمناه، وشددناه، ثم بعد ذلك يظن أن الله -جل وعلا- الذي خلقه لا يقدر عليه، وأنه لا يراه، وهذا فيه توبيخ لهذا الإنسان الذي ظن هذا الظن السيئ. وقوله -جل وعلا-: ![]() ![]() وقد رد الله -جل وعلا- ذلك وبين -جل وعلا- أنه قادر كما في قوله -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() فهذا يقول: أهلكت مالا لبدا، يقول هذا على وجه الرياء والسمعة، ومحبة المدحة من الخلق، ورغبة في ثناء الخلق عليه، ولم يهلك هذا المال في الحق، وإنما أهلكه في الباطل، وهذا شأن الكافر؛ لأنه -كما تقدم- الكافر يجمع المال، ويبخل به، فيعاقبه الله -جل وعلا- عليه، وهذا جمع المال، فأنفقه في غير طريقه. ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ثم قال -جل وعلا- مبينا منته على هذا الإنسان: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وهذه الآية تدل على أن الله -جل وعلا- خلق الخلق، ولم يتركهم سدًى كما ذكر الله -جل وعلا- ذلك في سورة القيامة: ![]() ![]() ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() والمؤمنون تتفاوت أعمالهم، كما أن الناس يتفاوتون في صعود العقبة التي تكون في الدنيا، بحسب ما أوتوا من القوة، فكذلك بحسب ما كان لهم من العمل الصالح، فإن هذه العقبة التي تكون في الآخرة، تكون قدرتهم عليها بحسب ما هم عليه من العمل الصالح. وذكر بعض المفسرين، وهو الذي عليه الأكثر، أن هذا مثال ذكره الله -جل وعلا- مثال لمجاهدة الإنسان لنفسه والشيطان والهوى في أعمال البر، فإذا غلب نفسه، وهواه والشيطان بالعمل الصالح، وأداه على وجهه...+ طيب قوله: ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وفي هذا دلالة على أن أعمال الخير التي يعملها الإنسان، هي التي يحصل بها اقتحام العقبة، سواء كانت عقبة حقيقية في الآخرة، أو كانت مثالًا في الدنيا. ومن هذه الآية استنبط بعض العلماء: أنه ينبغي للإنسان أن يراعي الأقرب في النفقة قبل الأبعد؛ لأن الله -جل وعلا-: قال: ![]() ![]() ![]() ![]() وهذا مراعاة الأقرب، وهو الذي دلت عليه النصوص الشرعية الثابتة عن النبي، صلى الله عليه وسلم. ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() يعني: الذين اقتحموا العقبة بعمل البر، وآمنوا بالله - جل وعلا- وتواصوا بالصبر، وتواصوا بالمرحمة، هم الذين يصيرون يوم القيامة أصحاب الميمنة، وينجون من عذاب الله، ويفوزون برضاه، والميمنة هذه يعني: يكون من أصحاب الميمنة يوم القيامة، الذين ذكرهم الله -جل وعلا- في سورة الواقعة: ![]() ![]() ![]() ![]() وهنا استشكال استشكاله بعض العلماء، وهو أن الله -جل وعلا- قال: ![]() ![]() ![]() ![]() وقد أجاب العلماء عن هذا بأن هذا من باب الترتيب الذكري، يعني: ثم اذكر يا محمد أنه كان من الذين آمنوا، وبعضهم يقول: إن الله -جل وعلا- جاء بثم الدالة على التراخي؛ ليبين التباعد الكبير بين فك الرقبة والإطعام مقارنة بالإيمان؛ لأن الإيمان هو الأصل، وهناك مسافة كبيرة بين الإيمان وبين الإطعام؛ لأن الإيمان بالله ينبني عليه غيره؛ لأن الإنسان لو ترك الإطعام وفك الرقاب، فهذا لا ينتقض إيمانه، أما لو أطعم وفك الرقاب، وهو ليس بمؤمن فلا يقبل منه. ومن هذه الآية استنبط العلماء شرطًا من شروط العمل الصالح، وهو الإيمان: شرط من شروط قبول العمل، وهو الإيمان؛ لأن الله -جل وعلا- قال: ![]() ![]() ![]() ![]() وقال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]() ثم الشرط الثاني الذي يليه: إخلاص العمل لله؛ لأن الإيمان بالله أعم من إخلاص العمل لله؛ لأن الإنسان قد يكون ذا عقيدة صحيحة، ولكن يقع منه عمل لم يخلص فيه لله -جل وعلا- فلا بد أن يكون مخلصًا لله، كما قال الله -تعالى-: ![]() ![]() ![]() ![]() والشرط الثالث: أن يكون متابعًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه لا طريق إلى الله إلا عن طريق النبي -صلى الله عليه وسلم-: ![]() ![]() فهذه شروط قبول العمل الثلاثة، والآية اشتملت على أحدها، وهو الإيمان بالله -جل وعلا- كما استدل العلماء بهذه الآية على أن رحمة المؤمنين، وتوصية المؤمن بما ينفعه سواء في أمر دينه، أو دنياه هذه من أسباب الفوز برضا الله -جل وعلا- لأن الله -جل وعلا- قال: ![]() ![]() ولهذا لمَّا بين -جل وعلا- أوصاف الذين ينجون من الخسارة يوم القيامة، ذكر -جل وعلا- أنهم يتواصون بالصبر: ![]() ![]() وبين -جل وعلا- في صفة أوليائه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين أوجب لهم جنته، ذكر أن بعضهم يرحم بعضًا كما قال -تعالى-: ![]() ![]() ![]() ![]() ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ثم قال -جل وعلا-: ![]() ![]() ![]() ![]()
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الثلج, تفسير, صورة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc