بفضل الله تعالى وتوفيقه تمت عشية يوم الخميس 28 صفر 1429 الموافق لـ 06 مارس 2008، مناقشة مذكرة ماجستير في العقيدة الإسلامية والأديان، بكلية العلوم الإسلامية لجامعة الجزائر (خروبة)، بعنوان: "المدرسة الإباضية في الدراسات الإيطالية دراسة المستشرق (رُوبِيرتُو رُوبِينَاتْشِي - Roberto RUBINACCI) نموذجا"، للطالب: ابن ادريسو مصطفى ،أستاذ بمدرسة قرآنية بمرسيليا...
وكانت لجنة المناقشة مكونة من الأساتذة التالية أسماؤهم:
1. الدكتورة: شافية صادق، رئيسا ومقررا
2. الدكتور: عمار جيدل، مشرفا
3. الدكتور: أمين بلغيث، عضوا مناقشا
4. الدكتور: محمد بابا عمي، عضوا مناقشا
من اهتمامات الطالب باللغة الإيطالية وإتقانه لها، مع وجود وثائق لمستشرقين إيطاليين تدرس المذهب الإباضي، أُغفل عنها،.. اختار بحثه ليكشف لنا عما تركه المستشرق الإيطالي رُوبِيرتُو من وثائق حول العقيدة الإباضية.
فانطلق الباحث في موضوعه من إشكالية :
هل تتّسم الدراسات الإيطالية حول المذهب الإباضي بالأصالة؟ أم هي نسخ لمثيلاتها في الدراسات الأخرى ؟
ما مدى التزام الإيطاليين بالموضوعية في كتاباتهم وما مدى احتكامهم إلى المصادر ؟
كيف قدمت الدّراسات الإيطالية المذهب الإباضي للقارئ الإيطالي؟
فاجتهد الطالب للإجابة على الإشكالية بترجمة وثائق المستشرق الإيطالي وما كتبه حول عقيدة الإباضية وفكرهم من خلال دراسته لكتابي عقيدة نفوسة و الوضع للجناوني من علماء جبل نفوسة (1) في القرن 5هـ، معتمدا المنهج الوصفي والمنهج النقدي التحليلي،
ولم يسلم الطالب في دراسته هذه من صعوبات عدة واجهته، منها:
• صعوبة استقصاء ما كتبه الإيطاليون عن الإباضية
• تشتت دراسات ربيرتو وتنوعها بين مختلف المجلات والكتب
• عدم التمكن من زيارة المعهد الشرقي الجامعي بنابولي لعراقيل مختلفة
فكان الفصل الأول من البحث في نشأة الإستشراق الإيطالي، وأهم ما تقوم عليه المدرسة الإيطالية من ايديولوجية وفكر، ثم عرج على المستشرق روبيرتو روبيناتشي في ما يتعلق بحياته، ونشأته والظروف التي ساهمت في تكوين ثقافته، ثم اهتماماته بالدراسات الشرقية، وخاصة ما يتعلق بالإسلام وبالآداب العربية.
والفصل الثاني منه كان حول دراسة روبيناتشي للعقيدة الإباضية واختار لذلك عقيدة الجناوني نموذجا، والتي من خلالها حاول تصوير بنية العقيدة الإباضية،
و أما الفصل الثالث من الدراسة كان عن الأخلاق والزهد، وهو التصوف عند الإباضية، وذلك من خلال دراسة للمستشرق تحت عنوان: «الرهبنة عند المسلمين حلقة أبو عبد الله محمد بن بكر(2)»، حيث حاول أن يبيِّن فيه الصلة بين الرهبنة والإباضية، ومدى تأثر الإباضية بالمسيحية في هذا الجانب!!.
وخلصت الدراسة إلى نتائج هامة منها:
• تنوع الدراسات الإيطالية بين تأليف وتحقيق وترجمة.
• ربط المستشرق بين المسيحية والإسلام.
• تحريف المستشرق للمفاهيم.
• الترجمة المغرضة للوثائق والكتابات التي تناولها المستشرق.
• الإعتماد على كتابات الآخرين.
• بعض الأخطاء التاريخية الفادحة .
• الخلط في مفاهيم المصطلحات من قبل المستشرق.
ودامت مناقشة الطالب ساعة ونصف، سادها جو من الألفة والأخلاق العالية من قبل المناقشين، فأنسونا ماضيا من المحاكمات والكلمات الساخرة التي كانت تقوم عليه بعض المناقشات،.. قدموا إثرها ملاحظات منهجية هامة وتوجيهات منطقية، تفيد الطالب في مستقبله العلمي ودراساته اللاحقة،.. مع التنويه بتحكم الطالب في بحثه وجده في ترجمته للغة الإيطالية،.. كما كان للمشرف دورا جلياً في المناقشة إذ أنصف الطالب ووسمه بالجد وإخلاص العمل وشكر محصلة نتائجه معتبرا ظروفه الصحية التي أعاقته عن إتمام بحثه. .
وبعد جلسة المداولة منحت اللجنة للباحث ماجستير بدرجة "حسن" وبعلامة: 14,5/20.
فهنيئا للطالب ولعائلته، ولأصدقائه الذين تشرفوا بحضور تتويج صديق لهم، وفق الله الطالب لمواصلة مشوار البحث ودرب العلماء، ليبلغَ مراتبهم، فيكون ذخرا لدينه ووطنه ومجتمعه جمعاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) مدينة ليبية .
(2) أحد أقطاب الإِباضِيَّة في المغرب، ومن أبرز المصلحين الدينيين والاجتماعيين
(و: 345هـ / 956م - ت: 440هـ / 1049م)
]