إلى رؤوساء تحرير الجرائد الذين نهشوا في كرامة المربين
كلمة لابد منها
لم أشك يوما أن المعلم الذي علمكم مسك القلم و كيفية رسم الحرف على الدفتر قد توانى يوما في إداء واجبه،بل أنا متيقن بأنه سقاكم من بحر معرفته أنهارا من فيض علمه,,وغرس في قلوبكم قول الحق..و نهاكم من مغبة شهادة الزور...علمكم التواضع...ونهاكم عن الكبرياء,..و ها أنتم اليوم تردون له الجميل بعد أن صرتم كبارا..و يا له من جميل !
أعلم علم اليقين أن تفكيركم محدود و مداد قلمكم لن يسيل إ لا مع لمعان الذهب و رنين الدينار.
فوالله إن تجنيد كل طاقاتكم و تهافتكم على مس كرامة رجال التعليم ذكرني بمنظر الضباع الجائعة المتلهفة على فتات الجيف حين تركتها الأسود,
فحسب معرفتي أن الجريدة هي ترجمان لواقع المجتمع,,,هي نصرة للحق,,و مبعدة للظلم,,,و رفيق الضعفاء والمهمشين.
إتسائل لما خرست هذه الألسن وجف مداد أقلامها حين شرعت الحكومة في إصلاحاتها المرتجلة من غير تفكير و لا منطق
لما لم يهب رؤوساء تحرير الجرائد كصرخة رجل واحد في وجه الحكومة ويقولون لها,,,
كفانا عبثا فأبنائنا ليسوا فئران مخابر تجرون عليها تجاربكم المستوردة من بلاد العم سام و إبن العم ديغول متى شئتم.
لما لا تصرخون في وجهها و تقولون لها
إن إصلاحاتك جمدت تفكير أبنائنا و شتت تركيزهم و اصيبوا بفوبيا التعليم,,
إن إصلاحاتك أيتها الحكومة لم تورث سوى جيلا عاطلا..و شبابا متسكعا و ضائعا بين كأس الخمرة و سيجارة المخدرات. هذا هو حصادك و ثمرة إصلاحاتك....فهل عميت أعينكم يا معشر الفتانين عن رؤية هذه المناظر,
هل صمت أذانكم عن سماع صرخات المربين عن سموم هذه الإصلاحات ,,,,ألم تسألوا أنفسكم و لو للحظة من هو المتسبب في هذا الواقع المرير.....
أكيد أنكم طرحتم السؤال على أنفسكم و تعرفون الجواب و لكنم جبناء لا تمتلكون الشجاعة لتتفوهوا به....فنصيحة مني إليكم من الأحسن أن تغيروا مهنتكم فأنتم وسمة عار على الصحافة التى أعرفها و أتابعها.
فوالله لا خير فيكم ,,,أنتم لا تحسنون سوى الزيف و الكذب و التكالب وراء سبق صحفي يضاعف من نسخ جرائدكم و يدر عليكم أموالا,,,بل أكثر من هذا..أنتم أكبر مدرسة للشياتة و النفاق.
فكلامكم على صفحات قذاراتكم مجرد نباح كلاب مسعوره لن تخيف فرسان التعليم.
نعيقك أيتها الغربان المشؤومة لن يوقف نسور التربية عن المطالبة بحقها في حياة أفضل و ستظل محلقة في فضاء الشموخ ، فضاء العزة و الكرامة بعيدة عن حقارتك و رذالتك.
هرجكم و مرجكم و حبائل فتنكم لن تضعف عزيمتنا ,, و لن تشتت صفوفنا.......فنحن معشر رجال التعليم و إن إختلفت رؤانا فنحن جسد واحد و قلب واحد.
فشتان بيننا و بينكم ,,,
نحن معشر المربين ،نربي أجيالا و نصنع عقولا,,و أنتم تفسدون مجتمعات,
نحن نوحد صفوفا و نلم شملا..و أنتم تزرعون الفتن,
نحن نبني مجدا ,,,و أنتم تدمرون أمة.
نحن شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها....و أنتم شجرة خبيثة أجتثت من الأرض ما لها من قرار,