اسمحلي ادعم موضوعك بهذه النقطه ايضا
يروي السياسي المصري الراحل فتحي الديب في كتابه »عبدالناصر وثورة الجزائر«، والمعروف أن الديب كان مسئولا عن دعم الثورة الجزائرية في عصر الزعيم جمال عبدالناصر، إن خطاب ثروت عكاشة كان يهدف تقريبا لوقف الدعم لثورة الجزائر وتشجيعها علي التفاوض مع فرنسا مخافة الانتقام الفرنسي والغربي من مصر: »وتوجهت إلى منزل الرئيس في الموعد المحدد ليستقبلني الرئيس جمال بابتسامته المعتادة مرحبا وبهدوء نفسي غير عادي، وليفاجئني بأنه طرح خلاصة ما جاء بخطاب السيد ثروت عكاشة علي بعض أعضاء مجلس الثورة وناقشهم طويلا وأنه يصارحني بأن الآراء انقسمت بين معارض ومؤيد، الأمر الذي جعله يؤجل اتخاذه لقراره النهائي حتي يستمع إلي ما سأطرحه من آراء باعتباري أقرب المسئولين ارتباطا والتحاما بتطور الأحداث بالنسبة للكفاح بشمال أفريقيا، وطالبني بأن أبدأ فورا بطرح النتائج التي توصلت إليها من دراستي للخطاب توفيرا للوقت. # ويكمل المناضل المصري الناصري الأفريقي فتحي الديب روايته في كتابه قائلا: استمع الرئيس عبد الناصر لحديثي الطويل والذي استغرق ما يزيد علي ساعة كاملة بإمعان دون مقاطعة لي، وبدأ الرئيس جمال تعليقه لي أنه سبق وأن أوضح لي أن حرية مصر تظل ناقصة بلا حرية باقي أقطار الوطن العربي، والحرية في مفهومنا لابد وأن تترجم في صورة تضحيات ولن يتحرر الوطن العربي بلا تضحيات، وواجب كل شعب عربي يتحرر أن يتحمل نصيبه من هذه التضحيات، وهذه عقيدة كل الثوار المؤمنين، واستطرد ليقول إنه استمع إلي كل ما طرحته من قناعات وهي لا تختلف كثيرا عما وصل إليه في تحليله للموقف؛ بل يكاد يتطابق وعليه فإليك قراري النهائي: وكان نصه: # "الاستمرار في دعم الكفاح المسلح الجزائري بكل طاقاتنا وقدراتنا المتاحة مهما كانت التضحيات التي يتحملها الشعب الجزائري ونتحملها نحن معه كشعب مصر وهذا حقه علينا كثورة تحررية رائدة في الوطن العربي قامت لا لتحرر أرض مصر وحدها بل لتحرر كل الأرض العربية". # وانتقل الرئيس ليعطيني توجيهاته وكان منها البدء في إنشاء إذاعة موجهة باللغة الفرنسية للشعب الفرنسي والجزائري لكشف حقائق الدعايات المضللة الفرنسية وإعلان الحقائق أولاً بأول. وموافقته على استخدام الطائرات في تهريب الأسلحة جوا إلى الجبهات الداخلية بالجزائر، وذلك من حيث المبدأ، تاركا لي وضع جميع تفاصيل أسلوب العمل على أن أوافيه بالخطة تفصيلا حين الانتهاء من إعدادها وتجهيز متطلباتها. # والعمل على تهريب أكبر كمية من السلاح والذخيرة لداخل الجزائر لتغطية جميع احتياجات جيش التحرير وتسليح جميع مناضليه مع توفير احتياطي مناسب لمواجهة أي طارئ. وغادرت منزل الرئيس في الثالثة بعد ظهر يوم الأربعاء 16 مارس 1956 لأباشر على الفور تنفيذ كل ما تلقيته من توجيهات والسعادة تغمر قلبي بقرار الرئيس جمال عبد الناصر التاريخي وما أكده من معان وقيم ثورية.
المصدر /جريده الشروق الجزائرية
جزاك الله خيرا
مصر والجزائر اخوه الي الابد