ذكرى و ألم
وتستيقظ الذكريات بإلحاح ، لتعيد الابتسامة ...ويعود الأمل...
الأشجار الكثيفة المتعانقة الأغصان ، والغيوم الزهراء السابحة ، وتلألؤ القمر الشارد ... يظهر حينا ليختفي حينا آخر......
الجلسات الهادئة ، والمناوشات الصبيانية ، والدعابات البريئة ....
النار المتقدة ، والدخان المتصاعد .. نباح الكلاب يمتزج ينقيق الضفادع ... وصراخ الفلاحين يلاحق الثعالب الجائعة ...
التعليقات الهازئة ، والضحكات الصاخبة ، ثم الشخيرالذي لا ينقطع ... والأرق الجاثم في سماء ليلي لا يبارحها ....
الشرود الحائر ، وعلامات الاستفهام ... الموج الهادر ، والرمال الذهبية ، والشمس المائلة نجو الغروب ...
الوجوم الصامت ، الذي يخفي وراءه رعودا مزمجرة ، وأمطارا غزيرة ، ورياحا عاتية ....
الأزهار الجميلة التي نبتت في تربة هذا القلب الطيب ، والابتسامة العذبة الساذجة ، ترسل أنوارها اللامحدودة .... فتتلقفها الأرواح الهائمة لتختصر بها حدود الزمان والمكان .
الاتهام الساذج ، والانفعال الهادئ ، والحيرة المقلقة ، والجفاء العذب الذي يزيد النار اشتعالا والأمطار هديرا ...
صخب الموسيقى ، وشتات الأفكار، وتباين الوجهات ...
النظرات البريئة والإشارات الخفية ، والأشعار الخالدة....
أيتها الروح الجريحة ، أما آن لآلامك أن تسكن؟؟
أيها القلب المعني ، ماذا يروي ظمأك؟؟
أيها الدمع المتحجر في المآقي ، هل حان وقت انهمارك ؟؟
أيتها الطيور الخائفة ، أين ألحانك الخالدة ؟؟ قد والله حنت الرياض وأشجارها لترانيمك العذبة...
وتضيع علامات الاستفهام بين أحضان الأمواج ... تتحول زبدا يتلاشى شيئا فشيئا .... ليضيع في خضم البحر الهادر ...
فما أقدر البحر على ابتلاع الأسرار الغامضة . !!!
آخر الكلام :
يامن على الحب ينسانا ونذكره ... لسوف تذكرنا يوما وننساكا
إن الظلام الذي يجلـوك يا قمر ... له صبح متى تدركه أخفاكا
