الفرق بيننا و بينهم

[عمر شعلال]

الفرق بيننا و بينهم

بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي الأحباء اسمحوا لي أ ن أدلي بدلوي في منتدانا الحبيب بعد الاستياء الكبير الذي انتابني عقب إقصاء منتخبنا الوطني في الدور النصف نهائي و بعدها بانتهاء الدورة بتتويج المنتخب المصري.

لكن قبل هذا أود أن أذكركم ببعض ما حدث عقب تأهلنا بشجاعة و استحقاق إلى المونديال و حالة الهستيريا التي أصابت جل المصريين من مختلف الطبقات الاجتماعية من فنانات و فنانين, مثقفين و سياسيين و حتى الرسميين... من جراء صعوبة هضم مرارة الإقصاء و تبخر مشروع التوريث... حالة جعلتهم ينالون من كل ما هو جزائري أو بالأخص "ما يصنع الفرق بيننا و بينهم"و لا أريد الخوض في هذا الموضوع الذي قيل فيه الكثير و أوفى و الذي لا يعد موضوعي هذا و إنما مقدمة له فقط.
سيبقى التاريخ شاهدا على تدني مستواهم و خبث نواياهم كما سيبقى شاهدا علينا بكشف وجههم الحقيقي للعالم بأسره. سيبقى التاريخ شاهدا كذلك على عزيمتنا و ترفعنا و حكمتنا و برودة أعصابنا و ردنا على كل ما هو سلبي بما هو إيجابي. شهادة أنصفت كل واحد بوضعه في المرتبة التي يستحق, شهادة كشفت عن الوجه الحقيقي لكل طرف و عن أخلاقه و أصالته و معدنه و ثقافته.
أحبتي,
لا تشوهوا ما صنع التاريخ بانتهاج أسلوبهم و تمحوا ما نقش في أذهان و قلوب كل العالم. بالله عليكم حافظوا على الصورة الجميلة للجزائر و الجزائريين و التي ما فتأت أن تكبر في عيون العدو قبل الحبيب و البعيد قبل القريب. دعونا منهم و لنفكر في أنفسنا . دعونا نستغني عن الحديث عن أخلاقهم و مكرهم و لنركز على أخطائنا نحن و لا على أخطاء الآخرين .
أقصي المنتخب الوطني بعد المؤامرة الدنيئة التي شاهدها العالم بأسره فلا داع للتمادي في ذكرها و لنركز على أشياء أخرى تفيدنا في مستقبلنا و لا داع للتركيز على عيوبهم و التي أنهت مشوارهم كما أرادوا "هم" و لنركز على عيوبنا و التي ستبدأ مشوارنا كما نريد "نحن". الكل يتكلم عن الحكم و يتغاضى عن أخطاء لاعبينا . أعترف أنه كان للحكم دورا كبيرا في التأثير على لاعبينا و لكن ما كانت النتيجة لتكون كذلك لولا أنهم ركزوا جيدا و لم يسقطوا في الفخ الذي نصب لهم بإتقان و فنية "لا يجيدها إلا أمثالهم". نجحوا هم و فشلنا نحن. نجحوا في خبثهم و فشلنا في التحكم في أعصابنا. كيف نفسر العمل الغير رياضي إن لم أقل الغير أخلاقي الذي قام به شاوشي و الذي أساء به إلى الجزائر قبل أن يسيء به إلى نفسه و كيف و كيف و كيف...
دعونا نصحح أخطاءنا و نعالج سلبياتنا لكي نشرف الجزائر في موعد الكبار كما تعودنا دائما...

كفانا فخرا بهذا الفريق الشاب الواعد أنه وحد صفوف الجزائريين كبارا و صغارا, رجالا و نساء, و أدخل البهجة على قلوبنا بعد سنوات عجاف من الكآبة و المرارة

كفانا فخرا بهذا الفريق الشاب الواعد أنه وحد صفوف المغرب العربي كله...

كفانا فخرا بهذا الفريق الشاب الواعد أنه أعاد للجزائر هيبتها الرياضية و مكانتها التي تستحق

إنتظروهم إنهم قادمون للتربع على العرشين العربي و الإفريقي على المدى القريب, المتوسط و البعيد...

إنتظرَوهم إنهم قادمون للتربع على قلوب "العجم" قبل "العرب "...

إنتظروهم إنهم قادمون لخطف كل الأضواء مشبعين بحب الوطن على غرار كل الجزائريين

إنتظروهم إنهم قادمون بفنيات البرازيليين, و انضباط الإيطاليين, و عقلية الألمانيين, وطول نفس الكينيين و بكل بساطة بعزة الجزائريين ..

و في الأخير "دعونا و شأنهم و إلا ما الفرق بيننا و بينهم..."

عذرا على الإطالة ... عاشت الجزائر دائما عزيزة في قلوبنا و" المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار"