كنت يوما بدبي على مائدة غداء مع أخ عراقي عزيز نشمي كريم كرامة حضارة الرافدين فقال لي المقابلة المصرية الجزائرية في الخرطوم قالت فيها زوجتي مقولة مختصرة مشتقة من اسم المدرب الجزائري الفأل الذي ندب إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال قالت لي الوزجة وهي متسائلة مااسم مدرب الفريق الجزائري قلت لها: رابح سعدان ؛ فقالت وببديهة العربية الواثقة وبفراسة من ملامح رابح سعدان : هو رابح وسعدان وذلك بعد ما عرفت اسم مدرب فريق مصر شحاتة فقالت لا يمكن أن يغلب من اسمه شحاتة السعادة والربح.
فعلا فلكل اسم منه نصيب كما يقال. فالمتمامل في سيرة رابح سعدان طيلة المباراة وهو يجلس جلسة متواضعة يتأمل ويراقب وفي نفس الوقت يتوجع توجع الصابرين يظهر ذلك في محياه السمح الذي يعلوه نور سبحان الله فالرجل محبوب بدمه الخفيف وأعتقد وبلا شك أن وجها مثل وجه رابح سعدان الصبوح لا تفوته صلاة الفجر أو ربما يقوم الليل...
أو في أقل الأحوال هو رجل يتمتع بقلب سليم من البغضاء ساهم نشاطه الرياضي في تربية نفسه على التعالي والتعبير الأدبي الرفيع عند نصره أو خسارته
وهذا ليس بالغريب عن العربي في فراسته فقد وفد أعرابي مكة فلمح النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت العتيق فرآه يتلألأ ضياء فلم يتمالك الأعرابي أن قال : هذا وجه ليس بوجه كذاب
ولم يكن الأعرابي شاهده من قبل وليس هذا من سبيل مقارنة رابح سعدان بالنبي صلى الله عليه وسلم حاشا وكلا أن نصل إلى مقام النبوة بهذا التمثيل لكن القياس محبذ في شريعتنا لاستخلاص العبر والأحكام
فهو رابح وفائز بنصر كروي أو بفنيات وتربية تركها في شبيبته وهذا هو النصر الحقيقي إن لم تكن هذه اللعبة ترسخ هذا المفهوم فلا عاشت هذه اللعبة...
وهو سعدان أيضا سعيد في نفسه وبإيمانه سعيد بشبيبته وثعالبه الذين أدخلوا السعادة لشعب يحلم بالنصر الحقيقي فإن لم يكن إلا هذا فهو الطريق لنصر يتجسد فيه الولاء والحب للوطن والمحافظة عليه والذود عن ممتلكاته وحرماته