هل محتوم علي المعلم ان يموت فى قسمه ؟

[novosti]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. لقد دخلت قطاع التربية عن قناعة عندما كان المعلم عندنا محترما وسيد الناس. واليوم وبعد 30 سنة من العطاء ساتركه عن قناعة عندما اهانتنا الوزارة الوصية والمجتمع ككل واصبح اخر الناس. ان المعلم فى الجزائر اصبح اخر من يتكلم عليه رغم ان الجميع يعلم ان المعلم عند كل الامم يعد الركيزة الاساسية لبناء الاجيال ولا ترتقلى الامم الا به. اما المكانة التى وصل اليها المعلم فى الجزائر لا تدفعه للبقاء فى التعليم لان النصوص كلها ضده ولا توجد به الحوافز. والقرار الذى اتخدته الثلاثية هذه المرة فيما يتعلق بالتقاعد يبقى شهيدا على تسلط المسؤولين على هذا المعلم المسكين الذى نريد منه ان يبقى داخل القسم الى غاية سن التقاعد المعلن اى 60 سنة يعنى ذلك حتى الموت لان معدل العمر فى الجزائر ما بين 60 و 65 سنة. الكل هذه الايام منشغل بموضوع التقاعد قبل القانون الجديد الذى لا ننتظر منه الا الشر كما هى العادة. ماذا تريدون ان نعمل بهذا التقاعد اذا كان الموت ينتظر خروجنا يا ناس ؟ بالله على هؤلاء المشرعين هل يفكرون بعقولهم ام بغير ذلك ؟ هل يعقل ان يبقى المعلم طول حياته داخل القسم مع التلاميذ والقلق والروائح الكريهة و...و... ؟ اين نحن من الترقيات كباقى الموظفين فى الوظيف العمومى ؟ مند اكثر من 20 سنة وانا اشارك سنويا فى مختلف التاهيلات ( مدير متوسطة مستشارالتربية مفتش التربية مستشار التوجيه المدرسى والمهنى واخيرا استاذ رئيسى فى التعليم المتوسط ... ) ولحد الان ورغم الاقدمية ومختلف الشهادات التى املكها ورغم اننى على ابواب التقاعد ما زالت الشروط لا تتوفر فى وكان هذه الخبرة تبخرت ولا قيمة لها مع هذه النصوص المجحفة والظالمة. وفى كل مرة تقدم لنا حجج واسباب رفض الملفات المقدمة. وهذه المرة كان السبب كالاتى : عدم توفر الملف على شروط الترقية بصفة مستشار تربوى او استاذ رئيسى فى التعليم المتوسط حسب ما ينص عليه المرسوم التنفيدى رقم 08 - 315 المؤرخ فى 11.11.2008 المادة 58.
هل اجد من بين اخوانى من يوضح لنا محتوى هذا المرسوم للاطلاع عليه وهم مشكورين ؟
ما دنبنا نحن اساتذة التعليم الاساسى اليوم بعد ان ابيض شعرنا وسقططت اسناننا واعوج ظهرنا وضعف سمعنا وبصرنا و... فى هذا القطاع وان يقال لنا ان هذا المنصب فى زوال. حتى وان كان كذلك كان على الوزارة الوصية ان تدمج كل اساتذة التعليم الاساسى كاساتذة التعليم المتوسط وانتهى الامر " وكفى بالله وكيلا " كما هو معمول به فى القطاعات الاخرى التى يقال عنها انها اقتصادية اين يترقى فيها الموظفون اليا وبدون امتحانات وحتى بمستوى محدود. ولتوضيح الفكرة اليكم مثال حى على ذلك ترقية ساعى بريد facteur الى مدير مؤسسة ( البريد ) اى قابض بريد سابقا receveur.
اخيرا نشكوا هؤلاء المسؤولين الله ونتمنى ان نخرج من هذا القطاع بالصحة لاتمام ما تبقى من عمرنا مع ابنائنا. اللهم ارحم المعلمين برحمتك الواسعة. شكرا والسلام.