منذ تأسيس جبهة البوليساريو من أجل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، ووقوف الجزائر بجانبها بكل قوة وحزم والدفاع عن قضية الشعب الصحراوي بكل المحافل الدولية والمنابر العالمية كونها قضية التحرر وتصفية الإستعمار الى اليوم، لم تمنى بمثل هذه الإنتكاسة الدبلوماسية.
بالأمس إعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة الأمريكية يتعلق بالصحراء الغربية بأغلبية الأعضاء بحيث نال 11 صوت مؤيد وإمتناع ثلاثة أعضاء هم روسيا والصين وباكستان ومقاطعة عضو واحد عملية التصويت وهي الجزائر.
القرار يتمثل في دعوة الأطراف إلى الإنخراط في المفاوضات وفق الطرح المغربي بمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية الذي قدمه العاهل المغربي سنة 2007, وتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المينورسو
لمدة سنة.
ويأخذ على صاحب القلم إنحيازه الفاضح في مشروع قراره بصيغته الأولى إلى جانب الطرح المغربي، ولولا الحنكة الدبلوماسية والبراعة التفاوضية للممثل
الدائم للجزائر عمار بن جامع بالمحفل الأممي، الذي نجح في إثراء المشروع رفقة نظرائه من روسيا والصين وباكستان إلى حدوده القصوى المسموح بها من الصياغة الأمريكية بجعله أقرب إلى التوازن، خاصة في الإشارة بالتحديد الطرفين المتنازعين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وذكر تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق مقاصد القانون الدولي.
إنها المرة الأولى في التاريخ الدبلوماسي للجزائر وهي عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي أن تمنى بمثل هذه الخسارة الدبلوماسية في نزالها الأبدي بالمملكة المغربية.
بقلم الأستاذ محند زكريني