أرسمُ الحرفَ كيف أشاءُ من وجدٍ
فالأشواقُ تحمله أريجَها فيحتملُ
ويزكيها بطيبهِ، في الأجواءِ ينتشرُ
ينثرُ عبيرَه بيسرٍ دونَ تمييزِ
بينَ والهِ... أوْ متحيّرٍ
ويَنسَكِبُ مع فيضِ المشاعرِ
فيذوبُ فيها... ثم ينصهرُ
يُشكّلُها بليْنهِ جُمَلًا للألبابِ تُمتعُها
وباقاتِ وردٍ للأعينِ تُنوّرُها
وعبيرًا للأنفُسِ يُنعِشُها
وسَرحًا للخيالِ يُطلِقُهُ
ويسمو بخفته فيعلو الشوامخَ والسحب
فيمتزجُ بالنورِ والدِفءِ ينشرهُ
فيعانقُ النجمَ في عليائهِ مشرقًا
فيقتبسُ منه نورهُ ثم يرسلهُ
للحالمينَ قصائدَ وحكمًا فيسعدونَ برفقتهِ
بينَ الانتشاءِ والطربِ
يحلو لهم تبادلُ الكؤوسِ في حضرتهِ
فيسقطُ برجَ الهمِّ والوَصَبِ
وتنتصبُ منارةُ الأملِ
لكنّه إذا شقَّ عليه البُعدُ آلمهُ
وتأججتْ نيرانُ الأشواقِ بدواخلهِ
فحنَّ لمَنْ غادرهمْ... فبَرقتْ سُحبُهُ وأرعدتْ
وانسابتْ قطراتُهُ في رفقٍ... ثم انسكبتْ
وترقرقتْ سواقيه وابتهجتْ
وأرسلتْ نَسائمَها للنفسِ... تجليها من كدرٍ
وعبّقَ الجوَّ بأريجِها فانتعشْ
وأضاءَتِ الأنوارُ في أرجائِه
وزالتِ العتمةُ من جوانبِه
وزهتِ الحياةُ برفقتهِ
فأحيا الأملَ في دروبهِ وازدهرْ
وشُفيَ الألمُ... وجراحُه التأمتْ
مفتاح # البليدة
في 20 04 2025
قطواش البشير