التحذير من لعن من لا يستحق اللعن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التحذير من لعن من لا يستحق اللعن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2025-05-05, 19:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي التحذير من لعن من لا يستحق اللعن

النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا)

الكاتب: إسلام ويب
التصنيف:شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
النهي النبوي عنِ اللعن (لا تلاعنوا)
اللعْن هو الدعاء على الغير بالطرد والإبعاد من رحمة الله، وهو من أعظم وأشد آفات اللسان، ومن الذنوب العظيمة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، وحذر منها، وتوعَّد فاعلها، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتُغلق أبوابُها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها) رواه أبو داود وحسنه الألباني. قال المناوي في "فيض القدير": "اللعن: طرد عن رحمة اللّه، فمن طرد ما هو أهل لرحمته عن رحمته فهو بالطرد والإبعاد عنها أحق وأجْدر"، وقال ابن عثيمين: "وهذا وعيد شديد على مَنْ لعن مَنْ ليس أهلا للَّعن، فإن اللعنة تتحول في السماء والأرض واليمين والشمال ثم ترجع في النهاية إلى قائلها إذا لم يكن الملعون أهلا لها".
والسيرة النبوية فيها من المواقف الكثير الدالة على نهى وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن لعْنِ أحَد من المسلمين، أو لعن الريح أو الحيوان، أو لعن أي شيء لا يستحق اللعن، ومن ذلك:

النهي عنِ لعن المسلم:
ـ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس المؤمن بالطّعّان، ولا اللّعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء) رواه الترمذي وصححه الألباني. قال الطيبي: "(ولا اللّعّان) أي الذي يُكثر لعن الناس بما يبعدهم من رحمة ربهم، إما صريحا كأن يقول: لعنة الله على فلان، أو كناية كغضبه عليه، أو أدخله النار". وقال الصنعاني: "واللّعّان اسم فاعل للمبالغة بزنة فعال أي كثير اللعن، ومفهوم الزيادة غير مراد، فإن اللعن محرم قليله وكثيره".
ـ وعن سَمُرَة بْن جُنْدُب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار) رواه الترمذي وصححه الألباني. قال ابن عثيمين: "يعني لا يلعن بعضكم بعضا بلعنة الله، فيقول لصاحبه لعنك الله، ولا بغضبه فيقول غضب الله عليك، ولا بالنار فيقول أدخلك الله النار، كل هذا حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قدْ يُقال لمن لا يستحقه".
ـ وعَنْ أبي الدَّرْداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامة) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أنْ يَكونَ لَعّانًا) رواه مسلم. قال النووي: "فيه الزجر عن اللعن، وأن من تخلَّق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة، لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الإبعاد من رحمة الله تعالى، وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم، والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد، وأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فمن دعا على أخيه المسلم باللعنة وهي الإبعاد من رحمة الله تعالى فهو من نهاية المقاطعة والتدابر، وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه ولهذا جاء في الحديث الصحيح لعن المؤمن كقتله.. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إنهم لا يكونون شفعاء ولا شهداء) فمعناه: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار، ولا شهداء: فيه ثلاثة أقوال، أصحها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، والثاني لا يكونون شهداء في الدنيا، أي: لا تقبل شهادتهم لفسقهم، والثالث: لا يرزقون الشهادة وهي القتل في سبيل الله".

النهي عن لعن العاصي:
الذي أخطأ أو وقع في المعصية بحاجة خاصة أن نأخذ بيده لا أن نهيل عليه التراب، أو ندعو عليه باللعنة فنكون عوناً للشيطان عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَكران، فأمر بضَربه، فمِنَّا مَن يضربه بيده، ومنَّا مَن يضربه بنعله، ومنَّا مَن يضربه بثوبه، فلمَّا انصرف، قال رجلٌ: ما له؟! أخزاه الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عونَ الشَّيطان على أخيكم) رواه البخاري. وفي رواية لأبي داود وصححها الألباني قال صلى الله عليه وسلم: (ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه). قال ابن حجر في فتح الباري: "ووجْه عَوْنهم الشيطان بذلك أن َّالشيطان يريد بتَزْيينه له المعصية أن يحصلَ له الخزي، فإذا دعوا عليه بالخزي، فكأنهم قد حصَّلوا مقصود الشيطان .. ويُستفاد من ذلك منع الدُّعاء على العاصي بالإبعاد عن رحمة الله".

فائدة:
قال ابن العربي في "أحكام القرآن": "فأما العاصي المُعَيَّن فلا يجوز لعنه اتفاقاً لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جيء به بشارب خمر مرارًا فقال بعض من حضره: ما له، لعنه الله، ما أكثر ما يُؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا أعوانًا للشيطان على أخيكم، فجعل له حرمة الإخوة، وهذا يوجب الشفقة، وهذا دليل صحيح". وأما ما جاء في السنة النبوية الصّحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم من اللعن بالأوصاف، كَلَعْن آكل الربا، ولعن المتشبهين للرجال من النساء، والنساء من الرجال، ولعن المحلِّل والمحلَّل له.. إلى غير ذلك مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من اللَّعن، كان لعْناً بالوصف لا بالتعيين، فمن رأى شخصا يفعل شيئا من هذه الأفعال، لا يحل له أن يلعنه بعينه وشخصه، لأنه قد يتوب، وقد يكون قد قام فيه مانع من موانع حلول اللَّعنة عليه، وقد فرَّق العلماء بين اللعن بالتعميم واللعن بالتعيين، قال ابن تيمية: "وأما لعن الشخص المُعَيَّن فلا يجوز على الراجح إلا إذا عُلِم موته على الكفر، فابن أُبَي وأشباهه من الكفار الذين ماتوا على الكفر يجوز لعنهم، وأما الأحياء فلا نلعنهم لأنا لا ندري ما يختم لهم به"، وقال النووي: "اتفق العلماء على تحريم اللعن، فانه في اللغة الإبعاد والطرد، وفى الشرع الإبعاد من رحمة الله تعالى، فلا يجوز أن يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله وخاتمة أمره معرفة قطعية، فلهذا قالوا لا يجوز لعن أحد بعينه مسلمًا كان أو كافرًا أو دابة إلا من علمنا بنص شرعي أنه مات على الكفر، أو يموت عليه كأبي جهل وإبليس، وأما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله". وقال ابن حجر: "فالمُعَيَّن لا يجوز لعنه وإنْ كان فاسقا".

النهي عن لعن الحيوان:
من الرحمة بالحيوان في هدي نبينا صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز تعذيبه ولا تجويعه، أو تكليفه ما لا يطيق، بل وتحريم لعنه، فعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: (بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأةٌ من الأنصار على ناقةٍ فضجرت، فلعنَتْها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خُذُوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة) رواه مسلم، قال القاضي عياض: "وأمْر النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الناقة بما أمر من أخذ ما عليها وإعرائها من أداتها، لأنها لعنتها صاحبتها: لِأمر أطلعه الله عليه فيها من لزوم اللعنة لها، أو لمعاقبة صاحبتها لنهيه قبل عن اللعن".
وقال ابن الجوزي: "إن قيل: اللعنة البعد، وإنما يكون جزاء الذنب، والناقة غير مُكَلَّفة، فكيف تقع عليها لعنة؟ فالجواب من أربعة أوجه: أحدها: أن معنى وقوع اللعنة عليها خروجها من البركة واليُمْن، ودخولها في الشر والشؤم.. والثاني: أنه نهى عن ركوبها، لأن لاعِنَ الناقة ظلمها باللعن، فتخوف رجوع اللعنة عليه.. والثالث: أن دعوة اللاعن للناقة كانت مجابة، ولهذا قال: (إنها ملعونة). والرابع: أنه إنما فعل هذا عقوبة لصاحبها لئلا يعود إلى مثل ذلك، حكاهما الخطابي".

النهي عن لعن الريح أو لعن أي شيء:
لعْن الريح، أو لعن أي شيء لا يستحق اللعن إذا لم تصادف محلاً رجعت على صاحبها، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: (أنَّ رجلًا لعن الرِّيحَ، وفي لفظٍ: (إنَّ رجلًا نازعَتْه الريحُ رداءَه على عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلعنها، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا تلعنْها فإنها مأمورةٌ، وإنه مَنْ لعن شيئًا ليس له بأهلٍ رجعت الَّلعنة عليه) رواه أبو داود وصححه الألباني. الرِّيحُ مُسخَّرةٌ بأمْرِ الله عز وجل، وهي لا تسيرُ ولا تفعل شيئاً مِن تِلقاء نفسِها، ولكنْ ما تفعلُه ـ إمَّا بالرَّحمة أو بالنِّقمة ـ هو مِن أمرِ الله لها، فلا يصِحُّ لأحدٍ أنْ يلعنها فهي مأمورة بأمر الله. قال الهروي: "(لا تلعنها فإنها مأمورة) أي: بأمر ما، أو المنازعة من خاصيتها ولوازم وجودها عادة، أو فإنها مأمورة حتى هذه المنازعة أيضا ابتلاء لعباده وهو الأظهر".
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئا) قال المناوي:"(إن العبد إذا لعن شيئا): آدميا أو غيره، بأن دعا عليه بالطرد والبعد عن رحمة الله تعالى". وقال الصنعاني: "(إن العبد إذا لعن) اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة، (شيئًا) أي: من حيوان أو جماد.. وفيه زجر شديد عن اللعن لأي شيءٍ كان". وقال النووي في الأذكار: "لعن جميع الحيوانات والجمادات مذموم".

على المسلم أن يكون بعيداً كل البعد عن اللعن وغيره من الأوصاف التي تتنافى مع الأخلاق الطيبة التي يحْسن بالمسلم التحلي بها، وقدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً، ولا لعاناً، ولا سباباً) رواه البخاري، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وبعثته ودعوته: (إني لم أبعث لعَّانا، وإنما بُعِثْتُ رحمة) رواه مسلم.

منقول من الشبكة الإسلامية للفتاوى









 


رد مع اقتباس
قديم 2025-05-05, 19:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما حكم قول كلمة اللعنة ؟

السؤال
ما حكم قول الكلمات التالية: "اللعنة" (damn) وهل يعتبر من الكفر قول: "ماذا بحقّ الجحيم" (What the hell) "البقرة المقدسة" (holy cow) "الخراء المقدّس" (holy shit) "يا إله" أو "يا الله" (Oh God) "المسيح" (Jesus) "ما هذا" (what the heck)
ملخص الجواب
الواجب على المسلم أن يجتنب هذه الألفاظ المحرمة - الواردة في السؤال- والتي قد يصل بعضها إلى الشرك بالله تعالى وينظر تفصيل الجواب المطول لمعرفة وجه مخالفتها للشرع.
الجواب

أولا: النهي عن التشبه بأهل الكفر في مسلكهم في التخاطب
حكم قول "يا إله" أو "يا الله" (Oh God)
حكم قول "المسيح" (Jesus)
حكم قول كلمة "اللعنة" (damn)
حكم قول "البقرة المقدسة" (holy cow)
الحمد لله.

أولا:
النهي عن التشبه بأهل الكفر في مسلكهم في التخاطب
هذه العبارات هي تقليد محض من قائلها لمقولات أهل الكفر، ومسلكهم في التخاطب، وقد جاء النهي عن التشبه بهم، والسير على آثارهم.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (5/109).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وهذا إسناد جيد ... وهذا الحديث أقل أحواله: أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ )...

فقد يحمل هذا على التشبه المطلق، فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك، وقد يحمل على أنه ( منهم ) : في القدر المشترك الذي شابههم فيه، فإن كان كفرا، أو معصية، أو شعارا لهم كان حكمه كذلك.

وبكل حال: يقتضي تحريم التشبه؛ بعلة كونه تشبها... " انتهى. "اقتضاء الصراط المستقيم" (1 / 240–242).

ويضاف إلى هذا التشبه فساد معاني هذه الألفاظ وحرمتها:

حكم قول "ماذا بحقّ الجحيم" (What the hell)

هذه صيغة من صيغ القسم، فـ "الباء" للقسم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله .

فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (أَلاَ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلاَ يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ) رواه البخاري (3836)، ومسلم (1646).

وفي رواية للبخاري (2679)، ومسلم (1646): أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ).

وعن ابْن عُمَرَ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ) رواه أبو داود (3251)، والترمذي (1535) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ "، وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (8/189).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" – ومن الكبائر- الحلف بغير الله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله، فقد أشرك )، وقد قصّر ما شاء أن يقصر من قال: إن ذلك مكروه، وصاحب الشرع يجعله شركا ، فرتبته فوق رتبة الكبائر" انتهى. "إعلام الموقعين" (6/ 571-572).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

" والحلف بغير الله شرك أكبر؛ إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم والعظمة، وإلا فهو شرك أصغر " انتهى من"القول المفيد" (2/214).

ويزداد القبح في ذلك القسم، والإيغال في مشابهة الكافرين: إذا كان قسما بـ"حق الجحيم"؛ فأي حق للجحيم، على عباد الله ، يقتضي حرمته ، أو تعظيم الجحيم، حتى يُحلف به ؟!

ثانيا :

حكم قول "يا إله" أو "يا الله" (Oh God)
هذه الكلمة معروفة من لغة غير المسلمين ، وقد يطلقونها، أو يطلقها من يطلقها منهم : ويريد بها الله جل جلاله.

وقد يطلقونها، وهذا هو الأكثر، ويريدون بها "الإله" أو "الرب" ؛ ومرادهم: الرب الذي يعبدونه من دون الله ، فتكون شركا أكبر .

وما دامت الكلمة تحتمل معنى باطلا ، وهي من شعار الكفار، أو من استعمالهم الغالب، دون المسلمين، خاصة في ذلك الأمر التوقيفي الضيق: فالواجب على مسلم اجتنابها، واستعمال ما هو من خصائص لغته، وشعار دينه.

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : راعنا . من المراعاة ، التي هي الاهتمام بالشيء ، ولكن اليهود لمكرهم وخبثهم ، كانوا يقولونها ويريدون بها السب ، من الرعونة ، فنهى الله تعالى المؤمنين عن قول هذه الكلمة ، وأمرهم أن يقولوا الكلام الطيب الذي لا احتمال فيه ، مع أنهم كانوا لا يقصدون بها إلا خيرا .

قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) البقرة/104.

قال السعدي رحمه الله في تفسيره (ص 61) :

"كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول عند تعلمهم أمر الدين: رَاعِنَا أي: راع أحوالنا، فيقصدون بها معنى صحيحا، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدا، فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة، سدا لهذا الباب، ففيه : النهي عن الجائز، إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب، واستعمال الألفاظ، التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأمر غير لائق، فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: وَقُولُوا انْظُرْنَا فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور" انتهى .

ثالثا :

حكم قول "المسيح" (Jesus)
فلا شك أن هذا محرم وشرك، فإن هذا دعاء للمسيح واستعانة أو استغاثة به، ودعاء غير الله تعالى شرك، والمسيح عليه السلام هو عبد الله ورسوله، لا يملك بعد أن رفعه الله إليه أن يغيث أحدا أو يعنيه.

رابعاً :

حكم قول كلمة "اللعنة" (damn)
هذه اللفظة مما ينبغي للمسلم تركه وعدم التلفظ به ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ) رواه الإمام أحمد في "المسند" (7 / 60)، والترمذي (1977).

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلَا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم (2598).

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى:

" اللعن هو لغة: الطرد والإبعاد. وفي الشرع: الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى.

والأصل الشرعي: تحريم اللعن، والزجر عن جريانه على اللسان، وأن المسلم ليس بالطعان ولا اللَّعَّان، ولا يجوز التلاعن بين المسلِمين، ولا بين المؤمنين، وليس اللعن من أخلاق المسلمين ولا أوصاف الصديقين، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعْنُ المسلم كقتله) متفق عليه.

واللَّعَّان قد جرت عليه نصوص الوعيد الشديد؛ بأنه لا يكون شهيداً، ولا شفيعاً يوم القيامة، ويُنهى عن صحبته، ولذا كان أكثر أهل النار: النساء؛ لأنهن يُكثرن اللعن، ويكفرن العشير. وأن اللعان ترجع إليه اللَّعْنةُ، إذا لم تجد إلى من وجهت إليه سبيلاً.

ومن العقوبات المالية لِلَّعَّان: أنه إذا لعن دابة تُركت.

وقد بالغت الشريعة في سد باب اللعن عمن لم يستحقه، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الديك، وعن لعن البرغوث، فعلى المسلم الناصح لنفسه حفظ لسانه عن اللعن، وعن التلاعن، والوقوف عند حدود الشرع في ذلك... " انتهى من "معجم المناهي اللفظية" (ص 456 - 457).

خامسا:

حكم قول "البقرة المقدسة" (holy cow)
فلفظة: "التقديس" وإن كانت قد استعملت من العرب؛ إلا أن المستقر في الاستعمال بين الناس هو المعنى الذي جاء في نصوص الشرع، ويراد بها التطهير الرباني، وما يتبعه من الرفعة والقرب عند الله تعالى.

قال أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله تعالى:

" (قَدَسَ)، - الْقَافُ وَالدَّالُ وَالسِّينُ- أصل صحيح، وأظنّه من الكلام الشّرعيّ الإسلاميّ، وهو يدلّ على الطُّهر.

ومن ذلك : الأرض الْمُقَدَّسة هي المُطَهَّرَة. وتسمّى الجنّة حَظِيرَة القُدْس، أي الطُّهْر. وجبرئيل عليه السّلام رُوح القُدُس. وكلّ ذلك معناه واحد... " انتهى من"معجم مقايييس اللغة" (5/63).

وقال الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى:

" التَّقْدِيسُ: التّطهير الإلهيّ المذكور في قوله: ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )، دون التّطهير الذي هو إزالة النّجاسة المحسوسة... " انتهى من"المفردات" (ص 660).

وهو المتعارف عليه بين عامة الناس أن "الشيء المقدس" : هو الذي له مكانة وكرامة عند الله تعالى.

وإذا كان الأمر كذلك؛ فأي تقديس للبهائم، وأية بقرة مقدسة تلك التي يعرفها المسلمون، أو يتنادون بتقديسها؟!

وهل هذا إلا محض المشابهة القبيحة لكلام الكفار، وتلفظهم بمثل ذلك، دون عقل يردع، أو شرع يحترم ويعظم من قائل ذلك السفه؟!

وقد قال الله تعالى، في أمثال هؤلاء، ممن نقلوا الكلام المفترى المصادم لشرع الله وأدبه لعباده، وبيان قبح من تلقى الكلام بلسانه، فتناقله، من غير أن يتبين موقعه، ولا أدب الشرع فيه : ( وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) النور/15.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)رواه البخاري (6477)، ومسلم (2988).

وعلى هذا ، فالواجب على المسلم أن يجتنب هذه الألفاظ المحرمة والتي قد يصل بعضها إلى الشرك بالله تعالى .

والله أعلم.

منقول من موقع إسلام سؤال










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc