التحذير من الابتداع في الدين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التحذير من الابتداع في الدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2025-01-16, 15:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي التحذير من الابتداع في الدين

الابتداع في الدين
منذ 2020-11-22
فالله الله أيها الأحبة نحذر من البدع لا نقرها ولا نقر أهلها ولا نوافقهم على أعمالهم حتى نلقى الله تعالى ونحن غير مبدلين ولا مفرط

الابتداع في الدين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد بن عبدالله الأمين، صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين، وعلى اله وصحبه أجمعين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب:70]



عباد الله:

يقول صلى الله عليه وسلم: «أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ…» الحديث "صحيح الجامع" للألباني، حديث عظيم كلمات جامعة عبارات ناصعة جازمة قاطعة، تزيل اللبس وتطمئن النفس وتبدد الحيرة والشك، حديث كان يكرره صلى الله عليه وسلم في خطبه ويردده في مواعظه وما ذلك إلا لأهميته وعظيم قصده وبلاغة معناه «فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ» سبق تخريجه، ثورة على البدعة وبركان في وجه المبتدعة وجارف يجرف كل ضلالة لأن الله تعالى عندما شرع الدين أكمله وأتمه وأحكمه واتقنه وأشمله، لم يُبق فيه مجال للبدعة، لم يُبق فيه مكان للزيادة والاستدراك والاحتمالات {إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [سورة الحجر:25]، { …الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَام… } [سورة المائدة: 3]، دين كامل ونعمة تامة واسلام مرتضى لا مجال للزيادة ومن زاد فهو مبتدع عليه وزر بدعته ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.



البدعة لا يقبلها الله ولا يأجر عليها ولا يرفع صاحبها ويعذبه إن مات عليها، قال صلى الله عليه وسلم: «مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ»، وفي لفظ: «مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ». أخرجه البخاري ومسلم، أي: مردود عليه، صاحب البدعة يتعب ويشقى ويكدح ويخشع ويتلذذ ببدعته وهي مردودة عليه وهي عذاب عليه وهي أوزار وآثام وعقبات في سبيل نجاته من العذاب.



ولذلك أيها الناس لا نبتدع ولا نأتي في الدين بجديد يقول الله عز وجل: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [سورة الأنعام: 38]، ويقول تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89].



ومن كرم الله تعالى علينا في هذه البلاد المقدسة لا نرى بدعًا ظاهرة ولا عامة ولا مقلقة إلا ما ندر وربما أهلها جاهلون واهمون، فنحن على الحق وعلى الجادة وعلى المحجة البيضاء بإذن الله تعالى وستبقى كذلك إلى يوم الدين بحول الله وقوته، لكننا نخشى أن يُلبس على البعض ويغتر البعض ويصدق البعض ما يعرض في وسائل الإعلام من بدع لا صلة لها بالإسلام.



كنا نسمع من بعض المصلين من يقول: (استعنا بالله) إذا قال الإمام: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وكنا نسمع: (عزَّ وجلَّ) إذا قال الإمام: (الله أكبر) تكبيرة الإحرام، وكنا نسمع: (نشكر الله) إذا قال الإمام: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، وكنا نسمع من يقول في التشهد: (الطاهرات المباركات)، وحُذر الناس منها ونُهي المصلين عنها وبُينت لهم أنها بدعة لا تجوز في الصلاة، ولله الحمد تلاشت واندثرت إلا قليلًا قليلًا.



ونسمع عن نساء يُقمنَّ أعياد الميلاد في البيوت أو في الأسواق… أعياد ميلاد احتفالات وشموع ورود كما يفعل النصارى واليهود تمامًا، ونسمع اليوم عن تهنئة بيوم الجمعة وقول: (جمعة مبارك) ونقول كما قال العلماء: إنها بدعة، التهنئة بيوم الجمعة بدعة وبإذن الله تزول وتذهب إنها مستوردة أتت عبر الجوال ورسائله لكن لا نبيح لمن نشرها يجب أن تُمنع وتستنكر حتى لا يتوسع الناس ويَسْتَمْرُوا غيرها وغيرها خاصة في هذا الزمن الذي قل فيه العالمون وكثر فيه الجاهلون والمبتدعون.



تأملوا أيها الأحبة كيف سُمِح للبدعة أن تنتشر ولا تُسْتنكر ولا تُعارَض في بلاد كثيرة من بلدان المسلمين حتى أصبحت اليوم دين وعقيدة ومذاهب يقاتل من أجلها ويوالى ويعادي من أجلها، بدع أصبحت في بلاد المسلمين شرعًا وعقيدة ورسمية فرضت على الناس ما أنزل الله بها من سلطان، تأملوا تلك البلدان كيف يستعدون لإقامة احتفالات ومهرجانات ولقاءات وشعائر باسم المولد النبوي باسم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ضلال وانحراف وبدع ما أنزلها الله ولا أمر بها صلى الله عليه وسلم، تركوا الدين وتدينوا بالبدع، تركوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتسننوا بالخرافات والتفاهات.



في حياته صلى الله عليه وسلم ما احتفل بمولده ومات صلى الله عليه وسلم ولم يُحتفل بمولده في عهد أبي بكر الصديق ولا عهد عمر ولا عهد عثمان ولا عهد علي رضي الله عنهم أجمعين.



احتفالات ومنكرات ومخالفات ويدعون حبه صلى الله عليه وسلم وهم بعيدون عن سنته ومنهجه ومخالفون لما جاء به فأين محبته؟ احتفالات رقص وغناء واختلاط وتصفيق وتصفير وإضاعة للصلوات وطواف حول القبور وكلها عندهم باسم المولد النبوي، وحكوماتهم الفاسدة يباركون ويشاركون ويطبلون لأن هذه الفئات وهؤلاء الرعاع لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر ولا خوف على المفسدين منهم، فهم مثل السارحة والرائحة لا دنيا ولا دين، حتى أعداء الله من النصارى واليهود والمعتدين على بلاد المسلمين لا يخافونهم ولا يهابونهم لمعرفتهم أن هؤلاء معاول هدم للدين وليس لهم في العز والغيرة حظ ولا نصيب.



ومما يُؤسِف أن كثيرًا من أهل السنة والجماعة في تلك البلدان المسلمة منخدعون ببدعة المولد يطبلون ويزمرون ويضلون مع أولئك الفاسقين إما جهلًا بالدين وإما مجاراة للمبتدعين وأعداء الدين.



ناهيك عن بدع المجوس الذين يدعون الإسلام ويؤلهون الحسين ويؤلهون علي بن أبي طالب ويؤلهون الزهراء، هؤلاء مجوس ليسوا مسلمين لم يدخلوا في الإسلام حتى يُعدوا من المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «الخوارجُ كلابُ النَّارِ» [صحيح الجامع للألباني].



قال الله عنهم - وتأملوا أن الله يحلف، الله يُقسم بذاته عز وجل أن أولئك ليسوا بمؤمنين حتى يعودوا إلى تحكيم الكتاب وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ويرضوا بها -: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة النساء: 65]، وقال صلى الله عليه وسلم: «القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأمةِ.» (الحديث) [حسّنه الألباني في صحيح أبي داود].



اللهم جنبنا البدع ما ظهر منها وما بطن، اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك، اللهم تقبل أعمالنا وتجاوز عن سيئاتنا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا أرحم الراحمين.



أقول ما تسمعون…





الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا يملأ السماوات والأرض وما بينهما.



عباد الله:

إن الابتداع في الدين ولو كان شيئًا يسيرًا إنما هو استدراك على الله وعلى كتابه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، إن المبتدع مهما صغرت بدعته أو عظمت كأنه يقول: إن الله لم يكمل الدين أو أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك شيئًا لم يبلغه للناس، وحاشاه صلى الله عليه وسلم.



وليس هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة كما يظن البعض إنما البدع سيئة كلها بدون استثناء والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ» [سبق تخريجه]، كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، قال الامام مالك - رحمه الله -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة - وفي رواية: من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سلفها - فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا) [الاعتصام 1/49].



قال الشوكاني - رحمه الله -: (فإذا كان الله قد أكمل دينه وقبل أن يقبض نبيه فما هذا الرأي الذي أحدثه أهله بعد أن أكمل دينه إن كان من الدين في اعتقادهم فهو لم يكمل عندهم إلا برأيهم وهذا فيه رد للقرآن، وإن لم يكن من الدين فأي فائدة في الاشتغال بما ليس من الدين)،



إن الابتداع في الدين خروج عن هدي محمد صلى الله عليه وسلم؛ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31]، هذه الآية اسمها آية المحنة لأنها تمتحن من يدعي حبَّ النبي صلى الله عليه وسلم في عمله وقوله.



قال أيوب السِّخْتِياني: (ما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازداد من الله بعدًا)، رواه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (ص: 16).



قال سفيان الثوري - رحمه الله -: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها) [شرح السنة للبغوي (1/216)].



والبدعة محبطة للعمل؛ {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [سورة الكهف: 110].



والمبتدع تحجب عنه التوبة مادام مصرًّا على بدعته قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ حجب التوبةَ عن كلِّ صاحبِ بدعةٍ حتى يدَعَ بدعتَه» [صحيح الترغيب للألباني]، ويأتون أهل البدع يوم القيامة يردون على الحوض يريدون الشراب فتردهم الملائكة، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» [رواه البخاري: 6212، ومسلم: 2290].



فالله الله أيها الأحبة نحذر من البدع لا نقرها ولا نقر أهلها ولا نوافقهم على أعمالهم حتى نلقى الله تعالى ونحن غير مبدلين ولا مفرطين.



وصلوا وسلموا…

منقول من موقع طريق الإسلام









 


رد مع اقتباس
قديم 2025-01-16, 15:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الابتداع في الدين



الكاتب: د/سعيد عبد العظيم
التصنيف:مساوئ الأخلاق


بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه. أما بعد فالبدعة عبارة عن التعدي في الأحكام والتهاون في السنن و اتباع الآراء و الأهواء و ترك الاتباع و الاقتداء، أو هي كما قال الشاطبي: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يُقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه و تعالى.

النصوص الشرعية تذم البدعة

و قد وردت النصوص بذم البدعة والتحذير منها، فعن جابر- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته...الحديث، و فيه يقول: " أما بعد، فخير الحديث كتاب الله تعالى، و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم ، و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة..." (رواه مسلم). و في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ...فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بستني و سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها و عضو عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة". (رواه أبو داوود و الترمذي و قال حسن صحيح). و عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري و مسلم).

البدعة ضلالة تحبط العمل

فالابتداع في الدين ضلالة و هو من أعظم أسباب حبوط الأعمال، و يشمل ذلك المبتدع و متبع المبتدع، ففي الحديث: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". و صاحب البدعة ممن زُيِن له سوء عمله فرآه حسنا، و لذلك لا ترجى له توبة بخلاف العاصي، و في حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة". (رواه المنذري و الطبراني و حسنه الألباني). و أخطر البدع ما يتعلق منها بالعقيدة كالتكفير بالكبيرة عند الخوارج و تأويل الأسماء و الصفات كقول بعضهم: ( استوى بمعنى استولى و النزول بمعنى نزول الأمر، و اليد بمعنى القدرة...) و القول بسقوط التكاليف و الحلول و الاتحاد و صرف العبادة للمقبورين عند البعض، و تقديم العقل على النقل عند آخرين، و القول بعصمة الأئمة و سب و تكفير الصحابة عند طائفة أخرى من المبتدعة. و المبتدعون يسمون بأهل البدع و أهل الأهواء.

شبهة وجواب

و إذا كان إيراد قول أو فعل لم يستن قائله أو فاعله فيه بصاحب الشريعة يعد بدعة و ضلالة، فقد اعترض البعض على إطلاق ذم البدعة، ووصف بعض البدع بالحسن، و احتج على ذلك بقول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أُبَي بن كعب في قيام رمضان:" نعمت البدعة هذه" و الرد على ذلك من وجوه منها: أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالرجال و النساء لبضع ليالٍ و لكن خشية أن تفرض عليهم امتنع، فلما مات صلى الله عليه و سلم و انقطع الوحي خرج عمر رضي الله عنه، فرأى الرجل يصلي لنفسه و الرجل يصلي بصلاته الرجل و الرجل يصلي بصلاته الرهط فجمعهم على أُبَي بن كعب و قال مقالته هذه. و عمر أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا النبي صلى الله عليه و سلم بالاقتداء بهم كما في الحديث: " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". و البدعة قد تُحمل على المعنى اللغوي و هي الشيء المحدث و المخترع على غير مثال سابق و تحتمل هنا المدح و الذم. قال تعالى: ( قل ما كنت بدعا من الرسل) (الأحقاف:9) أي ما كنت أول من أرسل و قد كان قبلي رسل. أما قول الله تعالى: ( و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم) (الحديد: 27) فالمعنى: أحدثوها من تلقاء أنفسهم، يقول القرطبي: و ذلك أنهم(النصارى) حملوا أنفسهم على المشقات في الامتناع عن المطعم و المشرب و النكاح و التعلق بالكهوف و الصوامع، و ذلك أن ملوكهم غيروا و بدلوا و بقي نفر قليل فترهبوا و تبتلوا، و لا رهبانية في الإسلام، و إنما رهبانية الأمة في الجهاد في سبيل الله.

بين الإفراط والتفريط

وقع نفر من المسلمين في أمر البدعة في الإفراط فلم يفرقوا بين العبادات و المعاملات، فرأوا فريق أن يجمدوا على الوسائل التي ورثوها حتى ولو كانت من الأمور والوسائل الدنيوية البحتة التي لا علاقة لها بالعبادات ؛فتقدم الآخرون في أمور الدنيا وبقي هؤلاء عالة عليهم يتسولون منهم ما اخترعوه وصنعوه، وفرط آخرون فلم يفرقوا بين ما هو من أمور العبادات وما هو من أمور المعاملات فابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله بزعم التحضر و التقدم و حدث خلط كبير في المفاهيم و كان الواجب أن يصطلح كل فريق على حقه، فالعبادات الأصل فيها المنع و الحظر و التوقيف، أما المعاملات فالأصل فيها الإباحة إذا روعيت ضوابطها فلا مانع من صناعة الطائرة و ركوب السيارة و بناء المستشفى و الملجأ و المدرسة، و هذه الوسائل لما استخدمت له، و إن استخدمت في أمر صالح كانت صالحة و إن استخدمت في أمر فاسد كانت فاسدة، أما العبادات كالصلاة و بر الوالدين و الحجاب فهي تؤخذ بلا زيادة و لا نقصان سواء كنا في القرن الأول أو في القرن المائة، و من سمات هذه الدعوة المباركة التطور لا الرجوع للوراء، و يكون ذلك فيما يقبل التطور مع التمسك بالمعاني الإيمانية دون تغيير أو تبديل: ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي..) (يونس: 15) و لذلك قلنا: إن الابتداع في الدين مذموم و كله ضلالة، و يشمل ذلك البدع الحقيقية و الإضافية (و هي التي لها شائبتان، شائبة من الشرع و شائبة من غيره، كالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم عقب الأذان بصوت جهري، و الاحتفال برأس السنة الهجرية و الإسراء و المعراج) و قد أخطأ من قال: إن البدع الإضافية لا إنكار فيها، بل لابد من إنكارها لعموم النهي عن الابتداع في الدين.

السلف يحذرون من البدعة

قال مالك رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه و سلم خان الرسالة لأن الله يقول: ( اليوم أكملت لكم دينكم) ( المائدة: 3) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا، و قال الشافعي رحمه الله من استحسن فقد شرع، و قد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " كل بدعة ضلالة و إن رآها الناس حسنة" ، و قال بن مسعود: " اتبعوا و لا تبتدعوا فقد كفيتم، وعليكم بالأمر العتيق " و بالتالي فعلى كل من أراد أن يأتي بجديد في العقائد أو العبادات أن يسوق النص و الدليل إذ الفعل سنة و الترك أيضا سنة طالما وجد المقتضي و انتفى المانع و لم يفعل، كتركهم الأذان للعيدين و تركهم تلاوة القرآن على الموتى، و تركهم تلاوة القرآن بصوت جهري قبل العصر و الجمعة، فالترك هنا هو السنة إذ أنهم عن علم وقفوا و ببصر نافذ كفوا. قال الحسن: إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل و حادوا عن الطريق فتركوا الآثار و قالوا في الدين برأيهم فضلوا و أضلوا، و قال أيضا: "السنة و الذي لا إله إلا هو بين الغالي و الجافي فاصبروا عليها رحمكم الله، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى و هم أقل الناس فيما بقي، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم و لا مع أهل البدع في بدعهم و صبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك إن شاء الله فكونوا". و قال: "لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما و لا صلاة و لا حجا و لا عمرة حتى يدعها"، و قال: "صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا صياما وصلاة إلا ازداد من الله بعدا". و قال: "لا تجالس صاحب بدعة ؛ فإنه يمرض قلبك". وقال حسان بن عطية: "ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة". ففي السنن كفاية و على من أراد أن يسن للناس سنة حسنة أن يدلهم على هدي نبيه صلى ا لله عليه و سلم و يظهر لهم الشرائع و الشعائر ويحيي السنن التي اندرست و انطمست لا أن يبتدع في دين الله ما ليس منه، لا معارضة بين إطلاق اللحية و تقصير الثوب و بين ركوب الطائرة كما لا معارضة بين جلباب المرأة و تطور الدنيا فنحن بحاجة لإقامة حضارة على منهاج النبوة و ملاحقة معاني التطور و التقدم مع التمسك بما جاء في كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و الانتهاء عن الابتداع في الدين، إذ أن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ومن علامة البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة لا يرفع له عمل، و من أعانه فقد أعان على هدم الإسلام ومن زوج كريمته منه فقد قطع رحمها، و لا يصل العبد إلى الله إلا بموافقة حبيبه صلى الله عليه و سلم في شرائعه و من جعل الطريق إلى الوصول في غير الإقتداء يضل من حيث يظن أنه مهتدٍ، و كل الطرق مسدودة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم فاتبع طريق الهدى و لا يضرك قلة السالكين و إياك و طرق الضلالة و لا تغتر بكثرة الهالكين.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

منقول الشبكة الاسلامية










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc