[ خاطِرة ] وَفاءٌ في زَمنِ الغدرِ

[الزمزوم]

وَفاءٌ في زَمنِ الغدرِ

** 1 **

بتُّ أرى كأن الرّبيع غادر من أبواب
ولم يعُد بالمقدور الحديث عن عودته وعن الإياب

** 2 **

وقد ودعت رجلاً كان زارعاً له ولو

لم يعدّ بيننا وقد اِختلط والتُّرابو

** 3 **

تأوهت لمّا رأيت الدّنيا أياماً غادرات

ولا يُؤتمن لها جانب على مدى السّنوات

** 4 **

فيا قلبُ اِصبر على ما أصابك من إصلاف
فبعد البُكاء فرجٌ وفرح بحقّ الأسلاف

** 5 **

ليلٌ مظلمٌ قد مضى إلى تَرحَال وحِلّ
وبقيت الذِّكرى الجميلة من أثر الرّجل

** 6 **

يأتيك بنبئه من كلِّ فجّ عميقٍ من مُلبّي
من النّاس وأصواتها ترفضُ أيَّ مطلبي

** 7 **

قد دعا لإهانة رمزٍ وسجنهِ باِشتياق
ولم يعلم هذا أنَّ الأجل قد حان للفراق

** 8 **

هُم أرادوا أنْ يروُّهُ مقيداً ذليلاً لكن أبى الله
إلّا أنْ ترحل هذه القامة عزيزة بكرمه

** 9 **

عاد يوم وفاته وقدْ لعلع
وألقت عليا بشجُون وولع

** 10 **

بقيت من ريحته ذِكريات من غاب
وخيرٌ لنا ولم يُغلق من بعده من باب

** 11 **

دَنتْ ساعة الرّحيل وما عاد
في القلب غيره لم يُفارق جميله من عاهد

** 12 **

أتاح لكلّ فقير كرامةً وعلياء
وعِزّةً بعد عُشرية من الآلام والدّماء

** 13 **

لملم شتات أمةٍ من نوازل
وضمّد جراح ضحايا الإرهاب من عوائِل

** 14 **

عزيزاً كان ولا يزل للمنايا يُقارع
وأيقونة للرّأي والحكمة فيا له من بارِع

** 15 **

زالتْ بقدُومه غُمة ومَيزٌ
ومات والموت حقٌّ ولو على العزيز

** 16 **

يا أُمة اِشهدي أنّه كان مُفتي
أطفأ نار فِتنة وأيقظ من كان في سُباتي

** 17 **

زاد للبلاد قدراً ومكانةً ومن تميُّز
وعندما يُسمع اِسم الجزائر يُخيل إليك مِنَ الدُّنيا كلّ عزيز

بقلم: الزمزوم -أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق