![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
العَرب والبَادِيسيُون في البِلاد يُسيِّرُون ولا يَحكُمُون!؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() العَرب والبَادِيسيُون في البِلاد يُسيِّرُون ولا يَحكُمُون!؟
![]() بدايةً، يجب قبل البدء في الحديث والاسترسال فيه أنْ نضع هذه القاعدة ونسلم بها وهي: أنَّ العرب والباديسيين من الإخوان والإسلاميين والنوفمبريين بمعنى من بقايا العروبيين يسيّرُون ولا يحكمُون بالمطلق. وبالتّالي النّظام منذ الاِستقلال يحكمه لوبي عسكري ومداني فرنسي الهوى (اللوبي بمعنى مجموعة). ونتيجة لتراجع النُّفوذ الفرنسي اِقتصادياً وجيو-سياسياً في العالم ونتيجة التّشويه الّذي طال القبيلة في الآونة الأخيرة من خصُومها ونتيجة الأخطاء التي قامت بها –جماعة بوفوار أساسان-. ولأنّ النِّظام في الفترة الأخيرة كان على وشك الاِحتضار فإنّه عمل على وضع العرب والباديسية وجزءً ورهط من بقايا النوفمبرية العروبية في واجهة النِّظام للقول أنّ هؤلاء هُم من يحكُم في البلاد. الجميع يعلم من يحكُم حقيقة في البلاد منذ الاستقلال وحتى اللحظة وفي داخل هذا هناك لوبي (مجموعة) عسكري ومدني مرتبط بفرنسا ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وحتّى اِيديولوجياً أي الفرنكوفيليين وهُم من يحكُم. حتّى الحزب العتيد وفي فترة الحزب الواحد لمْ يكُن يحكُم وأنّ جماعة وحزب فرنسا السّياسي والثّقافي والعسكري هو من كان يحكُم وراء وخلف ذلك الحزب أي من وراء حُجُب وستار والّذي يُقال عنه أدباً تمّ حُكُم البلاد بالحزب العتيد وقالوا عنهُ أنّه جهاز. وفي حقيقة الأمر أنّ الحزب العتيد تاريخياً وبعد الاِستقلال كان يسيُّر ولا يحكُم أي يقوم كأي موظف بعملية تسيير شؤُون البلاد لكنه لا يحكُم بمعنى لا يُقرر ولا يضع السّياسات هذه الأخيرة من يضعها هُم الحُكام الحقيقيون للبلاد من أنصار فرنسا واللوبي القوي فيها أي في سُلطة البلاد. ونتيجة لتراجُع حزب فرنسا في البلاد بسبب أُفول جيله بسببِ العُمر والتقدم في السِّن وتغييب الموت لهم، وبسببِ ضعف التّيار الثّقافي والسّياسي والإيديولوجي الفرنسي بسبب تراجع فرنسا وضعفها فإنّ النّظام (جماعة فرنسا الحاكمة الحقيقية للبلاد) اِهتدى لفكرة لِسَوّس الناس وحُكمهم وذلك بوضع التّيار الباديسي والإسلاميين وجزءٍ من بقايا النوفمبريين من العرُوبيين والقوميين ووضعهم كواجهة له لحُكم البلاد وفي الحقيقة أنَّ هؤلاء ليسُوا أكثر من مُسيِّرين مرحلياً، بمعنى أنَّه تمّ جلبهم لتسيير البلاد مرحلياً أي لمرحلة وينتهي دورهم يوماً ما. جماعة فرنسا اليوم تحكُم بهؤلاء وتقُوم بالاِنتهاكات الحقُوقية بواسطة هؤلاء وتتخذ القرارات الّتي تضرُّ بالشّعب بهؤلاء، وهؤلاء هُم من سيحمِل وزر كلّ شيء قبيح في نهاية المطاف ولاشك.. سواء تنازل عن قضية الصحراء العادلة، أو ما تعلق بتهديد علاقة البلاد بروسيا، أو التّنازل لفرنسا في موضوع الذّاكرة، أو التّطبيع مع الكيان، أو السّياسات الاِقتصادية الكارثية الّتي أضرّت بالشّعب..إلخ. لقد سجلت البلاد في ظلِّ حُكم (تسيير) الباديسية وجزء من النوفمبرية للبلاد وضعاً مأساوياً على كلّ الأصعدة سواءٌ ما تعلق بالحقوق والحريات أو السّياسية من حرية تعبير والاِقتصادية الكارثية. يتضح للجميع أنّ أسوء فترة بعد سنوات المأساة هي الفترة الحالية الّتي تُسيِّر فيها الباديسية من الإسلاميين وبعض من النوفمبريين العرُوبيين وكلاهما من العرب في ظلّ التّحالف بينهم وبتوجيهات من جماعة فرنسا الحاكم الفعلي للبلاد. إنّ جماعة فرنسا تُحاول أنْ تُساوي في شكل علاقة البلاد اليوم مع روسيا مع علاقتها المُتأزمة مع فرنسا. ففرنسا مُقابل رُوسيا، وأي ضرّبٍ لعلاقة البلاد مع فرنسا سيتمُّ بالمقابل ضرب علاقة البلاد مع روسيا، وإذا تمّ التّحجج باِعتراف فرنسا بأطروحة المغرب في قضية الصّحراء فهُناك حُجة تواجد مجموعة "فاغنر" في مالي لضرّب روسيا. وقد اِتخذوا المُسيِّرين للبلاد من الباديسيين مكلفاً وناطقاً رسمياً لهذه المهمة والسّياسة وهذا الموقف الّذي هُو موقف فرنسي على يد جماعة فرنسا في البلاد بواسطة الواجهة السّياسية الباديسية الّتي تُسيِّر في البلاد ولا تحكُمها أبداً لا بالأمس ولا اليوم ولا غداً وهي ستقُوم بمهمة كُلِّفت بها مُقابل حصُولها على اِمتيازات ومكاسب مادية وأخرى سياسية واِجتماعية وبعد ذلك يتمُّ رميها في مزبلة المُهملات كما فعلُوا بالحزب العتيد مثلاً. وبالتّالي فالعرب من الإسلاميين والعروبيين هؤلاء في الأخير الّذين جمعهم تاريخ كبير مع رُوسيا في ظلّ فترة الاِتحاد السُّوفييتى وعالم المُعسكرين –فترة القومية العربية- يرتكبُون خطأً كبيراً سيدفعُون ثمنهُ غالياً في المُستقبل سواء القريب أو البعيد. أمريكا سعيدة جداً بوجُود واجهة إسلامية إخوانية تحكُم (تسيِّر) البلاد وما الزّيارات الأخيرة للمسؤولين الأمريكان واِتصالات بلينكن المجرم والمتورط في الإبادة الجماعية في غزّة والحرب على لبنان إلّا لبعث رِسالة دعم ومساندة منه وإدارته وبلده بوقُوف الولايات المُتحدة الأمريكية مع هؤلاء وهو في الحقيقة وقوفٌ مع فرنسا وجماعة فرنسا من الخلف الحاكم الفعلي والحقيقي للبلاد. أمريكا بتدخُلها في البلاد لدعم المُسيِّرين من الباديسية خصوصاً هو عِبارة عن رافعة تمنعُ سقُوط الوُجود الفرنسي المُتهاوي في البلاد وفي منطقة السّاحل وفي غرب إفريقيا وفي القارة السّمراء لصالح روسيا- الصين، فأمريكا تُدرك جيداً أهمية البلاد ووزنها ودورها المحوري في المنطقة للحفاظ على مصالحها هُناك (مصالح المنظومة الأطلسية) ولكن هي لا تُريد أي بلاد بل تريد البلاد الخالية من حُلفاء رُوسيا التاريخيين والجُدد والخالية من حُلفاء الصّين التاريخيين والجُدد، ولذلك هي تعمل من خلال هذه المُساندة لأنصار فرنسا بالدّرجة الأولى ولأنصارها الباديسية والإسلاميين على العمل على مُناكفة رُوسيا من خلال بن خنونة مثلاً بالحديث عن مُراجعة تحالفات البلاد التاريخية وعن السّلاح وميزانية التسليح ودور الجيش في حياة الدّولة وغيرها. إنَّ جماعة فرنسا عملُوا على تفريغ الحزب العتيد من محتواه بضمّ (اِنتساب) عناصر مشبوهة من الفاسدين وتُجار المخدرات وعديمي المُستوى إلى صفُوفه عن طريق غضّ الطّرف بل وتشجيع سُلوكيات الشّكارة فيه، وبذلك خسرت البلاد وأغلبية الشّعب حزباً تاريخياً حمل آمالهم لنيل الاِستقلال وهو الّذي حدث في نهاية المطاف كما وحمل آمال الشّعب في العدالة الاِجتماعية والمساواة وتطوير البلاد وهو الّذي قطعت عليه فرنسا الطّريق في أحداث ألــ 88 وما تلاها من تهميش للحزب ودعوة الحركى الفرنسيس والأمريكان في أحداث ألـ 19 إلى وضعه في المتحف بحجة كونه أنّه مُلك الشّعب، فهل هو رجس من عمل الشّيطان أنْ يَحكُم (الشّعب) بحزبٍ هو مُلكٌ له ومُعبرٌ عن آماله وتطلعاته وقبل ذلك هويته وتاريخه المُشرِق؟ بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc