وَدِّع فَطيمَةَ ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الشّعر الفصيح

قسم الشّعر الفصيح قسمٌ مُخصّصٌ لإبداع الأعضاء في القصيدة العموديّة والقصيدة الحُرّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وَدِّع فَطيمَةَ ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-10-03, 16:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
dja_mohamed
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي وَدِّع فَطيمَةَ ...

وَدِّع فَطيمَةَ ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَدِّع فَطيمَةَ إِنَّ العامَ مُنصَرِمُ ... وَهَل تُطيقُ وَداعًا أَيُّها العَلَمُ
حَوراءُ غَرَّاءُ فَرعاءُ التَقَينَ مَعًا ... في وَصفِها غارَ منه العُربُ والعَجَمُ
تَمشي بخَطوِ الهُوَينا في تَثاقُلِها ... مَشيَ الحَمامَةِ، حُسنٌ هَزَّهُ القَدَمُ
لِباسُها أبيَضُ اللَّونِ احتَوى بُقَعًا ... سَوداءَ قد حازَ مِنها الطَّائِرُ الرَّخَمُ
ذاتُ الخِمارِ وجِلبابٍ بداخِلِهِ ... قد زادَها هَيبَةً تَصفو وتُحتَرَمُ
كَأَنَّ مِشيَتَها رِمشٌ رَمى طَرَفًا ... مِن سورِ مَعهَدِها أو أنَّها حُلُمُ
تَأتي وَيَأتي نَسيمُ الرِّيحِ يَصحَبُها ... وَالوَردُ وَالزَّهرُ وَالأَطيابُ وَالنِّعَمُ
وَإِن هِيَ انصَرَفَت تَمضي بلا أثَرٍ ... والهَمسُ يَتبَعُها ريحٌ لَهُ نَسَمُ
وَخَلَّفَت مِن وَراءِ الخَطوِ خَطوَتَها ... تُمسي وَتُصبِحُ آثارًا لَها شَبِمُ
وَمَعهدًا مِثلِ بَطنِ الغيبِ موحِشَةٍ ... لِلجِنِّ بِاللَّيلِ ساحاتٌ بِها العَتَمُ
وَلا يُرى زائِرٌ قَد زارَ مَعهَدَها ... وَلا أَنيسٌ وَلا جِنٌّ وَلا عَشَمُ
فالكُلُّ في عُطلَةٍ أَو أَنَّهُم رَحَلوا ... مِن ها هُنا كالتي زانَت بِها الشِّيَمُ
فَهَل سَتَرجِعُ يَومًا بِالحَياةِ إِلى ... باحاتِهِ طَلَّةٌ يَحظى بِها الرَّمَمُ
لَيسَت كَمَن يألَفُ الخِلَّانُ عُطلَتَها ... غِيابُها مَعهَدٌ قد زارَهُ العَتَمُ
إِنَ في القَلبِ نَبضٌ راقَ أورِدَةً ... راقَ الفُؤادَ ومَوجُ الحُبِّ يَلتَطِمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا يَومٌ بِعُطلَتِها ... لاقَيتُها بِفُؤادٍ وَخزُهُ الأَلَمُ
أَو كانَ يَجمَعُنا يَومٌ بِمَعهَدِها ... لاقَيتُها وقَراري حادَهُ النَّدَمُ
يَكادُ يَمنَعُها لَولا تَغَيُّبُها ... إذا تَسوقُ إلى خِلَّانِها الحِكَمُ
تُعالِجُ القَلبَ وَسواسًا لَهُ كَدَرٌ ... وما أفادَهُ قِرطاسٌ ولا قَلَمُ
سِحرُ العُيونِ بلا خَيطٍ ولا عُقَدٍ ... سِهامُهُ الكُحلُ في رِمشٍ رَسا وفَمُ
تَأسيسُهُ النُّبلُ والأَخلاقُ صَنعَتُهُ ... عِمادُهُ طيبَةٌ والصِّدقُ والكَلِمُ
صَدَّت فَطيمَةُ عَنّا لا تُحَدِّثُنا ... جَهلًا بنا أم لأمرٍ طالَهُ الحَزَمُ
أَعَينُها قَد رَأَت أَعشى البَصيرَةِ أَم ... رَأَت بها رَجُلًا قد ضَرَّهُ الوَهَمُ
أَم أَنَّ أَخمَصَها بِالشَّوكِ مُنتَعِلٌ ... يَمشي عَلى حَذَرٍ وَالشَّوكُ يُتَّهَمُ
فَالخَوفُ أَعمى وَطَرفُ العَينِ مُكتَحِلٌ ... يُراقِبُ الوَضعَ وَالخَطواتُ تَستَقِمُ
يَضوعُ مِسكٌ وطيبٌ مِن أَماكِنِها ... وزَنبَقٌ أَبيَضٌ يَدنو ويَنسَجِمُ
إذا تَقومُ أَقامَت رَوضَةً مَعَها ... خَضراءَ جادَ عَلَيها المُزنُ والكَرَمُ
بِوابِلٍ مُسبِلٍ مِن صيِّبٍ هَطِلٍ ... حَتّى تَبَسَّمَ مِنهُ العُشبُ والأَجَمُ
وفاحَ في الفَلَواتِ المِسكُ مُنتَشِرًا ... وَقَد تَعَطَرَ مِنهُ الغورُ والأَكَمُ
يُغازِلُ النَّجمَ مِنها تابِعٌ قَمِرٌ ... مُضَرَّجٌ بِجَمالِ اللَّيلِ مُبتَسِمُ
يُضاحِكُ الشَّمسَ مِنها كَوكَبٌ نَضِرٌ ... مُؤَزَّرٌ بِحِسانِ الوَردِ مُتَّسِمُ
يَومًا بِأَطيَبَ مِن ريحٍ تُعانِقُهُ ... وَلا بِأَحسَنَ مِنها ريحَةً شَمَمُ
صَحِبتُ في النَّدَواتِ العِطرَ مُنتَشِيًا ... حَتّى تَغَيَّرَ مِنّي الوَرقُ والقَلَمُ
فَجُلُّنا مُغرَمٌ يَهذي بِغارِمِهِ ... ناءٍ وَدانٍ وَمَخصومٌ وَمُختَصِمُ
قالَت فَطيمَةُ لَمّا جِئتُ عائِدَها ... وَيلي عَلَيكَ وَوَيلي مِنكَ يا عَلَمُ
يا مَن يَرى واهِيًا قد بِتُّ أَرمُقُهُ ... كَأَنَّما الحُبُّ في أضلاعِهِ السَّقَمُ
لَهُ طُيوفٌ وَلَيلٌ باتَ يَصحَبُهُ ... مُفَعَّمٌ بِخَيالِ الحُلمِ مُزدَحِمُ
لَم يُلهِني النَّومُ عَنهُ حينَ أَرمُقُهُ ... وَلا المَلَذَّةُ مِن عَيشٍ وَلا النِّعَمُ
فالعَينُ ناظِرَةٌ والرِّمشُ في أَرَقٍ ... قَدِ استَوَت عِندَهُ الأَنوارُ والظُّلَمُ
فَقُلتُ لِلنَّومِ والأهدابُ ساهِرَةٌ ... ألا فَخُذ غَفوَةً يَلهو بِها الحُلُمُ
وَخُذ يَدًا بِيَدي فالسُّهدُ في جَسَدي ... والحِبُّ في كَبِدي وَالصَّمتُ يَرتَسِمُ
وَقُلتُ لِلطَّيفِ اِرحَل عَن مَضارِبِنا ... كَفاكَ مَلحَمَةً والقَلبُ مُحتَدِمُ
فَإِنَّ لَيلي كَفيلٌ في مُؤانَسَتي ... إِلى الصَّباحِ مَعَي وَالشَّيبُ وَالهَرَمُ
في خَلوَتي ذِكرَياتٌ بِتُّ أَنسُجُها ... قيلٌ وَقالٌ وَآهاتٌ لَها لَمَمُ
أَبني وَأَهدِمُ أَحلامًا يُساعِدُني ... في ذلِكَ الوَجدُ وَالأَوهامُ والهِمَمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد جعيجع من الجزائر 19 ماي 2024م









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
فطيمة،رقيق،علاوة،رابح


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc