يتعلم الطفل في سنوات عمره الأولى معظم السلوكيات عن طريق محاكاة وتقليد من حوله وخاصة الأم والأب؛ فهو يكون بمثابة "رادار" متحرك بين أركان البيت يلتقط كل ما يدور حوله من سلوكيات وحركات وهمسات ويسجلها ثم يعيد إنتاجها مرة أخرى بطريقته الخاصة.
بل إن قدرته على الالتقاط لا تقف عند حد التصرفات التي تصدر ممن حوله، بل تمتد أيضا إلى التقاط المشاعر؛ فهو لديه القدرة على ملاحظة مشاعر من حوله من فرح وحزن وخوف، فالأم التي تخاف من شيء ما عادة ما يتعلم منها الطفل أيضا الخوف من نفس الشيء.
ومن هنا تلعب القدوة دورا بالغ الأهمية في تربية الأبناء، إنه دور يفوق كل التوجيهات أو الإرشادات أو الأوامر المباشرة التي يصدرها الآباء لأبنائهم.