عُبــــّـاد الجسد
إنه لمن المُتـأسِفِ له أن ترى فتىً يَفرطُ في تنمُّـقه،أو فتاةً تطغَى في تَجمُّـلها ،حتى يُفرّطُ ذاكَ أو تلكَ في وقتٍ ثمينٍ لا يباعُ ولا يُشترى،ويبذّر مالاً كانَ مكانه غير الذي أُنفِـقَ فيه ،أو يحيدُ كل واحدٍ منهما عن الذي وُجد من أجله،فهو يَهدمُ قلاعَ العُـرف ،ويُخربُ حُصونَ السّنة والدين ،تجدُ فتى زماننا يعيشُ لمظهرهِ،ويسعَى لمنظرهِ،كذلكَ فتاةُ العصر ،تجتهدُ في تبرجٍ وخُسرٍ ،كلاهُما قد تقـزّز بشعرٍ وجالٍ،وثوبٍ مُمزق كأنه بالٍ،ولا أحد منهما يُبالي ،فاختلط حابلٌ بنابلِ،فأصبحت شوارعنا أسواقاً لتجار الآفات، ومَصبٌّ لنفايات الثقافاتِ،فاغْـتنى تجارُ الهوى و ''الحفافات''،وصارت العينُ مُغرمةٌ بمظهر منمق،والعقل محبوسٌ في جسدٍ مُفتّل أو مُدقق، فتعلـّق القلبُ بجسدٍ فتعبّده،بعدما أرسل الهَوى رسوله،فنشر رسالته في إعلام الظلال،ومواقع الإنحلال،فسال لعابُ الأبالسة ثم سال،فهل في عقول تعتبر بهذا السُّؤال؟يا أيها الإنسانُ أأنت بمظهرك هذا بشرٌ أم تمثال؟؟؟وهل قيل فيكَ أم عنكَ يُقال؟؟؟وهل في قلبك من الإيمان مثقال؟فيا رب الناس،أذهب البأس، وغير الأحوال،