2-مفهوم علم الاجتماع
علم الاجتماع علم يعنى الجماعات البشرية والتفاعلات المختلفة والعلاقات بين أفراد هذه الجماعات. يعتبر أوغست كونت من أهم الباحثين في علم الاجتماع و يعتبر المؤسس الغربي له إلا أن الكثير من العرب يعتبرون عبد الرحمن بن خلدون بملاحظاته الذكية في طبائع العمران البشري التي دونها في مقدمته الشهيرة المؤسس الفعلي لعلم الاجتماع.
علم الاجتماع هو دراسة الحياة الاجتماعية للبشرِ، سواء بشكل مجموعات، أو مجتمعات ، وقد عرّفَ أحياناً كدراسة التفاعلات الاجتماعية. وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليسوا فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات
وقسم كونت في كتابه (دراسات في الفلسفة الوضعية) علم الاجتماع إلى قسمين أساسين :
الأول: علم الاجتماع الخاص بالاستقرار أوالاستاتيكا الاجتماعية.
الثاني: علم الاجتماع الخاص بالتطور أو الديناميكا الاجتماعية.
ولم يفكر كونت أن يجعل علم الاجتماع الخاص بالاستقرار وعلم الاجتماع الخاص بالتطور علمين مستقلين ، وإنما اعتبرها مظهرين مختلفين لحقيقة واحدة ، وعلى ذلك فلا يوجد بينها فاصل جامد وأن التقسيم بينهما لايكون إلا في الملاحظة فقط ، فالملاحضة في القسم الأول تفترض في المجتمع حالة الثبات بينما تفترض في التقسيم الثاني ناحية التطور.
ودراسة الاستقرار الاجتماعي في نظر كونت هو نوع من التشريع الاجتماعي يهتم بالدراسة الوضعية تجريبية كانت أو عقلية للتفاعلات والتأثيرات المتبادلة التي تحدث بشكل مستقر بين الأجزاء المختلفة للجهاز الاجتماعي، وعلى ذلك فالاستقرار الاجتماعي يهتم بدراسة الأجزاء المختلة للمجتمع ومدى تأثير هذه الأجزاء على الأجزاء الأخرى وتأثيرها بها، وما يؤدي ذلك من عمليات اجتماعية تقوم على التعاون بين الأفراد وتوزيع العمل بينهم، كما يدرس الانسجام بين أجزاء المجتمع ونظمه وهو ماسماه Consensu Social وهو مايعني اعتماد الظواهر الاجتماعية المتبادل على بعضها، وهو أحد الأسس الهامة في علم الاجتماع ، كما أنه المبدأ الأساسي للدراسة الاستقرارية عند كونت.
أما الجزء الثاني الخاص بدراسة التطورية أو الديناميكية للمجتمع فهو أهم جزء في فلسفة كونت الوضعية، وهي من الدراسة الاستقرارية موقف علم وظائف الأعضاء من علم التشريح، فالاستقرار الاجتماعي إذا كان يهدف إلى دراسة الأسس التي يقوم عليها التنظيم الاجتماعي فإن التطور الاجتماعي يدرس عوامل التقدم في المجتمع أو التغير الاجتماعي ، وهو يدرس بذلك تغير النظم الاجتماعية من عصر لآخر، والعوامل التي تؤثر في ذلك المجال.
وكان أهم شيء في نظر كونت من هذه الناحية هو التقدم الانساني الذي يمثل في تحسن الظروف أو تقدم المعرفة كحقيقة علمية وأن الإنسان مستمر دائماً في تقدمه، وعلى ذلك كان أهم ما يميز الدراسة الديناميكية عند كونت هي فكرة التقدم ، وقد رأى أن التقدم ظهر أولاً في العلوم التطبيعية ، ثم أخذ يتجه خطوة بعد أخرى إلى النواحي الاجتماعية، وعلى ذلك فالقانون الوحيد للدراسة الديناميكية هو قانون التقدم الإنساني، وقد وضح ذلك في قانون الثلاث حالات Loi des trios etats ، الذي وضعه كقانون عام تخضع له المجتمعات الإنسانية في تطورها وتقدمها، أما هذه الحالات الثلاث فهي:
1- الحالة اللاهوتية أو الدينية .
2- الحالة الميتافيزيقية.
3- الحالة الوضعية.