في مقدمة حياتي الحياة
في مقدمة حياتي كنت أفكر أن أكون صحفيا...
وبعد إنطلاق حياتي عدت وفكرت أن أكون محاميا من أجل العدالة والإنسان...
وعندما صرت أعتمد على ذاتي وقوتي وذكائي فكرت بأن أكون محاسبا...
وأحاسب من يهدد الإنسان وهويته وحريته وأحاسب الحب بكل أشكاله...
وأحاسب التقاليد بالرغم من الصعوبة التي سوف تواجهني...
ولكن في الأخير حُسم الأمر ودرست إدارة اعمال كي اتحمل مسؤولية المشاركة في تحسين الإدارة وتنظيماتها المهلهلة وغير الصحيحة....
بالإضافة الى المفاوضات الدولية والثنائية بين الدول وعقد الاتفاقيات التي ضاق منها البلد....
ومشاكلها... ومنها القروض والبنك الدولي...
وأنا مع هذه الأفكار جا المسا وفيه نسمة من أوطاننا...من شوارعنا...
من زهورنا...والمسا ليس مجرد لحظات عابرة...المسا ذاكرة...
صوت في الأعماق...أحبك...في الحقيقة لا أدري ما هي حدود محبتي للوطن...
أعرف الكل متعب من أخبار هذا الوطن...
وفي الحقيقة صديقي متعب مني...
وأنا متعب من جاري الذي يعود في منتصف الليل ويحدث ضوضاء...
وصاحبي متعب من هاتفه لأنه قديم ولا يمكنه الدخول الى الفيس بوك...
وبالرغم من كل هذا التعب ما زلنا نتذكر رائحة القهوة السوداء الجزائرية بمقهى العنقي ( مقهى مالاكوف سابقاَ )....
التي تفوح من دروب القصبة الضيقة عند وصولك....
والتي تمتزج برائحة عبق الياسمين وما الزهر الذي يرشّه الباعة على المارين إكرامهم والترحيب بهم...
وكذلك في صنعاء التاريخية مقهى مسًعد رائحة القهوة الصباحية والتي يفوح اريجها على عبق صنعاء الجميل واحيائها الرائعة والمنعشة....
ولكن وطني زمن تم رسمه بعناية ودقة ليكن وطنا...
والمواطنون لن يصدقوا أبدا ما حصل للوطن...
تجارتهم الفرح ...والمرح...والمغامرة...
حتى بإمكانهم أن يتاجروا مع الأشباح...ومع الوهم...
وفي النهاية سعدا...إذا خسروا أو ربحوا...
لا أعرف هل أنا مع أزمة ذاتية...أنا مواطن عادي...لي دراساتي وحقائقي...
فالتاريخ لن يرحمنا لأن قضايانا مبعثرة ومليئة بالعلل...والثقافة المهملة...
بالرغم من أننا كنا نعيش بالأمس القريب سعداء ولكن لا أعرف من إنقلب
علينا وحول رسائلنا الى نفايات والأنكى الفلاسفة إنتشروا ...
وضاعت الأصالة فيهم والإبتكار...
وبقيت مناهجنا كما هي منذ أجيال وأجيال...لهذا ضاعت عقول أطفالنا
ولم تتكون كما يريده المستقبل الواعي...والإنسان لم يكتمل ولم يمتلئ...
ولم يفهم كيف يحلل ويدرس ويقرأ...
على فكرة من منا يفهم ويعرف أن أخصب الأراضي في العالم العراق...
حبيبنا العراق...فأنظروا الى العراق والى حاله اليوم...
مشكلتنا أن علينا أن نتعلم القراءة جيدا...
سمعتها تقول...الحياة مستحيلة وهي غاضبة...ولا أحد سألها بل هي استرسلت
وكأنها تغامر بحياتها...لا يوجد عندنا سكر...ولا حليب...ولا شكولاته...
ولو دققت وتعمقت فتجد بأن ليس عندها أطفالا بل الكل كبار...
هل حقيقة هذا النقص حتى لو كان شديدا...يجعلها بأن تقول ما جاءت أعلاه...
بالرغم من أنها تعيش في البيت وهي مليئة بالحياة وتعود الى البيت
وكلها حيوية وهادئة ومحترمة ومهيبة ومنتظمة...
أنا لست شاهدا...والعواصف بإذن الله لها حل...
تحياتي