المغرب: أصوات عربية وغربية تطلق 'نداء فاس' لإنقاذ مدينة القدس

[المعزلدين الله]

المغرب: أصوات عربية وغربية تطلق 'نداء فاس' لإنقاذ مدينة القدس
الطاهر الطويل

15/12/2009

فاس (المغرب) ـ 'القدس العربي': اختلفت اللغات والأعراق والبلدان، ولكن المشاعر توحدت حول القدس قضيةً وهدفاً.. كان ذلك في مؤتمر دولي شهدته مدينة فاس المغربية طيلة ثلاثة أيام، ضمن الاحتفال بالمدينة المقدسة عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، وذلك بمشاركة العديد من الأكاديميين والباحثين والأدباء من العالم العربي وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وانتهت أعمال المؤتمر الذي نظمته جامعة 'محمد بن عبد الله'، ليلة الأحد بدق ناقوس الخطر حول ما تتعرض له القدس من محاولات تهويد على يد القوات الصهيونية، وكذا حول ما يتهدد سكانها من تهجير ومضايقات في محاولة لفصلهم عن هويتهم الفلسطينية.
ودعا الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين كل العرب مسلمين ومسيحيين وسائر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية إلى التبرع بدولار واحد ـ على الأقل ـ لدعم صمود أبناء المقدس ومساعدتهم على تسديد الضرائب الباهظة وكذا لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال بهدف دفعهم إلى مغادرة ديارهم.
ووجه التميمي أيضا نداء لكل المسلمين والمسيحيين في مختلف بقاع العالم من أجل زيارة القدس للصلاة في مساجدها وكنائسها والتسوق من محلاتها، نافيا أن يندرج ذلك في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني.
شارك في هذه التظاهرة الأكاديمية كذلك المطران هلريون كابوتشي مطران القدس في الاغتراب، الذي بدا متأثرا جدا وهو يتحدث عن وطنه فلسطين الممنوع من زيارته بقرار من سلطات الكيان الصهيوني التي سبق لها أن أودعته سجونها نتيجة نضاله ومطالبته المحتل بالجلاء عن كل التراب الفلسطيني. ولفت الانتباه إلى تدني مطالب العرب بشأن الأراضي الفلسطينية، في حين أن 'إسرائيل' ـ كما قال ـ تريد منا إقامة الدولة الفلسطينية على 18 بالمئة من مجموع الأراضي.
بعض المتدخلين في المؤتمر الذي أشرفت عليه الدكتورة لويزة بولبرس (مديرة منتدى الجامعة الدبلوماسي) اعتبروا أن العرب مقصّرون في التعريف بقضيتهم الأولى لدى الغربيين.
وبهذا الصدد، لاحظ جاك مونتانياك المدير العام المساعد لمدينة 'أفينيون' الفرنسية أن الإعلان عن القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 غير معروف في جل الأوساط الأوروبية، داعيا إلى تكثيف الجهود لإيصال الصورة الحقيقية عما يجري في فلسطين إلى الأوروبيين.
وكانت مشاركة الشاعر كارلوس أرتورو من كولومبيا لافتة للانتباه، حيث قرأ قصائد عن القدس باللغة الإسبانية، دون أن يقدر على كفكفة دموعه التي كانت تنهمر من عينيه من شدة التأثر والتعاطف مع القضية.
وأوصى المشاركون في التظاهرة التي أقيمت تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس بتأسيس قناة عربية ناطقة بالعبرية موجهة للرأي العام الإسرائيلي في محاولة لتوضيح حقيقة الصراع وكشف جرائم الاحتلال الصهيوني.
غاب عن التظاهرة المسؤولون الحكوميون المغاربة الذين تضمنهم البرنامج، يتعلق الأمر بوزراء الثقافة والتعليم والأوقاف والشؤون الإسلامية، وناب عن القطاعين الأولين كاتباهما العامان (وكيلا الوزارتين)، وحضرها عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير في المغرب.