تجار يزاحمون الفقراء والمساكين

[محمد علي 12]

التشوه الذي أصاب العقل الجزائري طيلة السنوات الاخيرة أفرز لنا للاسف الشديد مواطن يفتقر الى ذرة من القيم والاخلاق و يعتقد أن كل من ليس له " شهرية من عند الدولة فهو بطال " ويجوز له مزاحمة الزوالي والمسكين والمحتاج على مليون سنتيم في طابور #البريد وأمام #كميونة القفة وعلى باب مقرات الجمعيات الخيرية

🔹️وأنا عن نفسي أعرف كثيرا ممن هم ليس لهم شهرية " راتب شهري " لكن تجارتهم وأعمالهم الحرة تدر عليهم في وقت قصير الكثير من الاموال التي قد يستغرق من الموظف البسيط سنوات لي جمعها ، خاصة في مجال الزراعة والفلاحة مثلا ، الذي لم يتأثر بتدابير الحجر الصحي ، لكنهم وبالرغم من الوضعية المريحة جدا التي يعيشونها يزاحمون ويصارعون المحتاج وييسرقون حقه وهم فرحون بشطارتهم وحذاقتهم .

⬅️ بالله عليكم أليس هذا النوع من البشر أخطر من أزمة #كورونا وأخطر حتى من الازمة الاقتصادية التي سوف يشهدها البلد بعد نهاية أزمة الفايروس ، نعم انه اخطر من ذلك بكثير وان كان التشوه العقلي الذي يعيشه هو نتاج مخلفات منظومة سياسية فاسدة عملت طيلة عقود على فبركة العقل الجزائري والقضاء على منظومة القيم والاخلاق الضامنة لبناء مجتمع سوي في تفكيره وفي تفاعله مع الحياة ومع الآخر .

⬅️ نحن وخاصة في هذه المرحلة نحتاج الى ثورة قيم ، والى مشاريع إصلاحية كبرى لا تمل ولا تكل ، تعمل بالليل والنهار على ترميم العقل الجزائري وإعادة تأهيله وتهيئته ليعود مرة أخرى ليكون له دور مهم في المرحلة القادمة ، خاصة وأن هناك بوادر و إرهاصات كثيرة بأن مشروع إستئناف الحضارة الاسلامية قد إنطلق وان كان في بداية الطريق إلا أننا لن نستطيع مجاراته بهكذا نوع من العقول المشوهة .
ويكون الجيل الجديد الصاعد هو المقصود والمعني بالدرجة الأولى بهذه الثورة الإصلاحية التي يجب أن تكون عميقة .