![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ![]() بسم الله الرحمـ'ـن الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وأن وفقنا للصيام ونرجو القبول في عباده الصالحين، وأن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتّبعون أفضله أما بعد، أيها الإخوة الكرام رمضانكم مبارك وكل عام وأنتم طيبون، ثم إني انتقيت أن تكون خيمتي عبارة عن خلجات الروح، ذكرياتها، وهمساتها... ![]() ففيها فرح باستقبال شهر رمضان الذي يأتي ويأتي فضله معه وإن كان هذا العام وعلى غرار الأعوام الماضية مختلفا اختلافا جذريّا عن سابق عهده لعائلتي ولكل الجزائريين والمسلمين ممّن مسّتهم ظروف الحجر والوباء رفعه الله عنّا وأزال البلاء. ![]() عند قدوم رمضان تستقبلني صورة الطفلة التي ركضت لتفتح الباب للوافدين الذين اجتمعوا للصّلاة في البيت الكبير -بيت جدي رحمه الله- ويعلو صوت جدي بقراءة القرآن مقيما الصلاة بالجماعة من أقارب بصوته الجهوري فإذا ما تعب سمعت والدي يواصل الصلاة بهم... بينما كانت السّيّدات يجتمعن في سهرات رمضانية لا تنتهي يصنعن بها ما لذّ وطاب من حلويات وأطعمة، وكان السهر والسمر عنوان العوائل من النساء، اللواتي وزعن الأيام بينهن ففي كل ليلة يكون السهر في مكان مختلف، وإن لم تذهب والدتي جلست رفقة جدي وأبي في الحوش متكئة على حائط البئر بينما هما يرتلان القرآن وهكذا كانت لياليهم خلال رمضان، أما جدتي -رحمها الله- فكنت أراها من مكاني القصي تعد السحور لجدي الذي يفضل الكسكسي بالحليب أو اللبن. مرّت السنوات سريعا وغدت الطفلة أكبر وقد وافت الجدّ المنيّة ليصلي أبي بأقاربنا الذين تعودوا الصلاة بالمنزل إلا أنّ المنزل أصبح شقة في عمارة وإن كانت المساحة أقل مما كانت عليه إلا أن القلوب أكبر من أن تضيق، واستمرت العادة لسنوات وسنوات إلى أن غيرنا مقر سكننا للحوش الجديد معتبرين أن حضور الأقارب جزءا من تفاصيل رمضان في روحانية المشهد وإن اختلفت على مدار السنوات كثير من التفاصيل فالنّساء من نساء أعمام وخالات وعمات لم يعد رمضان بالنسبة لهن ليل السمر والسهر وإنّما كل سيدة التمست من الدعاء طمعا وتضرعا مما جعلهن يمكثن ببيوتهن إلا زيارات خفيفة وقليلة. أما هذا العام فقد حمل التغيير في كل جوانبه وتفاصيله، فقد كانت الأسر الصغيرة تنضم للعائلة الكبيرة وتمتلئ الدار عند الإفطار فالطاولة التي جمعت ثمانية أشخاص وتسعة أضف لها طاولات الأطفال الموزعة إلى طاولتين أو أكثر لم تعد تضم إلا أربعة أفراد لغياب أخي هذا العام وعائلته بسبب ظروف الحجر وبعض من أخواتي اللواتي كن يأتين أحيانا. والبيت الذي كان يجمع المصلين من ذوينا لم يعد يفتح بابه كما كان، والشارع الغارق في ضوضائه أضحى يضمّ أصواتا خافتة. وضوءا حائرا يتراقص في الظلمة.. لكن رغم ما نراه وما نجده وما نشعر به من ضيق أحيانا إلا أن ذلك لا يمنعنا من التدبر في أحوالنا وشؤون الحياة وتقلبها من حال إلى حال. فقد كنت أشتاق في ليالي رمضان إلى الهدوء والسكينة نظرا لضوضاء الشارع والمراهقين الذين لا يراعون لا مريضا، ولا متعبا لما بعد منتصف الليل أو لنقل قبل أذان الفجر، ولضوضاء الأطفال من أبناء الإخوة وعدم ركونهم للتعب، لكن حين هدأنا وهدأ ما حولنا أصبح بمقدور المرء الغرق في الهدوء والسكون محاولا أحيانا التخلص من الضجر بالغوص في بحر التجليات بعيدا عما يشوب النفس مما يفسد مزاجها ليتجلى لنا في كل أمور الحياة ذلك الجانب المشرق من كل الأشياء التي قضت مضاجعنا "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..."، لنبتهل دعاء أن يغفر الله لنا ويعفو عنا بفضله ورحمته، ويرفع عنا الوباء والبلاء ويشفي جميع مرضانا ويرحم موتانا ويغفر لآبائنا وأمهاتنا ويجزلهم خير العطاء، ويؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. يتبع
آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2020-05-02 في 15:05.
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc