السلام عليكم ورحمة الله..
.كنتُ قد تحدثت فيم سبق بخصوص ما وقع عقب مباراة التحدي التي خاضها أسود سعدان وليس اشباله كما يُقال..وقد دعوت من خلال حديثي ذاك الى...الرد بكل ما أوتي كل منا من قوة وعلى قدر جهده على الأباطيل والإفتراءات التي تروِج لها وسائل إعلام رخيصة..سقطت في حضيض الممارسة اللااخلاقية...ولكن وليتذكر الإخوة الكرام ان دعوتي تلك ضمنتها نداء الى أن يكون العقلُ هو السيّد الآخذ بزمام الحملة في الرد..وأن نتجنب السقوط في الهاوية متموقعين في مربع واحد مع السفلة..أكلة الجيفة..ومع ذلك تم قراءة دعوتي تلك بعين أعماها الغضب وفُسر موقف صاحبها أنه متخاذل يفتقر الى الشعور بالوطنية..نقطة وأنتقل الى ما أردت طرحه الآن...
مالذي يحدث على الساحة..أو مالتفسير الذي يمكن طرحه لما يكمن وراء ما يحدث...؟
تعلمون جميعا ما يملكه النظام المصري من ترسانة إعلامية سواء التي يضع عليها يده مباشرة أو تلك التي تُحسبُ على الأعلام المستقل..وبالمناسبة هنا أريد أن أفضفض لإخوتي أن الإعلام المستقل في هذا العالم العربي ما هو الا كذبة كبرى من أكاذيب الأنظمة..وليس المجال هنا لتفصيله..المهم...
ما يُؤلم وما دعاني للحديث لمرة ليست الأولى هو سماع أصوات تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور..داعية الى تجريم كل ما هو مصري ..هل يُعقل ايها الكرام أن نكفر شعبا مسلما أو نتهمه بالخيانة..؟ أيُعقل أن يكره كل مصري كل جزائري ؟ أيعقل ..
أعلم ان بعضكم..أراد من عموم طرحه استهداف خصوصه..ولكن ألا يعلم ذلك البعض ما يوقعه ذاك في قلوب قصار النظر من أصحاب النفوس الضعيفة..؟ سبحان الله..
يا إخوة إن الحملة المسعورة التي يقودها الإعلام المصري الظالم..ما هي الا بتوجيه من العائلة المالكة أقصد العائلة المتسلطة على الحكم في مصر...إن مشروع توريث الحكم هناك إنطلق منذ زمن..في ذلك البلد..وما مباراة كرة القدم والفوز فيها على الجزائر الذي كان يُعتبر مفصولا فيه هناك ما كان سوى حلقة في مسلسل التوريث..ويتلقى المسلسل المشين الضربة في أهم حلقاته..وينتصر أسود الصحراء..ويتحطم الحلم حلم آل مبارك..إنها الهزيمة الحقيقية الواضحة على المستطيل الأخضر..لتتحول الى هزيمة على المسرح السياسي..لتلك العائلة أمام عشرات الملايين..من المسحوقين المستضعفين على الأرض من أهل مصر..المطالبين بالتغيير ودحر التوريث..فهل تقبل آل مبارك الهزيمة...؟
لا..بل سارعو الى تحويلها الى حرب اعلامية...وسخروا لها تلك الترسانة الإعلامية الجبارة..لتحسيس الرأي العام المصري أن كرامة مصر وكبريائها في خطر..وأن الحرب اليوم هي حرب العزة والكرامة..والشرف..فانساق ضعاف النفوس وركبوا الموجة..وغُيبتات دعاة التعقل والروية في الطرح..فلا صوت هناك يعلو على صوت القدح في تاريخ الجزائر وعروبتها وانتمائها العربي اإسلامي..ونعت كل ما هو جزائري بأشنع النعوت..ومع ذلك أذكر وأقول هل يُعقلُ أن يكون ذات الصوت هو صوتُ من ثار في شوارع مصر منذ أشهر على عمالة مصر لأسرائيل والغرب إنتصارا للإخوة في فلسطين..أيمكن ان يكون صوت من .دفع الثمن الباهض من ماله ودمه واطمئنانه مقابل تقديم يد العون والدعم لجياع غزة ..أنسيتم ما لاقَوْه على يد البوليس المصري من اعتقال وتعذيب..وتغييب على الأنظار...؟ أيُعقلُ القول بتجريم وتكفير وتخوين ثمانين مليون مصري..؟
دعُونا نضع الأصبُع على الجرح..ونقول هاهو ذا الجرح..ولِنر الى ما يجري بعين العقل والتثبُت لا بعين الغضب..وحمية الجاهلية..لنجر مقارنة بسيطة بين حكومتنا وردة فعلها على ما حدث..وبين سلوك النظام المصري الحاكم...أترون تباين المسلك..؟ لقد التزم حكامنا بعدم الرد على ليس على الصحف والفضائيات هناك..وإنما عدم الرد على سقوط مسؤولين هناك في شارع الغوغاء والصيع ووسين..وكان صمتا من ذهب يتباهى به كل جزائري..بل يدعو الى الفخر والإعتزاز..بحسن المسْلك...
إن الداء هناك يا إخوة ولا مِراء في ذلك..إنها كمشة من بشر ليست من طينة بشر نعرفهم تسلطت على رقاب المصريين لعقود..باعت شموخ وكرامة وعزة الأمة بأبخس لأثمان..في سوق كامب ديفد..
وهاهم يعيثون في الأرض فسادا...
سفراء بلدنا..أسودا ذهبوا لتمثيل بلدنا في منافسة رياضية شريفة يُعتدى عليهم..فتُسال دماؤهم..
بالله عليكم..وكلكم تعرفون النظام هناك وطابعه البوليسي كغيره من انظمة الدول العربية..بالله عليكم ألم يكن قادرا على حماية لاعبينا من إعتداء سفلة أشرار..ممن خفّت رؤوسُهم خفّة كرة..أخذتهم غضبة لها..ألا يكون الأمرمُدبرا.للنيل من عزيمة لاعبينا وكسر إرادتهم وتصميمهم على حسم المباراة هناك لصالحهم...؟..ألا يكون حديث الرقم 1 في مصر عن كرامة مصر امام البرلمان..دعوة صريحة منه لقرع طبول الحرب..على كل ما هو جزائري..؟
إن للتحسيس لسِحر يا إخوة..وإنه لمُفقدٌ للعقول..
إني والله لمتألم لما يتم ترويجه هنا وهناك من أكاذيب وتضليل وقلبٍ للحقائق..لا هدف له سوى زرع الكراهية والحقد بين شعبين عربيين مسلميْن..ألا سحقا له إعلام..ووبال لما تقترفه يده المُجرمة من إثم..والله من وراء القصد...