أيها المسؤولون افتحوا المجال لإنشاء القنوات الجزائرية الخاصة!

[لقمان الحكيم.]

بعد الحرب الإعلامية المصرية: أيها المسؤولون افتحوا المجال لإنشاء القنوات الجزائرية الخاصة!
لقد تبين من أحداث الجزائر ومصر المأساوية الأخيرة أن الإعلام سلاح ذو حدين وتأثيره على الجماهير بالغ الخطورة، بحيث يستطيع أن يحركها إلى الوِّجهة التي يريدها بسهولة من خلال ما يبثه من حقائق أو أباطيل..!

فالإعلام المصري -ببعض قنواته وصحفه- قد تمكن من إعلان حرب شعواء مغرضة على الجزائر شعبا ودولة بغير وجه حق، وذلك بتزيف الحقائق ونشر الأباطيل التي صنعها حقد وحسد بعض الإعلاميين المرتزقة الذين أيقظوا الفتنة التي كانت نائمة بين دولتين شقيقتين عربيتين مسلمتين بسب مباراة كرة قدم لا تساوي في ميزان العقلاء شيئا..!
لقد شحن الإعلام المصري -بعد مباراة السودان- الجماهير المصرية حتى دفع بعضها إلى حرق العلم الجزائري ومهاجمة السفارة الجزائرية ومطالبتها مع الجالية الجزائرية في مصر بالرحيل، وتمنيتُ لو أن قنوات الفتنة المتعصبة في مصر تجرأت على الإسرائيليين وشحنت الجماهير المصرية للمطالبة بغلق سفارة إسرائيل وإنهاء التطبيع مع هذه الدولة المجرمة.!
والعجيب أن واحدا من الدعاة المصريين في إحدى القنوات الدينية المصرية انطلت عليه الحيلة الإعلامية المصرية فرفع عقيرته في سهرة من سهراته منددا بالجزائر والجزائريين، وغمز ولمز اعتمادا على رواية بعض الصحف المصرية الكاذبة الخاطئة التي نقل رواياتها كأنها صحيح "البخاري ومسلم" ونسي هذا الداعية "الكابتن" قول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {[الحجرات6 ].
ولو أراد هذا الداعية المصري الحق لسعى مع غيره من الدعاة المصريين الكبار الذين نحبهم ونقدرهم إلى الإصلاح والتهدئة-كما فعل علماء الجزائر ودعاتها- في الأيام الأولى لبداية الفتنة التي أشعلها سفهاؤهم من الإعلاميين على شاكلة عمرو أديب وغيره من الذين يصطادون دائما في المياه العكرة..!
بعد هذه التجربة المرة مع الإعلام المصري-ومن سار على هديه من الإعلام العربي- قد صار لزاما على الدولة الجزائرية من باب الواجب أن تفتح المجال لإنشاء القنوات الجزائرية المحترفة الخاصة (الإخبارية-الثقافية-الدينية-الرياضية) من أجل التصدي لأي هجمة معتدية على الجزائر دولة وشعبا، لأننا صرنا نعيش في عصر تحول الإعلام فيه إلى سلاح خطير أقوى تأثيرا من الصواريخ العابرة للقارات.