هذا حراك غامض جدا .... ومن يقول غير ذلك فهو يكذب
- هذا الحراك دافعه الأساسي صراع الهوية من الناحية المبدئية والظاهر للعيان أن طرفا بعينه هو الذي يحركه بقوة الآن ومؤقتا وهذا ما تعبر عنه الصوروالتصريحات والهفوات والزلات ... هل الجزائر عربية أم أمازيغية ...وهل الجزائر امتداد للعالم العربي والإفريقي أم هي امتداد للعالم الفرانكفوني المتوسطي ؟
استنكار الفساد والدعوة لتبني الديمقراطية هي ذر للرماد في العيون ... هي وسائل وذرائع استغلت من طرف هؤلاء بذكاء منقطع النظير عندما وقع النظام كغيره من الأنظمة على امتداد الساحتين العالمية والإقليمية في هذه الآفة وهي حالة عابرة " موضة هذا العصر " إلى جانب " الثورات الملونة " ... ربما توارى الوجه الحقيقي وخفتت الأصوات الداعية لذلك لبعض الوقت لهذا الصراع رغم أن الصراع مازال محتدما وعلى أشده بسبب ما عرفه مسار الحراك ووهجه وزخمه والذي ينذر بتصاعده لو فشل المسار الانتخابي والذي ستتكشف فيه كل الأوراق وتسقط فيه كل الأقنعة وسيبين قسوته وعدم رحمته ... رغم حجم الغزل والمهادنة الذي بدأ يبديه الطرف الظاهر في الصورة الآن والذي يحاول اخفاء والتستر على " أحلامه " الدنيئة التي تريد النيل من البلد في استقلالها وسيادتها وحريتها ووحدة شعبها وجغرافيتها وترابها بسبب أحقاد تاريخية لا أساس لها غذاها الإستعمار اليوم وبالأمس وشجعت عليها أطماع الدول الكبرى ومشاريع الشرق الأوسط الجديد والمشروع المتوسطي " لساركوزي " والفوضى الخلاقة واعادة رسم خارطة المنطقة من جديد في اطار اضعافها وتمزيقها تزامنا مع تصفية القضية الفلسطنية " صفقة القرن " لاعلان ميلاد " دولة " اسرائيل سياسيا واستقبالها كدولة معترف بها من جميع الدول والتي سيتوجها العالم الغربي بعد ذلك " دركي المنطقة " .
جزء من التيار الإسلامي المعتمد وغير المعتمد لدى مؤسسات الدولة يقدم الديمقراطية والدولة المدنية على حساب الوحدة الوطنية وعلى حساب عروبة الجزائر تاريخا وديمغرافيا وثقافة ولغة ودينيا ومستعد لأن يكون أقلية في هذا الوطن والقطر ... ويعتقد أن الوحدة الإسلامية كفيل لوحده بتوحيد البلد على حساب الوحدة العربية .... وينظر إلى النموذج الماليزي والتركي ويعتقد أنه بالإمكان تطبيق وتحقيق ذلك الأمر عندنا ... ونسي هذا المتهور " الطاووس المتبختر " الخلافات الجوهرية بين التجربتين هناك عند اخوتنا المسلمين وعندنا نحن سواء منها طبيعة الإنسان والمسار التاريخي والموقع الجغرافي المتوسطي الإفريقي والإرث الثقيل الذي تركه الاستعمار والذي ما زالت تأثيراته المدمرة ظاهرة للعيان وشاهدة على الجريمة الفظيعة بدليل بروز فكرة الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية والجهوية والقارية في هذا الوقت بالذات .