يظهر أنه إئتفكتِ الأمكنة، وانقلب كلّ شيءٍ رأسًا على عقب، ولم تعد تلك الآذان التي تصغي أو تستمع لكل من حولها وقد أستمر الصمت الطويل حتى أصبحت المشاعر أشبه بالكتلة المتصلبة التي لا خيار لها إلا الهدوء والسكون فقط.
ثم أين ذلك المرء الذي يجيب بصراحة ولوتحّمل ونال نتيجة إجابته مهوى المشانق ومحافل الموت ثم الرحيل؟
لِمَ لا يتحوّل الصمتُ النقي إلى مناجاة يصفف الكلام ويجعل من الفكرة أمراً واقعًاً وإن لم يتحدث، عندها تكون مواصلة الغوص في أعماق مكنونات النفس بلا معزلٍ عن كونها، حتى يغرق بمعيّتها كل من اصطحبتْه في رحلةٍ أبديّةٍ، ومن لم يتجلّ له ذلك قد يبقى في معزلٍ تدل عليه مناجاته التي تحجرت في عقله الباطني.
أَ قستِ القلوب ثم تحجرت حتى صارت حجارة صلداء؛ ولم تعد تشتاق لمن تحب؟ أم أنها تنتظر وقتًا تبّدل الأرض غير الأرض؟!