دموع كبرياء ام دموع عنيدة

[زهرة المسيلة]

أهــاتٌ .. تتردد في أعماق كل من يحمل بين أضلاعه قلباً نابضاً ..
آهــاتٌ.. تصرخُ بين ثناياي ..
يتيمةٌ هي آهــاتي .. لم تجد من يحنو عليها ..
لم تجد من يضمها سوى قلب جريح ..
لم يعرف للابتسامة وجود منذ أن فقده ..
لم يعرف للبهجة طريق .. لم يعرف للحياة عنــوان ..
آهــاتٌ تمزق أعماقي ..
أصرخ بها وحدي .. وأسمعها وحدي ..
آهــاتٌ ..ودموع.. هي ما أملكه ..
دموعٌ حائرة .. ترفض أن تخضع لآهــاتي ..
ترفض أن تنهمر شلالاً جارفاً من بين أودية أجفاني السقيمة ..
ترفض الظهور أمامي قبل الجميع..
دموع كبرياءٍ هي؟! أم دموعٌ عنيدة؟!
آااه .. لطالما امتلأت عيناي بهذه الدموع ..
ولطالما .. صرخت أعماقي تناديها..
ولطالما.. استيقظت على صدى صوتها الحاني ..
أسمعها.. ولكنني لا أراها .. وإن رأيتها.. لا ألمسها .. أصبحت سرااااااب ..
أصبحت حياتي وهم .. ولقياها مستحيلة..
وصوتها مجرد صدى يتردد في صميم أعماقي..
أصبحت مجرد ذكرى تؤرقني ..
ذكرى أدمعت عيناي ..
ومزقت فؤادي..
وسلبت ابتساماتي ..
يوم رحيلها .. تقابلنا أنا والحزن ..
تبادلنا ..أخذ الحزن مني الابتسامة .. وزرع في قلبي الألم..
وملئ عيناي بالدموع ..
أصبحتُ أنا الحزن..
أرى الحزن مبتسماً ..
والمسُ في نفسي الألم ..
وأمسح من عيناي الدموع..
حتى بقايا ابتسامتي..
أصبحت تسبقها الدموع ..
ويخنقها الحزن.. ويميتها الألم