[align=justify]4- لشيـخ صـالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في خطبة له بعنوان : " الحث على تعلم العلم النافع "((... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.
و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي:
أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:{ وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}[النحل :44] وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعل آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن.
وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن.
وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ..)) المصدر ((الخـطب المـنبرية))
وسـئل حـفظه الله :
أ-) هل الإعجاز العلمي الذي ظهر يعد تفسيرا مخالفا لتفسير السلف ؟
فأجـاب حـفظه الله:
بلا شك هذا قول على الله بغير علم والنظريات تختلف ويظهر مـنها كذب كثير وكل نظرية تـكذب التي قـبلها , فهي تخرص ليسـت من العلم وإنـما هي تـخرص فقط فلا يجـوز الإعتماد عليهـا ويقال هذا معنى الآية أو هذا معنى الحـديث ما يجوز هذا .
رقم الفتوى :5301
ب-)كثر في الآونة الأخيرة كتب وأشرطة تتحدث عن الإعجاز القرآني وموافقة هذه النظريات للآيات البينات فما هو الضابط في ذلك وما هو واجب طالب العلم تجاه ذلك؟
تفسير القرآن متقن ومضبوط ولـه طـرق ذكـرها أئمـة التـفسير لا يفسر بغيرهـا يفسر القرآن بالقرآن , يفسر القرآن بالسنة , يفسر القرآن بتفسير الصحابة , يفسـر القرآن بتفسير التابعيـن ,يفسـر القرآن باللغة التي نزل بـها وهي اللغة العربية هذه هي وجوه التـفسير أما من زاد على هذا جـاء بوجـه غـير هذه الوجـوه جـاء بشيء مـبتكر ولا أصل له ولا يـجوز تـفسير القرآن بالرأي ذكـر الحـافظ ابن كـثير في أول تفسيره الحـديث وجـوده ((من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم أن فليـتبوأ مقعده من النار وأخـطأ ولو أصـاب . رقم الفتوى : 2255
ج-)ما حكم ما يسمونه بالإعجاز العلمي في القرآن أو ما يسمى بالإعجاز العددي ، وهل لهذا أصل ؟
الإعـجاز العلمي الذي يقولون الآن هذا تفسير للقرآن بغير عـلم , بغير قواعـد التفسير المعروفة التي هي تفسير القرآن بالقرآن , أو تفسير القرآن بالسنة , أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعين أو تفسير القرآن بقواعـد اللغة التـي نـزل بها , هذه زيادة الآن زادوهـا الإعـجاز العلمي يريدون بهـا النـظريات, نـظريات الطـب والفلك و غـير ذلك هذه تـخرصات بشـر , تـخطئ وتصـيب فلا تُـجعَل تـفسيرا للقـرآن , ويـقال هذا مـراد الله عـزوجـل ثـم بعـدين يقولون لا النظرية مـا هي بصحيح ويصـير تلاعـب في كلام الله عـز وجل لا النظريات ما تجعل تـفسيرا للقـرآن , ما تـجعل تـفسيرا للقرآن أبدا ,وهذا من القول على الله بلا علم , وهي مـحل للنـقض ومـحل للإبـطال ولذلك تـجدهـم يثبتون اليوم شيء وبعد يوم ينـفونه تبين لهم خـلافه لأنـها نـظريات بشرية. رقـم الفتـوى : 8607
د-)هل يدخل في إعجاز القرآن ما يسمى الآن بالإعجاز العلمي؟
مـا أدري الإعجـاز العلمي هذا مـن عـمل البـشر , يخـطئ ويـصيب , نـظريات طبية أو فـلكية قالهـا نـاس , قد يخـطئون ويـصيبون فلا نـجعلها تفسيرا للقرآن الكـريم , ثـم يأتي مـا ينقـضها ومـا يكذبها ويبطلـها ثم يقول : القرآن ما هـو بصحيح , لأن هذه ما صارت صحيحة هذا من كلام البـشر وعـمل البـشر والقرآن لا يـفسر إلا بوجوه التـفسير المعروفة :
أولا : يـفسر القرآن بالقرآن .
ثانيا : يفسر القرآن بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
.ثالثا : يفسر القرآن بأقوال الصحابة الذين تتلمذوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعـرفوا تفسير القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : يفسر القرآن بأقوال التابعين الذين تتلمذوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتلقوا التفسير عـنهم وهـم تلقوه عـن الرسول صلى الله عليه وسلم .
أمـا كلام النـاس ومـا يسمونـه بالإعجـاز العلمي كل هذه تـخرصات لا دليل عليها , هذه مـثل الإسرائيليات لا تـجعل تفسـيرا لكلام الله عـز وجل
رقم الفتوى : 888 مصدر الفـتاوى : مـوقع الشيخ -حفظه الله-/أرشيف الفتاوى
5- الشيـخ عـمر بازمـول -حـفظه الله- :
قال الشيخ –حفظه الله -في شرحه لمـقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير تحـت قول شيخ الإسلام ابن تيـمة –رحـمه الله -:
(( ولا تنقضي عجـائبه))
((.. وبعض الناس يتوسع في هذه القضية فإنه يتجرأ في تحميل القرآن ما لا يحتمل من قضايا العلم الحديث مرتكزاً في ذلك على قضية ( لا تنقضي عجائبه أو لا تفنى عجائبه ) ، والتفسير العلمي للقرآن : هو من باب التفسير بالرأي لا يُقبَل إلا إذا توفرت فيه الشروط الخمسة السابقة[ص:13] ، فبعض الناس يأتي ويُدْخِلُ في تفسير الآية ويُحَمِّلُها من المعاني العلمية ما يتنافى مع السياق والسباق أو ما يخالف مخالفة تضاد ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة أو ما يَخْرُج باللفظ عن دلالته اللغوية، فهذا تفسير بالرأي المذموم و لا يغير واقعه شيئاً أن يقال: إن القرآن (لا تنقضي عجائبه) لأني أقول: نعم لا تنقضي عجائبه ولكنه ليس كتاب علم وليس كتاب جغرافيا ولا كتاب هندسة ولا كتاب طب ولا كتاب جيولوجيا ولا كتاب فلك ولا كتاب أحياء ، هو قرآن كتاب هداية وإعجاز لا تجد فيه خللاً، واستنباط ما فيه بالرأي يشترط في قبوله الشروط السابقة في قبول التفسير بالرأي، ومنه التفسير العلمي! وتناول القرآن على هذا الأساس بهذه الحيثية لا بأس به؛
مثلاً قوله تعالى :{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ}[ الرحمن : 20] هذا إشارة إلى حقيقة علمية : أن في ملتقى الأنهار مع البحار برزخ أي : حاجز وفاصل – يقولون في العقيدة : الحياة البرزخية يعني التي تفصل بين الدنيا والآخرة – نقول : هنا حقيقة علمية أشار الله إليها أن ما بين مصب ماء النهر وماء البحر برزخ فاصل بين المائين ، نعم الآن العلم الحديث أثبت هذا الحمد لله ، هذه قضية أوردها الله عز وجل في ثنايا الآية من باب الامتنان وإنعامه على الناس وبأنه وحده مستحق أن يُعبد دون سواه . وليس باللازم أن كل حقيقة علمية أو كل معلومة علمية تجد لها في القرآن أصلاً ، لا ، القرآن لم يوضع لهذا .
إذاً قضية (لا تفنى عجائبه أو لا تنقضي عجائبه) هذه القضية مضبوطة في التفسير العلمي بشروط قبول التفسير بالرأي الخمسة، إن لم تتوفر يكون هذا التفسير تفسير بالرأي الباطل المذموم ، إذاً (لا تنقضي عجائبه) لمن استعمله على الأصول العلمية المعتبرة عند أهل العلم. هذا هو المقصود بقوله : "لا تنقضي عجائبه"، فليست القضية متروكة هكذا بدون قواعد وبدون ضوابط ، يأتي الإنسان ويُحمِّل القرآن أموراً وأشياء ومعان هي ليست من دلالة لفظه أو هي ليست مما يناسب سياق الآية أو هي مما يخالف ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة مخالفة تضاد ، هذا خطأ ولا يصح الارتكاز على قضية "ولا تنقضي عجائبه".
وصـلّى الله وســلم وبارك على نـبينا مــحمد وعلى ألـه وصحبه أجـمعين[/align]