مقالة مهمة جدا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2025 - لشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية > قسم الفلسفة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقالة مهمة جدا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-30, 13:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بن عرفة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية بن عرفة
 

 

 
إحصائية العضو










New1 مقالة مهمة جدا

على أي أساس تقوم الأخلاق ؟
و هل القيمة الخلقية نسبية أم مطلقة؟

مقدمة / إذا تأملنا تصرفات الناس ، نجد أن كل واحد من أفراد المجتمع يتصورالخير و الشر من زاوية مختلفة ، فما يراه العض خير و فضيلة ، يراه آخرون شر و رذيلة، فندرك أن هناك مشكل في الأخلاق يستدعي منا البحث و التأمل ، و لا يمكن أن نكونتصور واضح عن هذا المشكل الا بالنظر الى مواقف الفلاسفة : فهل القيمة الخلقية نسبيةمتغيرة أم مطلقة ثابتة ؟

طرح القضية الاولى / القيمة الخلقية نسبية و متغيرةلأن أساسها المنفعة و المجتمع و كلاهما متغير و نسبي
الأساس النفعي ( مذهباللذة) / مصدر القيمة الخلقية (المنفعة) بمعنى أن الخير هو اللذة و الشر هو الالم والعبرة بالنتائج و ليس بالمبادئ ، و الدليل على ذلك واقعي حيث أن الناس يميلون الىاللذة و ينفرون من الألم بحكم طبيعتهم ..يقول أرستيب القورينائي Aristippe (435-355) مؤسس مذهب اللذة ، (اللذة صوت الطبيعة )، و يجب الحصول عليها بكل الطرق ،و أن إشباع الغرائز ضروري لأنها المحرك الأساسي للأفعال الإنسانية
أبيقــــورEpicure يرى أن الخير في سكينة النفس ، فهي أفضل و أولى لأنها دائمةيمكن إحياؤها في الذاكرة كل مرة و هكذا نكون سعداء رغم ناء أجسامنا ، مثل لذةالمعرفة ، و المطالعة ، و المحبة و الصداقة ، و يدعو الى اجتناب اللذات التي تنتهيبألم ، مع قبول الألم الذي يؤدي إلى لذة
بنتــــام Benthame حول اللذة إلىالمنفعة العامة ، فوضع بذلك مسلمتين للفعل الأخلاقي ، مسلمة فردية تقول بأن لكل فردالحق في الحكم على لذته ، و مسلمة جماعية تقول أن اللذة اذا اتحدت شروطها أصبحتواحدة بالنسبة للمجتمع ، فربط بنتام بين خير الفرد و خير الجماعة .و وضع سبعة أبعادلقياس اللذة و هي الشدة المدة النقاء الخصب القرب اليقين الامتداد أي شمول اللذةلأكبر عدد من الناس
نفس المبدأ يدافع عنه ج س ميل J.S.Mill فالمنفعة هي المبدأالاخلاقي الذي يفضي الى تحقيق أكبر سعادة ممكنة ، فالخير ما هو نافع لنا و لغيرنا (المنفعة المتبادلة). كما اهتم ميل Mill بنوعية اللذات لا كميتها يقول " من الأفضلأن أكون إنسانا شقيا من ان أكون خنزيرا متلذذا" و ما دانت المنفعة متغيرة و مختلفةمن شخص لآخر كانت القيمة الخلقية نسبية
الأساس الاجتماعي / إن أساس القيمالخلقية هو (المجتمع) ، فالخير ما يتماش مع العرف الاجتماعي ، و الشر ما يتنافى معه، هذا ما تراه المدرسة الوضعية مع اميل دوركايم ،E.Durckeime و ما يدعم هذا الموقفهو أن الفرد كائن اجتماعي بالطبيعة ، لا يستطيع العيش خارج الجماعة فهو بمثابةالجزأ من الكل ، انه مدين للمجتمع بكل مقوماته النفسية و العقلية و السلوكية ،يتأثر ببيئته ، و يتصرف حسب الجماعة التي ينتمي اليها فلولا الغير لما كان بحاجةالى أخلاق .
إن الطفل يكون فكرته عن الخير و الشر بالتدريج اعتمادا على أوامر ونواهيأفراد مجتمعه ، سواء في الاسرة او المدرسة يقول دوركايم " عندما يتكلم ضميرنافان المجتمع هو الذي يتكلم فينا " بمعنى أن الضمير الفردي ما هو الا صدى للضميرالجمعي . و على هذا الأساس لا يمكن للفرد ان يبتكر لنفسه قيما و أخلاقيات بل يأخذهاجاهزة من المتجر الاجتماعي كما يأخذ ملابسه من النحل التجاري ،
و يرى ليفي برول L.Bruhl أن الأخلاق ظاهرة اجتماعية ، تنضم العلاقة مع الغير و تمنح قوانينها للفردبواسطة التربية ، و الخير و الشر يتحددان بمدى اندماج الفرد في الجماعة أو عدماندماجه فيها . فالاندماج هو مقياس الخير ، وعدم الاندماج هو مقياس الشر . و بما أنلكل مجتمع عادات و تقاليد و نظم خاصة كانت القيمة الخلقية أيضا نسبية و متغيرة
النقـــــــد/ رغم أن الناس تدفعهم طبيعتهم النفعية الى وضع المصلحة فوق كلاعتبار غير أن هذا ليس مبررا كافيا يجعل المنفعة مقياسا للسلوك الأخلاقي ، كونهاخاصية ذاتية تختلف باختلاف الميول و الرغبات ، فاذا خضع الناس لها اصطدمت مصالحهمبعضها البعض ، و عمت الفوضى في المجتمع فما ينفع البعض قد يضر بالبعض الآخر ، و ليسكل شيئ فيه لذة خير بالضرورة

للمجتمع تأثير في الفرد ، لكن هذا لا يعني أنكل ما يقوله المجتمع أخلاقي بالضرورة ، و الا كيف نفسر لجوء المصلحين إلى تغيير مافي مجتمعاتهم من عادات بالية و قوانين جائرة ، و كيف نفسر اختلاف أفراد المجتمعالواحد في أخلاقهـــــــــــــــــم.

طرح القضية الثانية / القيمة الخلقيةمطلقة و ثابتة لأن أساسها العقل و الشرع
*
الأساس العقلي / ان أساس القيمةالخلقية هو العقل ، فالخير ما يتطابق مع أحكام العقل ، و الشر ما يخضع لحكم الغرائزو الشهوات العمياء ، و يتعارض مع الواجب . قال أفلاطون " Platon ( الفضائل ثلاث: الحكمة فضيلة العقل ، و العفة فضيلة القوة الشهوانية ، و الشجاعة فضيلة القوةالغضبية ) و الحكمة رأس الفضائل كلها لأنها تحد من طغيان الشهوة و تلطف الغضبية ، واذا خضعت الالقوة الشهوانية للغضبية ، و الغضبية للعقل تحقق في النفس الانتظام والتناسب و يسمي أفلاطون حالة التناسب هذه بالعدالــــة.
و ذهب الفيلسوفالالماني كانط Kant الى تقدير الفعل من خلال مبادئه و نيّة فاعله ، فالخير ما يسيربمقتضى الواجب الذي يمليه الضمير ، و يكون نابعا من الارادة الخيرة و الشر مايتعارض مع الواجب يقول ( أن القيمة الخلقية للفعل تكمن في مبدأ الارادة الخيرة ،بغض النظر عن ما ينتج عن الفعل من كسب أو خسارة ) : ، لذلك ميز كانط بين نوعين منالأوامر : الأمر الشرطي ، المرتبط بالمنافع ، فيفقد بذالك قيمته الخلقية كأن نقولقل الصدق حتى يثق فيك الناس ،. و الأمر المطلق (القطعي) المنزه من كل مبدأ نفعي ، والمستجيب لصوت الضمير يحمل الخير في ذاته كأن نقول كن صادقا . أو كن أمينا ، هوالواجب من اجل الواجب و لا يتغير مع النتائج ، إذ لا يعقل أن يصبح ذات يوم الصدق شر، و الكذب خير ، أو تصبح الأمانة رذيلة و الخيانة فضيلة ، فالأخلاق مبادئ ثابتة ومطلقة و عليه وضع كانط ثلاثة قواعد للسلوك الأخلاقي :
ا- قاعدة التعميم : إعملكما لو كان عملك قانونا عاما فالبعض مثلا يرى في الكذب منفعة ، لكنه لن يكون أبداسلوكا أخلاقيا ، كونه لا يصلح للتعميم ، فاذا كنا نرفض الكذب علينا ، فمعنى ذلكلأنه لا ينبغي علينا أن نكذب حتى و لو كان الكذب في صالحنا . نفس الشيئ بالنسبةلجميع الأفعال
ب- قاعدة الغائية / اعمل و كأنك تعامل الإنسانية في نفسك و غيرككغاية لا مجرد وسيلة ، فالواجب يأمرنا أن لا نجعل الانسان مهما كانت صفاته مجردأداة لتحقيق مصلحة ، فالشخص الذي يعطي وعودا كاذبة يتخذ الآخرين مجرد وسائل من أجلتحقيق رغبات و منافع معينة من غير أن يلتفت الى أن لهم حقوقا بصفتهم كائنات عاقلةيقول كانط( لو كانت سعادة البشرية متوقفة على قتل طفل بريئ لكان قتله سلوكا لاأخلاقيا )
ج- قاعدة التشريع / اعمل بحيث تكون إرادتك الحرة المشرعة للقانونالأخلاقي في جمهورية العقلاء ، و هذا يعني أن الواجب يقتضي منا أن نجعل من أفعالنامثالا يقتدى به ، و قانونا نؤسسه بإرادتنا لأنفسنا و لغيرنا باعتبارنا كائنات حرة وعاقلة ، اننا ندرك بعقلنا و نور ضميرنا لا بحكم اللذة و المصلحة أن الصدق و الإخلاصو الوفاء واجبات كونها أفعال خيرة في ذاتها و عند الالتزام بها نكون قد جعلناهاقانونا أخلاقيا .

الأساس الشرعي . ان أساس القيمة الخلقية هو الشرع . قالتعالى في سورة النحل ( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيئ و هدى و رحمة و بشرىللمسلمين) فالخير إذن ما يستجيب لأوامر الشرع ، و الشرع ما يخالفها يقول الاشاعرة وهم أتباع ابي حسن الأشعري :الحسن ما حث الله عليه و رغب فيه ، و القبح ما نهى اللهعنه و رهب منه . إذن الخير و الشر يوجبهما الشرع لا العقل كما ادعت المعتزلة ،فالعقل بحكم قصوره و ضيق معرفته ، لا يستطيع الاهتداء الى الحق لوحده فكان لا بد أنيعتمد على الشرع قال تعالى في سورة الحشر ( و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنهفانتهوا) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( تركت فيكم امرين ما ان تمسكتم بهمالن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و سنتي ) و ما دامت ارادة الله مطلقة ، و الرسولالكريم بعث للناس كافة ، و الاسلام دين يصلح لكل زمان و مكان كانت القيمة الخلقيةمطلقة و ثابتة و لا اختيار لإرادة الإنسان أمام الإرادة الإلهية

النقد / لاينكر أحد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير ، و اجتناب الشر ، لكن تجريد الفعلمن كل غاية أو منفعة قد يجعله جافا , غير مرغوب فيه ، فأخلاق الواجب مثالية للغاية، و صورية ، تهتم بالمبادئ المطلقة دون المعالات الخاصة ، لذلك لا يمكن للانسانالعادي الذي يتفاعل مع واقعه ، و تحركه الدوافع و الغايات أن يعمل بها ، و يرىالفيلسوف الالماني شوبنهاور و هو أحد تلامذة كانط( ان الواجب الكانطي قانون سلبي ،يصلح لعالم الملائكة لا لعالم البشر)
النقد/ ان الشرع لم يلغ أبدا دور العقل فياستنباط الاحكام ، فهناك كثير من المسائل تظهر مع تطور الحياة الاجتماعية و العلميةتحتاج الى اجتهاد الرأي ، ووجود علم الفقه أحسن دليل على ذلك ، و في الاجتهاداختلاف و صدق نسبي .

التركيب / رغم اختلاف الفلاسفة في تحديد المعايير التيندرك بها الخير ، نرى أن هناك تكامل بنها ، فكلما وفق المرء بين مطالبه النفعية ، واحكامه العقلية و ما يقرره المجتمع من قوانين و قواعد سلوكية ، و ما أمر به الشرع وما نهى عنه ، كان صاحب هذا الفعل أكثر خلقا من غيره

الخاتمة/ و حل المشكلة : إنطلاقا من هذا التكامل في الأسس التي تبنى عليها القيمة الخلقية يمكن القول أنالأخلاق في مبادئها مطلقة وة ثابتة ، و في المعاملات تكون نسبية و متغيرة حسبالمقتضيات .و أن تبق ارادة الخير هي المسيطرة على جميع أفعالنا


أتمنىأن تفيدكم - بالتوفيق إن شاء الله









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مهمة, مقالة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc