على أسوار القدس.. دمعة تغتصب شبه بسمة في عجل....
مرت على باب اللّيل..على باب السجن..على باب يلبس وجه الدهر مقلوبا...على لون الحزن ...وهذا الكفن الممدود بلا ملل ...أشلاء وطن يكتبه الجليد..هناك خلف السور..تلتقي النهايات..على ألحان وتر معطل في الغيتار... على حرف محذوف قصرا من الأبجدية...
على المدينة ..مدينة القدس..مرت غيمة باردة مرتعشة ..من بخار الدمع بين الأسوار ..يحتضر فيها الشوق للصلاة ..ينزف الزهد إلى الحب..بين أشواك منفى متمهل الخطى ..يحرقه برد ...شتاءات الهزيمة..والخطايا المتحفزة في الصدر..
خلف الأسوار ..أعتاب فجر بوجه المساء..تتقطع فيه فوهة الوقت...تمر الغيمة على الجرح المحفوظ على الخزف .. بين جدران المساجد المهجورة ..وفسيفساء الكنائس المغلقة..في القدس جسد لم يبقى فيه موطىء هزيمة ..للطعن أو السفه أو الحرق...ما ترك فيه وجها لم يحرق العار بسمته .. دفن بين تجاعيده الممتدة طولا كل مواويل الذاهبين إلى الحرب ..في تابوت قصاصات ورقية صفراء من تميمة صلاح الدين ...في أرض البكاء...
على الأسوار المبعثرة بين خطوات التاريخ والجند..والرؤوس المنكّسة أمام الخوذات والحراب..الصلاة المقطوعة في المساجد ..يمتصّها باب النسيان مع عتبة المقدّسات ... تشي العيون ميعاد الموت....هذه أشلاء وطن ..تكتبه النكبات....