دموع الفرقة

[احمد سعدون]

دمــوع الفـرقــــة

من أعمــاق نفـــس باكيــة و قلــب جريـــح ، و مواســـاة لنفســي و ذوي الفقيــد الأستـــاذ/
مغــزي حسين بن الحاج ، أعرض هذه الرثائية إلى كل من ذرف دمعة حزن و ألم من ذويه
و أصدقائـــه بمدينــتي الدوســـن و سيــدي خالــــد /

بسـم الله ابديت باسمــك ذ المطلــع *** و نتـرجـى مفتــاح صبــرك يا مطـاع
رافع راســي ليك و اعيونـي تدمــع *** و لا غيــرك محـال يشفيلـي لوجــاع
موت الزهـدة ياك بالطبــع اتزعـزع *** و حيـن ان تاتي ياك تتخالف لسمـاع
عدت انكـذب يا اخـوانـي مـا نسمـع *** و انصبــر في الباكيــة ساعة لـوداع
لا راحــة لا نــوم لا هـاجــع يهجــع *** و لا رداد ايردلــي الكنــز اللي ضـاع
و الحرة في الــدار بالصوت اتفـزع *** الليــل و ما طــال تبكـي بكي اصـداع
قالـت ولـدي غـاب ما عادش يرجـع *** قمر اتمسى كان في الظلمة شعشـاع
قـمــر اسمايــا في ظلامي ما يسطع *** و ما نحسب محــال يغــرب عني ڤاع
من خـبـــر الحسيـــن قلـبـي يتقـطع *** خـبـر ايهـول كي وصلني جـا زعزاع
خارج ذاك اليـوم في المشية يسـرع *** قاصــد شفــر الـــواد و اولادو تبـاع
شـور النخلـة الشــادة باغـي يرتــع *** لايــح ظهـرو شـورها و الحد اقطـاع
ثـار و عـيـط قــال يا ولــدي وســع *** جــات النخلــة رايبــة عنــو بشــراع
قطعــت نحبــو ثــم في رمشـة ودع *** عـشــى راقــد دونهـا و احنــا فجــاع
شمــل الأمــة ماج كامــل و ازربــع *** و اتفــرق عن كل جيهــة في لوساع
و اتعــالات اصـوات و اخبار اتروع *** منظــر ذاك اليـــوم قطعــني تقـطـاع
بكــى قــاع الناس صبيــان و رضـع *** زادو حــزن الباكيـــة ضـر و تجراع
و اعيــون الحــرات بالدمعــة تفـرع *** تلهـب نعت اجمار في الخد و لصباع
جرحــوني بسهــام مشحــوذة تقطع *** وسـط احشايــا جاتنـي رميـة بخـداع
هــذا حــال الفـانيـــة مـــرة تخـــدع *** مــن يامنهــا ياك تغــريــه بلطـمـــاع
ما تكفـيـــه اكنــوزهـــا ما يسقـنــع *** لـو يكنـــز ذ المــال بالكيلة و الصاع
و يعـشــي مفـتــون بيهـــا متــولـع *** و مـن ذ الدنيــا يـاك يـدي نص ذراع
لا حيـلــة لا جــاه لا مــالـــو ينفـــع *** و لا هـربــة لا ويــن يجنـي ماذا بـاع
يحصــد ما خلاه في الدنيــا و ازرع *** واليـــالــي و أيـــام عــداهـــا نـــزاع
يصـفـــى دار الحــق ثـــم يـتـــورع *** مــا ينفـــع سمـــاح حتـى و لـو طاع
يــا رب بجــاه مــن جـــا مـشــفـــع *** طـــه و المنـــزول صـبــر اهلــو ڨاع
و ارفق بالمرحوم في ذاك المضجع *** عنـو كي يضيــاق في الظلمة يوساع
فــي جـنــة رضــوان فيهــا يتمتــع *** يــاك انــت رؤوف بيـنــا يــا مــطــاع
و الشاعــر سعــدون بالدمـع ايوقع *** يخـتــم هـاذ القــول و ادمـوعـو تباع

الشاعر: أحمد سعدون

مدينة سيدي خالد – ولاية بسكرة/