'فلسطين: تاريخ شخصي' لكارل صباغ استعادة عالم تحاول اسرائيل طمسه

[المعزلدين الله]

'فلسطين: تاريخ شخصي' لكارل صباغ استعادة عالم تحاول اسرائيل طمسه
سميرة عوض

25/11/2009

عمان- 'القدس العربي' على الرغم من أن كتاب 'فلسطين: تاريخ شخصي' هو قصة عائليّة، إلاّ أنّه يكشف خفايا في المأساة الفلسطينية لا تتحدث عنها التواريخ الرسمية. كما يكشف الكثير من زيف الادعاءات اليهودية على الأرض، لا سيما ما يتعلق منها بتاريخ الناس العاديّين وتأثيرها على مصائرهم. وهذا ما كشفه مؤلف الكتاب الكاتب والإعلامي البريطاني- من أصل فلسطيني- كارل (خليل) صباغ في لقاء حول مؤلفه الصادر حديثا 'فلسطين: تاريخ شخصي' Palestine: A Personal History. وذلك في إطار سلسلة لقاءات نادي منتدى الفكر العربي في العاصمة عمان، حول ثمار المطابع، أدار اللقاء عضو المنتدى د.هشام الخطيب.
يكشف صباغ في هذا الكتاب، من خلال تاريخ عائلته الشخصي منذ عهد ظاهر العمر (في فلسطين في القرن الثامن عشر)، سخافة ادعاء إسرائيل بأن فلسطين كانت أرضًا بلا شعب. ويتحدَّث في أحد فصول الكتاب عن أن جده كان محاميا في طولكرم، وأن أقرباء له كانوا من رجال الأعمال والتجار، وكانت هنالك صلات اجتماعيّة وحضاريّة بين فلسطين والمشرق العربي.
وكان صباغ أنجز كتابه عام 2006 مستفيدا من تاريخ فلسطين منذ القرن الثامن عشر، والتقاطعات بين تاريخ عائلته الشخصي، التي كانت من أبرز العائلات المسيحية في المجتمع الفلسطيني في الجليل طوال تلك الفترة، واستقروا في بلدة صفد على الأقل من بداية القرن التاسع عشر، ويتضمن الكتاب وصفا ينتقد الاستيطان الصهيوني، واستيلاء اليهود على فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين.
ويصور في فصل آخر مراحل من تطور المجتمع العربي الفلسطيني في البلدات والمدن، مع ما رافق ذلك من حياة ثقافية وسياسية متطورة أيضا. ويشير إلى العلاقات الجيدة بين الكثيرين من العرب واليهود قبل عام 1948.
ودعا صباغ إلى الاعتناء بالحياة الشعبية والثقافية في فلسطين، مقترحا تأسيس متحف للتراث الفلسطيني وللشعب الفلسطيني في مدينة غربية، مثل واشنطن، ومتحف آخر لفترة الانتداب البريطاني في فلسطين، لما في ذلك من تعريف بهذا التراث الذي تحاول إسرائيل طمسه. كما دعا الأسر الفلسطينية للمساهمة بما لديها من مقتنيات تراثية ووثائق بهدف تحقيق هذه الفكرة، وأن يراسله من يرغب في المساهمة على بريده الإلكتروني - البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -.
ويذهب كارل صباغ إلى أن المشكلة بين الطرفين هي مشكلة سياسية وليست من نوع آخر. وقد بدأت مع قدوم الصهيونية وادعائها بأن أرض فلسطين لها. ويوضح صباغ أن الفلسطينيين في ذلك الحين كانوا يعانون انشقاقات فئوية، ولم يكن لدى قيادتهم خطة إستراتيجية للمواجهة، ولا قيادة عسكرية موحدة، وأن الإسرائيليين استغلوا الأوضاع لتشويه الحقائق عن حرب 1948، كما تبين كتابات بعض المؤرخين الإسرائيليين.
وكان صباغ ذهب إلى فلسطين عام 2004، وتحديدا إلى المدينة التي عاشت عائلته فيها: صفد، حيث وجد البيوت العربية احتلها المهاجرون اليهود، والنقوش العربية فوق الأبواب قد شوهت لتغيير المعالم وتمويه الحقائق.
وجرى في نهاية اللقاء حفل توقيع لكتابه 'فلسطين: تاريخ شخصي'، الصادر باللغة الانجليزية عن Atlantic Books ويقع في 366 صفحة.
وكان أمين عام المنتدى د.همام غصيب رحب في بداية اللقاء، بالكاتب صباغ، منوّهًا بأهمية منجزه في إبراز الحقائق المتعلِّقة بالشعب الفلسطينيّ وقضيّته، ومشيرا إلى أن اللقاء يُصادف الذكرى الرّابعة والثمانين لميلاد مؤرِّخ بيت المقدس المرحوم أ.د.كامل العسلي، وأن لجنة الإصدارات والنشر لاحتفاليّة الأردن بالقدس عاصمة للثقافة العربيّة 2009، التابعة لوزارة الثقافة، التي يترأسها د.همام غصيب أعدت العدة بهذه المناسبة لإصدار مجموعة مؤلفاته، ما طبع منها سابقًا وما لم يطبع، تكريما لجهوده العلمية التي قام بها على مدى سنوات طويلة. وسنرى ثِمار هذه الجهود في وقتٍ قريب.
ويذكر أن والد كـــارل صباغ، واسمه عيسى خليل، كان مذيـــعا في القسم العــــربي في إذاعـة BBC، أما والدته باميلا فهي بريطانية الجنسية.
وكارل صباغ هو كاتب ومنتج تلفزيوني لديه ربع قرن من الخبرة في وصف الأحداث والموضوعات المعقدة للجمهور.
وقد تنوعت برامجه الإذاعية وتلفزيونية لتشمل الفيزياء والطب وعلم النفس والفلسفة، والتكنولوجيا، والانثروبولوجيا.
أصدر كارل العديد من المؤلفات ومنها: الجسم الحي (1984، مع كريستيان برنارد).
ناطحة سحاب (1989)، السحر أو الطب (1993)، مع روب بوكمان)، القرن 21 النفاثة (1996)، السلطة في الفن (2000). تذكر طفولتنا: كيف تخوننا الذاكرة (2009)، وغيرها.