![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
ما الحكمة في تشبيه المؤمن بالشجرة الطيبة والكافر بالخبيثة؟
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "وإنَّ مِن أعظم دلائل الإيمان التي اشتمل عليها القرآن ضربَ الأمثال التي بها تتّضح حقيقتُه، وتستبينُ تفاصيلُه وشعبُه،وتظهرُ ثمرتُه وفوائدُه.والمَثَلُ هو عبارة عن قولٍ في شيء يُشبِه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة لتبيين أحدهما من الآخروتصويره، ولا ريب «أنَّ ضربَ الأمثالِ مما يأنسُ به العقلُ، لتقريبها المعقول من المشهود، وقد قال تعالى ـ وكلامه المشتمل على أعظم الحِجَج وقواطع البراهين ـ: ï´؟وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَï´¾ [العنكبوت: 43]، وقد اشتمل منها [أي القرآن] على بضعة وأربعين مثلاً، وكان بعضُ السلف إذا قرأ مثلاً لم يفهمه يشتدُّ بكاؤُه ويقول:لست من العالِمين»[الكافية الشافية لابن القيم (ص:9).] .وكان قتادة يقول: «اعقِلوا عن الله الأمثال»[ رواه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور للسيوطي (5/26).]" ( من كتاب:تأملات في مماثلة المؤمن بالنخلة. للشيخ عبد الرزاق بن عبد محسن العباد) •ما الحكمة في تشبيه المؤمن بالشجرة الطيبة والكافر بالخبيثة؟ ورد في الكتاب والسنة تشبيه الإيمان ونمائه في قلب المؤمن وأثره في توحيد العبادة لله بالشجرة الطيبةفي نموها ونفعها وعطائها، السنة تحدد لنا نوعية الشجرة التى ضرب الله بها المثل في القرآن:قال تعالى في كتاب العزيز: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}إبراهيم:ظ¢ظ¤/ظ¢ظ§. قال الامام البخاري رحمه الله حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ان من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها وانها مثل المسلم حدثوني ما هي؟ قال :فوقع الناس في شجر البوادي.قال عبد الله: فوقع في نفسي انها النخلة ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة)) وروى البخاري من طريق محارب بن دِثار: سمعت ابنَ عمر يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل شجرة خضراء، لا يسقط ورقها ولا يتحاتُّ. فقال القوم: هي شجرة كذا، هي شجرة كذا، فأردتُ أن أقول هي النخلة ـ وأنا غلام شاب ـ فاستحييت، فقال: هي النخلة» 1-أصلها ثابت قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍأَصْلُهَا ثَابِتٌ... بما تقدّم يُعلم أنَّ الإيمان شجرةٌ مباركة عظيمةُ النفع غزيرةُ الفائدة كثيرةُ الثمر، لها مكان خاص تُغرس فيه، ولها سقيٌ خاص، ولها أصل وفرع وثمار.وكذلك شجرة الإيمان: للنخلة جذور قوية متينة تجعلها ثابتة==وكذلك الإيمان في قلب المؤمن له جذور قوية تثبته وهي: العلم والحب والصدق واليقين والانقياد والقبول والإخلاص (وهي شروط لا إله إلا الله)العلم:وأهم ما يحويه هذا الجذر هو:أركان الإيمان الستة محل النخلة الأرض الطيبة==كذلك محل الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله ) هوالقلب الطيب السليم 2-علو فرعها قال تعالى:{وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ...} وهذا وجه آخر من أوجه التشابه بين المؤمن والنخلة..كما أن فروع النخلة عالية مرتفعة فكذلك إيمان المؤمن يرتفع ويزيد..سئل الإمام أحمد رحمه الله عن زيادة إيمان ونقصانه فقال: «يزيد حتى يبلغ أعلى السموات السبع، وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع » رواه ابن أبي يعلى في الطبقات (1/259). قوله صلى الله عليه وسلم (وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله) رواه مسلم قال تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصالِحُ يَرْفَعُهُ}فاطر:10 يتبع إن شاء الله الرجاء عدم الرد على الموضوع حتى يكتمل 3-تؤتي ثمرها كلَّ حين {...تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25} ابراهيم أنَّ النخلةَ كما أخبر الله ï´؟تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍï´¾ والأكل الثمر، فهي تؤتي
ثمرها كلَّ حين ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاءً إمّا تمراً أو بُسراً أو رُطَباً.وكذلك المؤمن يصعد عملُه أوّل النهار وآخره، قال الربيع بن أنس: ï´؟كُلَّ حِينٍï´¾: «أي كلّ غدوة وعشية؛ لأنَّ ثمر النخل يؤكل أبداً ليلاً ونهاراً وصيفاً وشتاءً، إمّا تمراً أو رطباً أو بُسراً، كذلك عمل المؤمن يصعد أول النهار وآخره» «وبركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرّة في جميع أحوالها، فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك يُنتفع بجميع أجزائها حتى النَّوى في علف الدوابّ والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى، وكذلك بركة المسلم عامّة في جميع الأحوال، ونفعُه مستمر له ولغيره حتى بعد موته»
آخر تعديل عمي صالح 2018-11-20 في 17:54.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() 4-حلاوة طعم ثمرها
كما أنَّ لطعم ثمر النخلة حلاوة فكذلك الإيمان له حلاوةلا يذوقها إلا من صح إيمانه عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (...وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ...) جزء من حديث في صحيح مسلم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() 5-النخلة لا تبقى حيّةً إلاّ بمادة تسقيها
أنَّ النخلة لا تبقى حيّةً إلاّ بمادة تسقيها وتنميها،إذا حبس عنها الماء ذبلت، وإذا قطع عنها تماماً ماتت، وهكذا الشأنُ في المؤمن لا يحيا الحياة الحقيقية إلاّ بسقي من نوع خاص، وهو سقيُ قلبه بالوحي، قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعِلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾ الشورى: 52، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وِلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ الأنفال:24 |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() 6-النخلة إن لم يتعهدها صاحبها أوشكت أن تهلك وكذلك للقلب أمراض وآفات قد تهلك شجرة الإيمان وأخطر أمراض القلب هي أمراض لا يتألم بها صاحبها في الحال:مرض الشبهات والشهوات مرض الشبهات : هو ما يفسد به تصور العبد للحق، بحيث لا يراه حقًّا أو يراه على خلاف ما هو عليه أو ينقص إدراكه له وهي أخطر أمراضالقلوب وأصعبها وأقتلها للقلب ومنشأها الجهل أمرض الشهوات: هي فساد يحصل للقلب تفسد به إرادته للحق، بحيث يبغض الحق النافع، ويحب الباطل الضار، ومنشأها الهوى، فإن الإنسان يعرف الحق لكن لا يريده؛ لأن له هوى مخالفا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. المؤمن إذا لم يتعهد إيمانه نقص وقد يموت بسبب هذه الأمراض قال صلى الله عليه وسلم : "مثلُ الَذِى يَذْكُرُ رَبَهُ وَالَذِى لاَ يَذْكُرُ مَثل ُالْحَيِ وَالْمَيِتِ" (البخاري) فهكذا شجرة الإسلام في القلب، إن لم يتعاهدها صاحبها في سقايتها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح، ودوام التذكر والاعتبار والتفكر أوشكت شجرة الإيمان أن تيبس، فالإيمان يزيد وينقص، والغرس إن لميتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك... ومن هنا يمكن أن ندرك شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله تعالى به من العبادات على مدار الأوقات، لتبقى مستمرة في سقاية شجرة التوحيد والإيمان.يتبع إن شاء الله الرجاء عدم الرد على الموضوع حتى يكتمل |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() 7-ومن أوجه الشبه: فيما رواه الطبراني في المعجم الكبير والبزار من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: «مثلُ المؤمنِ مثلُ النخلةِ ما أخذتَ منهَا مِنْ شيء نفعكَ»شجرة “النخلة“ شجرة مباركة تكاد لا تُحصى منافعها وسنعرض بعض منها : لنعلم أن المؤمن الحق لا يمكن أن يقل عطاؤه ونفعه عن هذه الشجرة الطيبةومن منافع النخلة: 1-الرطب 2- وفرة تمورها كما ونوعا 3-الجمار:قلب النخيل حلو 4- سخاء النخلة يبقى حتى بعد موتها فيستفاد من كل جزء من أجزائها |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() 8-ومن أوجه الشبه سخاء النخلة ومنافعها كثيرة جدا ومنها -الزيوت: -ومن سعفها ينتج كثير من أشياء النافعة: وعلى جذعها تقام البيوت أنَّ النخلة لا يتعطّل نفعها بالكليّة أبداً، بل إن تعطلت منها منفعة ففيها منافع أخرى، حتى لو تعطّلت ثمارها سنة لكان للناس في سعفها وخوصها وليفها وكربها منافع وآراب، وهكذا المؤمن لا يخلو عن شيء من خصال الخير قط، فلا يزال خيرُه مأمولاً وشرُّه مأموناً، روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «خيركم من يُرجى خيرُه ويؤمنُ شرُّه، وشرُّكم من لا يُرجى خيره ولا يُؤمن شرُّه» |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() 9-ومن أوجه التشابه بين النخلة والمؤمن:
-أنَّ النخلةَ كما وصفها النبيّ صلى الله عليه وسلم:«لا يسقط ورقُها» قال ابن القيم معنى ذلك :« دوام لباسها وزينتها فلا يسقط عنها صيفاً ولا شتاءً، كذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافيَ ربَّه تعالى» -وأن النخلة شجرة عالية الفروع كثيفة الاوراق وذلك على مدار السنة مما يجعلها مأوى الناس وملجأهم من حر الشمس ولهيبها كذلك المؤمن هو الذي تطمئن إليه القلوم لصدقه وأمانته وهو الذي يلوذ به المظلوم لعدله وانصافه، فالمسلم يتعبد لله باكارام الضيف واكرام الجار وباغاثة الملهوف وبإعانة الضعيف... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() 10-ومن أوجه الشبه بين النخلة والمؤمن:
وأنّ النخل بينه تفاوت عظيمٌ في شكله ونوعه وثمره، وبعضه أفضل من بعض. وهكذا الشأن بين المؤمنين، فالمؤمنون متفاوتون في الإيمان، وليسوا في الإيمان على درجة واحدة﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ﴾[فاطر: 32]. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() 11-ومن أوجه الشبه
أنَّ النخلةَ كلَّما طال عمرُها ازداد خيرُها وجاد ثمرُها، وكذلك المؤمن إذا طال عمره ازداد خيرُه وحسن عمله.روى الترمذي عن عبد الله بن بُسر: أنَّ أعرابياً قال: يا رسول الله من خير الناس؟ قال: «من طال عمرُه وحَسُن عملُه» أنَّ النخلة أصبر الشجر على الرياح والجهد، ولا صبر لكثير من الشجر على العطش كصبر النخلة، فكذلك المؤمن صبورٌ على البلاء لا تزعزعه الرياح، وقد اجتمع فيه أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله، والصبر عن معاصيه، والصبر على أقداره المؤلمة، قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ﴾[البقرة: (155، |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() جزاك اله خيرا على الموضوع |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() بارك الله فيك على الاجتهاد في تنسيق الموضوع وجمع معلوماته |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
شكرا للأخ "nightingale" على المرور الطيب وعلى هذا السؤال الهام والذي هو من صلب الموضوع..
والجواب هو كما يلي: جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله في الآية: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون} قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله { مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} :شهادة أن لا إله إلا الله { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ}وهو المؤمن { أَصْلُهَا ثَابِتٌ}) يقول : لا إله إلا الله في قلب المؤمن { وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}يقول : يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء . وهكذا قال الضحاك وسعيد ابن جيبر وعكرمة وقتادة وغير واحد : إن ذلك عبارة عن المؤمن ، وقوله الطيب ، وعمله الصالح ، وإن المؤمن كالشجرة من النخل ، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت ، وصباح ومساء . وهكذا رواه -السدي عن مرة ، عن ابن مسعود قال : هي النخلة . وشعبة ، عن معاوية بن قرة ، عن أنس : هي النخلة . وحماد بن سلمة ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع بسر فقال : " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال : " هي النخلة " . وروي من هذا الوجه ومن غيره ، عن أنس موقوفا وكذا نص عليه مسروق ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وقتادة وغيرهم . حدثنا غسان ، عن حماد ، عن شعيب ، عن أنس ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع عليه بسر ، فقال : ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء . تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها فقال : " هي النخلة " ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) قال : " هي الحنظل " قال شعيب : فأخبرت بذلك أبا العالية فقال : كذلك كنا نسمع . وقوله : ( اجتثت ) أي : استؤصلت ( من فوق الأرض ما لها من قرار ) أي : لا أصل لها ولا ثبات ، كذلك الكفر لا أصل له ولا فرع ، ولا يصعد للكافر عمل ، ولا يتقبل منه شيء . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() 12-ومن أوجه الشبه بين النخلة والمؤمن:
أنَّ قلبَ النخلة وهو الجُمّار من أطيب القلوب وأحلاها، وقد مرّ معنا في بعض طرق حديث ابن عمر المتقدّم: «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجُمَّار وشرع في أكله ثم قال: إنَّ من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم». وجُمّار النخلة حلو الطعم جميل المذاق، وكذلك قلب المؤمن من أطيب القلوب حسنها، لا يحمل إلاّ الخير ولا يبطن سوى الاستقامة والصلاح والسلامة. 13-ومن أوجه الشبه: أنَّ النخلةَ سهلٌ تناول ثمرها ومتيسّر، فهي إمَّا قصيرة فلا يحتاج المتناول أن يرقاها، وإمّا باسقة فصعودها سهلٌ بالنسبة إلى صعود الشجر الطوال غيرها، فتراها كأنَّها قد هُيّئت منها المراقي والدرج إلى أعلاها، وكذلك المؤمن خيره سهلٌ قريبٌ لمن رام تناوله لا بالغرِّ ولا باللئيم. 14-ومن أوجه التشابه: أنَّ ثمرتها من أنفع ثمار العالَم، فإنَّه يؤكل رطبه فاكهة وحلاوة، ويابسُه يكون قوتاً وأُدْماً وفاكهة، ويُتخذ منه الخلّ والحلوى، ويدخل في الأدوية والأشربة، وعموم النفع به أمرٌ ظاهر، وهكذا الشان في المؤمن في عموم منافعه وتنوّع خيراته ومحاسنه. |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المؤمن, الحكمة, الطيبة, بالخبيثة؟, بالسيرة, تشبيه, والكافر |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc