ثانيًا : في السُّنَّة النَّبويَّة :
- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال : يا رسول الله، أوصني،قال : ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام... وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت)) [صححه الألبانى فى سلسلة الأحاديث الصحيحة] .
قال ملا علي القاري :
(وإذا أَسَأت فأَحْسِن. وهو يحتمل معنيين، أحدهما : أنَّه إذا فعل معصية، يحدثها توبة، أو طاعة، وإذا أَسَاء إلى شخصٍ، أَحْسَن إليه، ومنه قوله تعالى : " وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ " [فصِّلت: 34]) [مرقاة المفاتيح،لملا على القارى] .
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَن أحسن فيما بقي، غُفِر له ما مضى، ومَن أَسَاء فيما بقي، أُخِذ بما مضى وما بقي)) [حسنه الألبانى فى صحيح الترغيب] .
أقوال السَّلف والعلماء في الإِسَاءة :
- عن الحسن البصري أنَّه كان يقول : (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءةً وأَمْنًا) [رواه الطبرى فى تفسيره] .
- وقال ابن حزم : (لم أرَ لإبليس أَصْيَد ولا أَقْـبَح ولا أَحْمَق مِن كلمتين ألقاهما على أَلْسِنة دُعَاته :
إحداهما : اعتذار مَن أَسَاء بأنَّ فلانًا أَسَاء قبله .
والثَّانية : استسهال الإنسان أن يُسيء اليوم؛ لأنَّه قد أَسَاء أمس، أو أن يُسيء في وجهٍ ما؛ لأنَّه قد أَسَاء في غيره) [رسائل ابن حزم] .
- وقال -أيضًا - : (مَن أَسَاء إلى أهله وجيرانه فهو أَسْقَطُهم، ومَن كَافَأ مَن أَسَاء إليه منهم، فهو مثلهم، ومَن لم يكافئهم بإساءتهم، فهو سيِّدهم وخيرهم وأفضلهم) [رسائل ابن حزم] .
- وقال بعض السَّلف : (ما أحسنتُ إلى أحدٍ، وما أسأتُ إلى أحدٍ، وإنَّما أحسنتُ إلى نفسي، وأسأتُ إلى نفسي) [مجموع فتاوى ابن تيمية] .
من آثار الإِسَاءة :
1- الإِسَاءة صفة مِن صفات المنافقين : عن الحسن البصري، أنَّه كان يقول : (إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وشفقةً، وإنَّ المنافق جمع إِسَاءة وأَمْنًا) [رواه الطبرى فى تفسيره] .
2- أنَّ مَن رضي لنفسه بالإِسَاءة، شهد على نفسه بالرَّداءة .
3- أنَّ الإِسَاءة مِن أسباب قسوة القلب .
4- أنَّ الإِسَاءة تمنع مِن الشَّفاعة .
قال أبو الدَّرداء رضى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)) [رواه مسلم] .
قال ابن القيِّم :
(قول النَّبي صلى الله عليه وسلم : ((لا يكون اللَّعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)) لأنَّ اللَّعن إساءة، بل مِن أبلغ الإِسَاءة، والشَّفاعة إحسان، فالمسيء في هذه الدَّار باللَّعن، سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشَّفاعة، فإنَّ الإنسان إنَّما يحصد ما يزرع، والإِسَاءة مانعة مِن الشَّفاعة التي هي إحسان)
[بدائع الفوائد،لابن القيم] .
من أسباب الوقوع في الإِسَاءة :
1- مقابلة الإِسَاءة بأشدَّ منها .
2- قسوة القلب .