أيُهما أَكثرُ (( ثَرثَرةً )) الرِجال أم النِّساء؟؟؟

[طاهر القلب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد :

أولا تنويه ( لا بد منه ) :
لا يُفهم من الموضوع، وعنوانه الجانب السلبي لهذه الكلمة "ثرثرة"، فليست هي المقصود في نفسها لفظًا أو بمعانيها، وهي ليست المقصودة تحديدًا في طرحي هذا،
وإنما أردت بها تِبيان مدى كثرة الكلام "كمًا وكيفًا" ... وهي في اعتقادي الأنسب لهذا المفهوم ...
توطئة ( لا بد منها ) :
في دراسة قرأتها سابقًا، جُعلت بين مجموعة من الرجال ومجموعة من النّساء ... وتم ملاحظة مدى دقّة الوصف وكثرته لكليهما، فيما بدا لهما،
وفيما يُرى لهما - أي مجموعتي الرجال والنّساء - حيث تم إدخال مجموعة النّساء إلى غرفة بها الكثير من الأشياء والمحتويات، وتم فِعل ذلك الأمر لمجموعة الرجال ...
وبعد أن اخرجوا منها، تم طرح السؤال التالي عليهم :
صف محتويات الغرفة والأشياء الموجودة فيها؟
فكانت المفاجئة والفرق الواضح في مدى دقّة و وصف التفاصيل لمجموعة النساء أكثر من مجموعة الرجال، الذين كان وصفهم سطحيا غير متعمق ومتماهي في التفاصيل
مثل مجموعة النّساء ...
على العموم ليس هذا المراد من الموضوع، وإنّما هو تمهيد لما سنبحثه فيه ...

عودًا على بدأ

استدراك ( لا بد منه ) :
الحديث والكلام هو أسلوب التواصل والتفاهم بيننا، لتلبية الحاجيات وتبليغ الرغبات مع أقراننا في مجتمعاتنا ... ويختلف هذا الأسلوب - أي الحديث -
بين النساء والرجال، كمًا وكيفًا، وإن كانا فيه سواء، طبعًا بِنسب مُتفاوتة، فهناك ما يُشاع حول النّساء والثرثرة الكثيرة في حديثهنّ وجلساتهنّ وسمرهنّ مع بعضهنّ البعض،
حتى بات يُضرب بهنّ المثل في كثرة الكلام والحديث والثرثرة، فربما كانت المرأة تُعبر عن مُرادها بكثير من الكلمات لأنّها "عاطفية" أكثر، و ربما هي زيادة في بحث
وتدقيق التفاصيل "للفهم" أكثر نظرا لطبيعتها وتكوينها، و ربما كان في غيرها من "اهتمامات" و "غايات" حول كثرة الحديث حول أي موضوع تطاله أناملهنّ فكرًا و بحثًا ...
أما نحن معاشر الرجال فحسب ـ الدراسة ـ فحديثنا قليل وسطحي ... فربما يُعبر الرجل عن مُراده بكلمات قليلة وهزيلة, و ربما هو "اكتفاء" منه بما تم من كلماته،
نظرا لـ "طبيعته" الخشنة وتكوينه "الصلب" واهتماماته ...
أسئلة ( لا بد منها ) :
ـ فهل نعتبر الثرثرة مشكلة في حد ذاتها أم في كثرتها؟
ـ وهل صحيح ذلك الفرق "ثرثرة" بين معاشر النساء ومعاشر الرجال؟
ـ وهل يمكن وصف موضوعي هذا كـ "ثرثرة" رجالية استثنائية؟
خاتمة ( لابد منها ) :
إنّ الحديث ميزة إنسانية جليلة، قد أفرده الله تعالى به عن سائر المخلوقات، وهو لغة التواصل في المجتمع الإنساني برجاله ونسائه، وليس مقتصرًا على صنفٍ دُون آخر،
ولا يُمكن اعتباره نقِيصة وسُبَّةً، خاصة ونحن في زمن وجب فيه الإفهام، وتبليغ المراد بأي طريقة كانت، حتى لا يُؤول الكلام، ويُحوّر الفهم ...
والتواصل الفعّال يُحتم علينا دَركُ التبليغ أكثر من ترك التعليق ...

والسلام في الختام

طَاهِر