نظرية الفستق

[أثيلة]

يقول فهد عامر الأحمدي كنت مع ولدي بالسيارة وطلب مني أن أدعة يقود مكاني قليلا رغم أنه لم يتحصل على شهادة قيادة بعد
وافقت على الأمر وكان يقود بطريقة جيدة إلى أن وصلنا إلى إشارة حمراء لم ينتبه لها ومضى فكدنا نموت و نصطدم بعدة سيارات أخرى
الحمد لله مضت الحادثة على خير ، ركن السيارة وكان يبدو شاحبا خائفا و ينتظر مني وابل من الكلام الذي عادة ما أوجهه للأولاد من أجل التأديب
لكني قلت له بهدوء هل تعرف نظرية الفستق؟ فابتسم وقال: لا
فقلت له نعم معك حق فهي غير موجود والآن فقط قررت أن أضعها

ولأني من محبي الفستق طبعا مارأيك ياولدي لو كنا بالبيت ذات يوم وطلبت منك أن تشتري لي بعض الفستق و عند ذهابك بالسيارة اصطدمت مع شخص في الطريق و وقع جدال بينكما وصل إلى خروجكما من السيارتان و من دون قصد منك تدفعه يسقط أرضا ويقع رأسه على الرصيف
دماء كثير ووصول الشرطة والحماية المدنية هو للمستشفى وأنت للسجن
يدخل في غيبوبة و بعد يومين فقط يأخذ الله روحه ، والأصعب ليس هنا، ماذا لو اتضح أنه هذا الشخص متزوج وله إبن في سن الست أشهر ، عندها سيأجل الحكم عليك إلى أن يبلغ الإبن سن الرشد ليقرر إن كان سيعفو عليك أو لا فيضيع شبابك بين قضبان السجن وأنت تنتظر حكم الإبن ، وماذا لو قرر ألا يسامحك بعد 18 سنة؟ عنجها سيضيع شبابك كله و أيضا كبرك ولم تعرف ذوق الحياة أبدا
يقول فهد عامر الأحمدي قلت له هذا وفقط وفهم الدرس جيدا و صار كلما هم بالخروج أقول له لا تنسى نظرية الفستق فيبتسم

لم أروي هذه القصة عبثا بل من أجل الإعتبار ، يقال بأنك لن تستطيع ترسيخ فكرتك في ذهن أي شخص إلا رويت له قصة ما ذات علاقة بالموضوع
فنحن نكره الشتائم و التوجيهات والأحكام التي توجه لنا دائما من قبل الأساتذة أو الآباء والأمهات و لكن ما أسهل تذكر القصص المعبرة في حياتنا وما أنجحها في تقويم السلوك

تحياتي
أختكم في الله