حينما تعتريك لهفة ،تمازجها رهـفة،نحو شخصٍ عزيز ذو ألـفة ،وهو يستحق منك رأفة ،تهتز نفسكَ على غير عادتـها،في حالة قد تطول مُدتـها ،وشدة تزيد حدتـها ،كأنَّ سجيتك تأخذك وأنت لا تدري،بأنك الى طريق قدرك تجري ،فترسمه بإرادة منك مرغمة ،وفي حياة تارة تراها مُبهمة ،وتارة أخرى تجدها بالسرور مُفعمة ......
قال الصديقُ ،حينما بدى يومه يضيقُ،كاد يُغمى علي وقد لا أستفيق،كيف لا وأنا زوجٌ ورفيقُ ،ووالد رؤوف شفيقُ،دخلت في لهفةٍ إلى العيادة ،أنتظر بكل توتر الولادة ،فقيل :الزوجة في حاجة ماسة لدواء،لكنه غير موجود هنا فابحث عنه في الأرجاء ، صعقت وقلت ما هذا الهراء ،وطفق جناني بالبكاء ،ناديت طبيبا تمهل رجاء،أين أجد هذا الدواء ،فرد من غير عناية ،لن تجده هنا ربما خارج الولاية ،صاعقة نزلت علي دفعة واحدة،فلستُ أرى سوى زوجتى فوق السرير راقدة ،ولوعيها فاقدة ،.....يا إلَهي أرشدني إلى طريق الصواب،وافتح أمامي الأبواب ،ولا تأخد من بين يدي أغلى الأحباب ،ربطت الاتصال بصديق لي صيدلي ،فقال دواء نادر وباهض الأثمان ،شد السير إلى الولاية كذااا عند الصيدلي فلان،ركبت السيارة ومسكت المقود،ووجهي أصفر بل أسود،علي بقطع مسافة 270كم في أسرع وقتْ ،وكُلي شتمٌ على المستشفيات وحقدٌ ومقتْ ،سرتُ وعيناي لا ترى سوى وجه زوجتي،وعقلي يقذف بتوتري وشدتي،ونفسي تُململ ،وخواطري تُجندل،وأحلامي تُجلجل،حتى وقعت عيني على لافتة ،تنادي وترحب وهي صامتة ، الولاية ترحب بالزوار دووا الأعين الباهتة ،ركنت السيارة ،بالقرب من تلك الأشارة ،رميت السيجارة ،ورددت مرارا تلك العبارة ،ربي لا تخيبني فإني قصدتك بالإستخارة ،سألت عن الصيدلي من كان مارا بقربي ،قال: خد ذلك الطريق الغربي ،فقلت: شكرا جزاك خيرا ربي ،وقفت ورجلاي لا تكاد تحمل جسدي،قلت من بعد السلام هل عندكم هذا الدواء يا سيدي ،.............يتبع