قبل أن أجعلَ لنفسي مقعدًا ضِمنَ جَمعكُمُ الطّيّب وقبل أن أعرض عليكم ما أعددتُ مِن موضوع ، ودِدْتُ تحيّتكم كسابق اللّقاءات بمناسبة هذه الإبتسامة الفصليّة الرّبيعيّة الجميلةِ كجمال أَرواحِكُمْ .. لأنّكُم أغلى واللهِ .. إذن فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. سائحةٌ هيَ مائجة ، موسومةٌ مُحمّلة ، خاصّة وخالصة ، فشاملةٌ وافية .. هي تحيّتي وسلامي.. تقديري واِمتناني لشخصكم، كمشرفين وأعضاء مسجّلين وزوّار ، طبتم وطاب سعيكم طبتم وطاب عزمكم وممشاكم ..
حديثنا السّاعة نوعًا ما شائعٌ بين جدران المؤسّسات الإدارية إن صحّ الكلام ،أوعن طبقة المكاتب والأقلام على سبيل المثال لا الحصر، أو حتّى عن عامّة النّاس ، إلّا أنّي لاحظتُ ذلك بشكل مُلفتٍ للإنتباه عند بعض الإداريّين أكثر منه عند العامّة .
حديثنا خاص بالتّوقيع كما يُقال أو الإمضاء اليدوي لا المطبوع ، وقبل أن نتطرّق للعرض أردت التذكير بأنّ مِنّا من يعلم أنّ التوقيع اليدوي يعكس بعض من دلالات شخصيّة الموقّع في كثير من الحالات كما يٌقال وحتّى أنّه من بين الأدلّة التي يُستعان بها في دراسة وتحليل نفسيّات وسلوك الشّخص.. والمُحيّرُ الملفتُ للبال أنّك تجد الموظّف الإداري بمختلف تصنيفه السّلّمي في المؤسّسة أو حتى الشخص العادي لمّا يتناول قلمه ليوقّع فإنّه يرسم أحيانا خربشةً من الخطوط لا تألفها كتوقيع بل حتّى أنّه في كلّ وثيقة خربشة مِن شكل ..لاأعلم لماذا؟ وإن أردت الإستفهام منه عن ذلك إنْ كان مِنَ مُقرّبيك في الزّمالة أو الصّداقة ، فستجده يومىء بيده بعشوائية ويصنع ملامح على وجهه توحي بالإستخفاف وغير المهمّ أَنْ دعْ عنك هذا فالأمر فهو لايستحقّ ، أو يقول لك إنّه فقط مجرّد تِبيانْ أو دليل على بصمته الشّخصية لاغير ، ويُردِفُ قائلا لا يُهمّني إن كان توقيعًا أو بصمةَ حِبرٍ بالإبهام المهمّ في المضمون ، في حين أنّك تتفاجئ لمّا تجد لهذا الأخير مايكفي من سنوات خبرة في مجاله الإداري التي توجِبُ عليه التقيّد بصيغةٍ معيّنة..
وفي مقابلِ العيّنة تجدُ على سبيل ما ذكرنا مِن مثالٍ أشخاصًا بالرّغم مِنْ أنّهم مُلتزمون بصيغة معيّنةٍ إلاّ أنّها عشوائيّة لاتوحي بأيّة دلالة ،فقط مجرّد خطوط مُنكسِرةً أو ملتويةً يُمنةً وشمالًا ،لا يألفها النَّظَرُ ولا تجدُ لها اِنعكاسْ . قد يُمكنُ أن يتّخذ الواحد منّا صيغة إمضاءه كبداية لأوّل حرفٍ مِن اِسمه الشّخصيّ أو العائليّ بالعربيّة أو اللّاتينيّة كما يُمكن أن يتّخذ رمزا ما، يراه الآخرَ علامة أو دلالة لشيء ما يفقهه لوحده مثلاً.
عموما كان هذا الموضوع من باب التّذكير والتّدارُكِ لا من باب الذّمِ و التّشهير.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..