وماذا لو فازت الجزائر؟...بقلم محمد حمدي صحفي بجريدة اليوم السابع
لا صوت يعلو فى معظم البرامج التليفزيونية والمحطات الرياضية والصفحات الخاصة بالرياضة فى مختلف الصحف المصرية على مباراة مصر والجزائر، وتأتى معظم مشاركات الجماهير على الهواء وبأغلبية كاسحة تقريباً ممن يتصلون بتلك البرامج بتوقعات بفوز مصر على الجزائر فى تلك المباراة المصيرية بثلاثة أهداف على الأقل.. وهو أمر يبدو غربياً بعض الشىء، لأن أى مباراة فى كرة القدم تحتمل ثلاثة نتائج، الفوز.. والخاسرة .. والتعادل.
لكن الغريب أن الجماهير المصرية تصر على تجاهل بقية أطراف معادلة النتائج الرياضية، وقد يكون هذا من باب التمنى الذى يراودنا جميعاً، لكن المشكلة الأكبر هى أن نبالغ فى التمنى ونحوله إلى واقع ثم نفيق على نتيجة مغايرة لأحلامنا المفرطة.
لا أريد التأثير فى معنويات الجماهير، لكن الحقائق على الورق تقول أن فرص الجزائر أكثر اتساعاً من فرصنا، فهى تمتلك ثلاث فرص كاملة، وهى التعادل أو الفوز أو الخسارة بفارق هدف واحد. بينما فريقنا الوطنى لا يمتلك سوى فرصة واحدة للتأهل بالفوز بثلاثة أهداف، ونصف فرصة بالفوز بهدفين، تقودنا لمبارة فاصلة تتساوى فيها الحظوظ.. ووفقاً لهذا الحساب، فإن الجزائر تتفوق علينا فى حظوظ التأهل بالضعف تقريباً.
صحيح أننا نتمنى جميعاً تأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام عشرين عاماً، وصحيح أن الفريق المصرى عاد إلى المنافسة من بعيد بعد الفوز بثلاث مباريات منها اثنان خارج القواعد على رواندا وزامبيا، مما يعنى إحياء الأمل الذى كاد يتبخر لكن علينا التعامل بواقعية مع الأمر، وعدم الإفراط فى التمنى والحلم حتى لا يتحول الأمر إلى كارثة.
مشكلتنا الحقيقية فى مصر أننا بعيدون دائماً عن الواقع، نرفع من نريد إلى السماء السابعة ونخسف بمن نريد حتى سابع أرض، ونخلط دائماً ما بين المشاعر وما نريده ونبتغيه وما يمكننا تحقيقه على أرض الواقع.. وهى مشكلة تؤثر علينا فى كافة مجالات الحياة، ويبدو علاجها صعباً، لأنه يحتاج إلى مناخ غير المناخ وتربية غير التربية التى نربى أبناءنا عليها.
وكل ما يهمنى فى موقعة 14 نوفمبر الكروية أن يقدم فريقنا عرضاً كروياً راقياً ينتهى بالفوز.. دون أن نغفل فى تفكيرنا أن عدم التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أمر أكثر من وارد.. ويجب أن نضع ذلك فى حسابنا حتى لا نصاب بنكسة جديدة من صنع خيالنا الجامح.. وما أكثر النكسات التى تعرضنا لها لأننا لا نجيد حساب قدراتنا وإمكانياتنا الذاتية وإمكانيات الخصوم.. من الحرب الحقيقية، كما حدث فى يونيو 1967 إلى المعارك الوهمية فى كرة القدم!